موريتانيا .. نجاعة المقاربة الأمنية / محمد عبد الله ولد سيدي

جاءت قمة "مدينة بو" لمجموعة دول الساحل وفرنسا  لتبرهن على محورية الدور الموريتاني في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل ، وقد كانت مشاركة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، واضحة الأفكار ومحددة الأهداف ومشخصة للواقع في المنطقة التي باتت مثيرة  للقلق إن لم يتم تلافي الوضع على وجه السرعة ، فليس من المقبول  أن ينتظر العالم حتى  تسيطر الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات على أراضي شاسعة في منطقة الساحل؛ ويقتل المدنيون  وتدمر الثكنات العسكرية ،  بل وتحتل أجزاء كبيرة من بعض الدول ليكتشف الوضعية المنذرة بالخطر والقلق في منطقة الساحل ..

لقد بدت الصورة أكثر وضوحا لموريتانيا  وباشرت العمل بشكل سريع ودقيق لوضع حد للخطر الداهم الذي يكاد أن يبتلع بعض البلدان ومنها بلادنا حيث ظلت لسنوات عديدة بطنا رخوا ومعبرا آمنا للجماعات الإرهابية وتجار المخدرات .

لقد بُنيت المقاربة الموريتانية لمكافحة التطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود التي قادتها موريتانيا  بكل حكمة وجدارة على هدفين أساسين هما:

• بسط الأمن والسيطرة على الحدود

• التوزيع العادل للتنمية الاقتصادية

و باشرت الدولة الموريتانية بسط الأمن والسيطرة على الحدود عن طريق تجهيز الجيوش وقوات الأمن بالمعدات والسلاح والتكوين والتدريب لتقوم قواتنا المسلحة على أكمل وجه بمهمة تأمين الحدود وطرد الجماعات المسلحة خارج حدودنا الوطنية . وبخصوص التوزيع العادل للثروة وبناء تنمية شاملة باشرت الحكومة الموريتانية العمل بكل جد وحيوية على خلق تنمية محلية في المناطق الأكثر فقرا من خلال بناء أقطاب تنموية قادرة على تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية ، وإنشاء مؤسسات معنية بالتآزر الاجتماعي والقضاء على الهشاشة .

 تقاسم النجاح مع الشركاء ..

بعد انفجار الأوضاع الأمنية في العديد من بلدان منطقة الساحل وبعد نجاح المقاربة الموريتانية في محاربة الجماعات المتطرفة أطلقت  بلادنا فكرتها الرائدة والمتعلقة بإنشاء مجموعة دول الساحل الخمس ، حيث ستسعى هذه المجموعة  إلى توحيد الجهود من أجل وضع حد للإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل، كما تهدف المجموعة من ضمن أهدافها العديدة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية ومحاربة أثار الجفاف والتغييرات المناخية  في هذه البلدان والمساهمة  في الحد  من هشاشة الأوضاع البيئية والاقتصادية وانتشار الفقر والتخلف .

 بدأ مسار المجموعة بإعلان نواكشوط المؤسس للمجموعة G5”" ومنذ تلك اللحظة عملت المجموعة على بلورة رؤية شاملة لوضع حد لتواجد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل ولم تقتصر جهود بلادنا على حشد الدعم والتعريف بالمجوعة في المحافل الدولية بل تجواز ذلك إلى الرؤية والتخطيط و أثمرت تلك الجهود الاتفاق على إنشاء قوة إقليمية مشتركة من دول المجموعة الخمس تعمل على تطهير المنطقة وتأمينها ، و كان لموريتانيا الدور الريادي في صياغة الأفكار وبلورة الرؤى وإقناع الشركاء بضرورة تبني جهود مجموعة دول الساحل الخمس  .

لقد كان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني  حريصا في قمة "بو" التي انعقدت مؤخرا بفرنسا  على إظهار أهمية الدور الذي يكمن  أن تلعبه موريتانيا خاصة في الظل العودة القوية للجماعات الإرهابية في بعض بلدان المنطقة وما على التحالف أن  يقوم به من  أجل بسط الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في منطقة الساحل التي ستظل مصدر إزعاج وبؤرة توتر إن لم تجد الدعم والمساندة الكافية من الشركاء في المنطقة والعالم .

اليوم تتطلع شعوب المنطقة والعالم بأسره أكثر من أي وقت مضى  إلى تفعيل ودعم  جهود التحالف الدولي  في منطقة الساحل  من أجل  إزاحة شبح الإرهاب والجريمة المنظمة وبسط الأمن والاستقرار لتخطو المنطقة نحو التمنية الشاملة والاستقرار .

 

17. يناير 2020 - 10:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا