كل فاجعة ونحن بخير / أعمر لوليف

كنّا ونحن صغار نشاهد الأفلام الهندية وكانت الشرطة الهندية مدعاة للسخرية وتندر عندنا كانت تأتي بعد ان ينتهي العراك ....

حصل ما حصل وفقدنا خمسة أطفال في وقت واحد وفقدان قبلهم بأيام اثنا عشر فقيد في وقت واحد بين عاصمة سياسية واخري اقتصادية

هذه الفواجع ليست الأول ولن تكون الاخيرة

هذه الفواجع اختصرت كل شيء

اظهر هشاشة كل شيء وطريقة التي يعيشها المواطن  و اوضاعه المعيشية والصحية والاقتصادية وحتي اوضاعهم الاجتماعية

من المفترض أن يعيش المواطن  في أي مكان من وطنه  حياة كريمة وذلك بتوفير كل مستلزماته ومستلزمات أسرته التي يعولها سواء من ناحية المسكن والمأكل والمشرب والملبس والرعاية الصحية والتعليمية بشكل سليم وغير ذلك من متطلبات الحياة الكريمة

اما عندنا فنحن فتلك قصة اخري نحن بلا حكومة ولا مسؤول

حتي اصبح لكل يتساءل :

شـاهَ رَأيُ المَسْئـولِ عَنْ فِعْلِ هـذا أوَ حَقًّا هـــــذا المَسُـــــــــولُ مســـــولُ؟!

فاجعة زينب هى التى اختصرت وحكت  مأساة وطن

فاجعة زينب فاجعة لكل الموريتانيين بكل شرائحهم

فاجعة لكل أم علي هذه الارض

فاجعة لكل المحرومين والمغبونين والمهمشين ...

فاجعة لكل من لا يملك ارض أو منزل أو عمل...

فاجعة لكل مطلقة وربة أسرة تعمل ليل نهار من اجل عيالها الذين لا معيل لهم غيرها ..

حتي اصبح لكل يتساءل عن المدونة الاسرة ما فائدتها وأين هي ؟؟؟

فاجعة تعبر عن سوء التسيير والفساد منذ نشأة الدولة

فاجعة تختصر معاناة بلد بأكمله ....

 فاجعة تعبر عن حق المواطن في السكن للائق ومحترم وعن العمل يليق به ..

عن أطفال لا معيل لهم وعن حقهم في تعليم والصحة ورعاية

الفاجعة لم يبقي شيء الا اختصرته حتي غياب الدولة والنظم والقوانين التي ترعي مصالح العباد والبلاد تحدثت عنه هذه الفاجعة

..

الحكومة لم تنظر إلينا احياء ولم تنقذنا ونحن نصارع الموت ....

حتي بعد الفاجعة ظهر الوجه الاخر للمجتمع ديدنه نفاق والتزلف قدم وزير العزاء فَنَسِي الجميع زينب وبدأ في إظهار نفاقه وشكر الوزير علي تواضعه

جاء نائب وسياسي وبدل تقديم واجب العزاء لم ينسي أيضا ان يستغل الموقف سياسيا فقام بكيل الشتائم الشريحة معينة

اما دور نخبة والعلماء والأحزاب والمنظمات الحقوقية والخيرية فتلك حكايات اخري وغائب اخر وفاجعة اكثر إِلام!!!!

اقولها دائما نحن من اغرب الشعوب ...

زينب باختصار هي موريتانيا بكل مآسيها وأحزانها

بلد انهكته الأنظمة الفاسدة ....

وغدا ننسي موريتانيا عفوا "زينب "

وداعا الي فاجعة اخري ....

10. يناير 2020 - 18:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا