للإصلاح كلمة "تذكر" مؤتمر علماء الأفارقة بقوله تعالي :ألا يظن ؤلئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم / محمدَ بن البار

كلمة الاصلاح تري أنها في هذه الاونة اعطاها الله فرصة  ـ وسوف تنتهزها ـ الا وهي اجتماع العلماء الافارقة الذي دعي له علامتنا نحن الموريتانيين جميعا وفخر قطرنا الشنقيطي أمام العالم ، ولا شك أن الذي دعاكم له هو ذلك الخطب الجلل السائد في كثير من اقطار المسلمين ألا وهو قتل أرواح المسلمين الأبرياء تارة يقتل بعضهم بعضا وتارة قتل المسلمين بيد اعداء الله الاقوياء من غير المسلمين وتارة قتل المسلمين لشعوبهم بما فيهم الابرياء سياسيا من غير الفات نظر المسلمين إلي أن قتل المسلم هو اعظم جريمة يتحملها المسلم لليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ، فإذا كان المولي عز وجل قد وعد المطفف للكيل والوزن وعدا تهديديا بقوله تعالي : (( ويل للمطففين)) إلي قوله تعالي (( ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )) فما بالكم بمن يقتل الانفس أو يرسل أو يساهم في قتلها ، فالعالم الان عندما يريد أن يحدد أي دين يقع فيه القتل اكثر فإن كلمة اكثر لا نحتاج لها لأن الدين المنحصر فيه القتل الان هو الدين الاسلامي ، واذا سئل هذا العالم اين المقتولين ومن قتلهم ؟ فإن الاجابة علي هذا السؤال تكون كما يلي :

أولا : المقتولون هم شباب من المسلمين في غرب افريقيا وشرقها وفي دول الشرق الاوسط اعتنقوا افكارا لم يجدوا أي دولة اسلامية تستدعيهم آمنين للحوار معهم ، مهما طال زمن الحوار أو تشعب ما دام هذا الحوار حاقنا لدماء المسلمين ، وطرفاه يتناقشان في سلوك الطريق المستقيم التي يرضي عنها الاسلام ، بل الواقع أن دول الاسلام استدعت امريكا وفرنسا لتضرب الاولي طالبان في افغانستان فوق ارضهم والقاعدة سواء اليمنيين منها او الصوماليين فوق ارضهما وفرنسا لتضربهم في غرب افريقيا او الروس لتضرب السوريين فوق ارضهم وجميع الاوربيين بما فيهم امريكا لتضرب المسلمين فوق ارض العراق وسوريا الي آخر قتل اعداء الله للمسلمين فوق ارضهم بدعوي أنهم جميعا ارهابيون ، هذا من جهة قتل اعداء الله للمسلمين ، أما من جهة قتل المسلمين للمسلمين فإن القاتل هو دولة مصر والامارات والسعودية والمقتول هم المسلمون في مصر واليمن والسعودية وليبيا وكذلك نيجريا والصومال ، فدولة مصر افرزت اكثر من نصف شعبها وجعلته اعداءا تقتله حيث ما وجد ولو بالسجون ، والايمارات والسعودية الزمتا نفسيهما بقتل كل مسلم سمي نفسه بالمسلمين سواء كان في اليمن فقتله مقدم علي الحوثيين الشيعيين او في ليبيا الي اخره ، هذا القتل المشار اليه كله والذي لا شك سيثار بعضه دون بعض ، قد قام هذا العلامة عبد الله بن بي حفظه الله واطال عمره بمحاولة او محاولات لحقن الدماء في بعضه وهو ما تقتله اوربا او ما يتقاتل بعضه مع بعض في دول الشرق الاوسط و افريقيا بسبب الافكار المتطرفة  ، ونظرا الي وسع معارف العلامة عبد الله بن بي وتأصيلها وقوة حجتها ، فقد الف كثيرا من الكتب الموضحة للموضوع ، وقام بكثير من الزيارات لشرح موضوع كتبه ، وقد اثار كثيرا من خصائص الاسلام ورحمته بالجميع الي اخر ما ستسمعون أيها العلماء الافارقة من الجهد الذي بذله هذا العلامة لحقن دماء المسلمين في العالم واظهار نقاء الاسلام وتبرئته من وظيفة القتل لأي كان وطلبه لحسن الجوار ومحافظته كأبنائه علي كل داخل حماه ، ولكن ايها العلماء الافارقة انتبهوا الي ان المطلوب منكم الان أن تفعلوا هو ما لم ينتبه له العلامة او انتبه له ولم يجد له معينا ، ألا وهو استدعاء الخصماء علي مائدة واحدة وفي بلد آمن ليدلي كل منهما بحجته ومناقشة هذه الحجج علي ضوء الشريعة الاسلامية ، فالشيخ اعانه الله علي جميع الجهود التي بذلها من نشر لكتبه ومحاضراته قام بها في امريكا والدول الاوربية ولم ينشأ عن ذلك الا استحسان هذه الافكار الاسلامية المسالمة فقط من طرف امريكا واوربا ، اما الدول العربية التي يحاضر هو فيها فهي التي تقاتل المسلمين اينما وجدوا حتي صار هذا القتل بالنسبة لهم عقيدة ، وسوف لا يلتفتون الي توجيهات العلامة ولو كانوا هم راضين عنه هو شخصيا لعدم وقوفه امام قتلهم وسجنهم وتعذيبهم للمسلمين حتي الموت في السجون ، فمسؤولية الاخرة عن قضايا قتل المسلمين  قد قضي الله بعدله وجعل في قدره أنه لا يعاجل بالعقوبة ليقين وقوعها وشدتها لمن اراد الله أن يوقعها عليه وآيات اصحاب الاخدود توضح ذلك من بشاعة القتل وحضور القاتل يتلذذ وينشرح صدره بقتل المسلمين حرقا ، واظهار القرآن أن لا جريمة لهم الا شدة تمسكم بإيمانهم ومع ذلك يقول لهم المولي عز وجل أنهم ان لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ، بمعني أنهم ان تابوا تاب الله عليهم ، أما دولنا نحن المسلمين التي تمارس القتل الان فلا يسمع فيها احد أنها جاعلة هذا القتل في خانة القتل العمد العدواني بدون أي مبررات وسيبدي لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، اذا والحالة هذه فما المطلوب ؟

فأنا أقول أنه ما دامت يد اوريا وامريكا والروس مطلقة في قتل شباب المسلمين فسوف يقوم الشباب بمحاولة قتلهم اينما كانوا،  فإن احسن موقف لهؤلاء العلماء أن يصدروا ميثاقا يسمي ميثاق العلماء الاسلاميين الافارقة المجتمعين في انواكشوط في الجمهورية الاسلامية الموريتانية ويحمل هذه النداءات التالية :

أولا : أيها الامريكيون أيها الاوربيون توقفوا عن قتل ابناء المسلمين فوق ارض المسلمين ، فمنظمة القاعدة وداعش وبوكو حرام وغير ذلك من المنظمات المتطرفة بأفكارها التي تدعي اسلاميتها من ابناء المسلمين وفوق ارض المسلمين ، فاتركوا دول المسلمين فعندهم في تشريع دينهم ما يصدهم عن الافكار التي يحملونها ، وفي دينهم كذلك موضح ما يفعل بالممتنع عن التوقف عن محاربة الله ورسوله بقتل المسلمين او الفساد في الارض .

ثانيا : النداء لجميع هذه المنظمات ان ترسل ممثلين عنها الي اجتماع آمن في بلد مسلم مع علماء المسلمين لمناقشة ما علي الدولة الاسلامية ان تكون عليه سياستها وكامل حياتها في الاسلام وما علي جميع مواطنيها أن تكون حياتهم داخلها ، هذه هي الحلقة المفقودة كانت من مجهودات العلامة عبد الله بن بي ، فهو حفظه الله كان يقف فوق ارض القاتل في امريكا واوربا والدول العربية يبين من فوقها للمقتول سماحة الاسلام ورأفته واتساع خلق معتنقيه بالجميع ، وذلك لا يرد تلك الدول عن القتل علي غير اراضيها .

ثالثا : يمكن لكل دولة أن تقوم هي نفسها بهذه الدعوة وتستدعي بأمان كل الخارجين عليها ويمكن ان تستدعي هي علماء من خارجها للمناقشة مع ابنائها المتطرفين ، ولا ينتهي هذا الاجتماع الا بالموافقة السلمية تحت حكم الاسلام في دولة الاسلام .

رابعا : أن يكون في الميثاق ايضا نداءا للدول العربية التي تقتل شعبها داخليا وخارجيا أنه توجد مندوحة دون قتل المسلمين ، فعلي السعودية مثلا بدلا من ان تسجن علماءها حتي يموت بعضهم في السجن ان تتفاوض معهم حتي يقتنعوا او تستمر المناقشة مع بقائهم احياء وكذلك مصر والامارات والصومال الي اخره

أيها العلماء اذا كان استدعاؤكم لهذا النوع من التفكير فنعما هو ، واذا كان لمجرد تأكيد صحة ما يقوم به العلامة عبد الله بن بي في كتبه وفي جولاته فهو صحيح لا يحتاج لتوكيدكم له ، فهو مؤصل ممن له معرفة وذكاء خارقين أدام الله له تلك الخصوصيات ، ولكن النتيجة كانت سلبية لعدم حضور الخصم واشراكه فيما هو طرف فيه ، فقد جاء في احدي تفسيرات فتنة داوود عليه وعلي نبينا افضل الصلاة والسلام التي جاء ذكرها في كتاب الله أن فتنه الله له كانت لعدم انتظاره لما عند الخصم بل قال للمدعي عند انتهاء دعواه ، لقد ظلمك بسؤال نعجتك الي نعاجه ، فكذلك الشيخ العلامة عبد الله بن بي كان يسمع ارشاداته للقاتل فقط ، والان عليه وعلي العلماء الافارقة أن يقولوا لهؤلاء القتلة الاوربيين و المسلمين ما خوفهم الله به في كتابه العزيز في قوله تعالي : (( أولم ينظروا في ملكوت السموات والارض وما خلق الله من شيء وأن عسي أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يومنون ))

 

19. يناير 2020 - 15:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا