مجموعتان فكريتان؛ تمارسان التناقض، و الازدواجية، بشكل عجيب دون خجل و لا تحفظ ، بل كل فريق فرح بما لديه و يدافع عنه .
الفريقان مختلفان في كل شيء في هذه الدنيا ،إلا في ما تقوم به إيران في المنطقة العربية فهما متفقان عليه.
متفقان على أن احتلال إيران للعراق و لبنان و اليمن عمل مقبول أو مفهوم أو يمكن السكوت عنه، لأنها ليست العدو الرئيسي رغم احتلالها و تدخلها في شؤون الاقطار العربية،
بل و يقولون إن إيران ليست دولة عدوة و يجب أن لا ندفعها أن تكون عدوا للأمة رغم احتلالها و تدخلها في شؤون الاقطار العربية .
و يعتبرون تدخلها و احتلالها يدخل في إطار الدفاع عن النفس و توسع الدول و حماية مصالحها و حب الدول العظمى و الكبيرة، السبطرة على الدول المجاورة لها ، و هذا تصرف مقبول و مفهوم بالنسبة لهم .
في حين يختلفان اختلافا تظنه مبدئياً حين يتعلق الأمر بتركيا ليعود الفريقان إلى عدم الاتفاق .
ففي ليبيا يعتبر أحد الفريقين أن تدخل تركيا عمل إجرامي و احتلال غير مقبول، في حين يبرر الفريق الثاني هذا التدخل بنفس المبرر الذي يبرر به تدخل إيران في العراق و يزيد أنه بطلب من " الحكومة الليبية ". هذا الفريق يرفض تدخل الروس في سوريا بدعوة من النظام السوري، و يعتبر هذا التدخل هو لقتل المواطن السوري، لكن في ليبيا مقبول بل و واجب و في سوريا حرام و يجب مواجهته بالقوى الإرهابية و الفتاوي.
و بالنسبة للفريق الأول التدخل الروسي و الإيراني مقبول في سوريا لأن النظام من طلب ذلك أما في ليبيا فالتدخل التركي مرفوض حتى لو كان بطلب من ما يسمى " الحكومة الليبية ".
هذه الازدواجية في التعامل مع التدخل الأجنبي تربك المتابع خصوصا أن العراق و منذ ما يزيد خمسة عشر سنة و هو تحت الاحتلال الامريكي الايراني و لم يصدر يوما واحدا من الفريقين أي بيان يندد بهذا الاحتلال أو بالجرائم التي تقوم بها إيران و ميليشياتها في حق الشعب العراقي و مقاومته البطلة . أو ينظم اي الفريقين ندوة أو محاضرة أو نقاش حول التدخل الأجنبي في العراق و جرائمه.
أيها الإخوة إما أن يقبل كل واحد منكم و يرضى بالتدخل الأجنبي لكل دولة من أجل حماية مصالحها أو تتفقون على رفض و إدانة اي تدخل اجنبي مهما كان .
فمثلا التدخل الأمريكي لحماية مصالحها مفهوم في اي قطر عربي او غير عربي لأن امريكا تبحث عن مصالحها و تحارب الإرهاب و تدعم الديمقراطية و تحرر الشعوب و اذا تدخلت فهذا غير جيد لكنه مفهوم لأنها ستحمي مصالحها أو تحمي حلفائها ، أو تؤمن تواجدها في المنطقة و نفس الموضوع مفهوم و مقبول لإيران حين تتدخل في اي قطر عربي مهما كان و كذلك بالنسبة لتركيا و غدا بالنسبة للكيان الصهيوني لأن الكيان الصهيوني إذا شعر بخطر قد يتدخل لقتل و إعادة ترتيب الأوراق في اي قطر عربي لمصلحته .
بعيدا عن جدلية القوى العظمى و الأحقية في تأمين حدودها و مصالحها و بعيدا عن اسلام إيران و تركيا و السنة و الشيعة و كفر امريكا ،لان إسلام و كفر و إلحاد أي دولة لا يعنيني بقدر ما يعنين أن تظل تحترم الجوار و الحدود و التاريخ .
فمثلا هل إذا طلبت الحكومة الفلسطينية برئاسة فتح تدخل امريكي أو إسرائيلي للسيطرة على غزة و تدمير السلاح الذي تملكه حماس أو طلبت حماس تدخل تركيا أو إيران للسيطرة على فتح و تدميرها و تقوية ملك حماس هل تقبلون هذا التدخل أيها المتناقضان؟
أم أن الداعمين لحماس سيدعمون تدخل إيران و تركيا و الداعمين لفتح سيدعمون التدخل الأمريكي الصهيوني .
مثال آخر هل اذا تدخلت المغرب أو الجزائر أو السينغال لحماية مصالحها في موريتانيا و حماية حدودها بطلب أو بدون طلب من الحكومة الموريتانية يكون احتلالا و تدخل في الشأن الموريتاني أم أن الداعمين للمغرب سيعتبرون الأمر طبيعي و الداعمين للجزائر سيعتبرونه احتلالا و العكس كذلك و القوميون سيعتبرون تدخل السينغال جريمة تستحق الجهاد في حين سيعتبر الإخوة أن هذا تدخل من بلد مسلم شقيق و أنه مقبول .
هنا تكون المواقف مبنية على المصالح و ليست على الثوابت لأن مفهوم الاحتلال و التدخل الأجنبي يخضع لمعيار الصديق و الحليف و العدو .
لا يوجد احتلال مباح و آخر مرفوض و لا يوجد تدمير للاوطان واجب و آخر حرام .
من يرضى بتدمير العراق و سوريا بتدخل ايراني روسي تركي امريكي صهيوني سعودي اماراتي ،
الشعب الليبي لا يهتم كثيرا لمواقفكم المساندة للتدخل التركي أو الرافضة له لأنه غير خاضع لمعيار واقعي مبدأي فقد يتغير إذا كان التدخل في ليبيا من طرف إيران أو تناقض المتناقضات ...!
مجموعتان فكريتان؛ تمارسان التناقض، و الازدواجية، بشكل عجيب دون خجل و لا تحفظ ، بل كل فريق فرح بما لديه و يدافع عنه .
الفريقان مختلفان في كل شيء في هذه الدنيا ،إلا في ما تقوم به إيران في المنطقة العربية فهما متفقان عليه.
متفقان على أن احتلال إيران للعراق و لبنان و اليمن عمل مقبول أو مفهوم أو يمكن السكوت عنه، لأنها ليست العدو الرئيسي رغم احتلالها و تدخلها في شؤون الاقطار العربية،
بل و يقولون أن إيران ليست دولة عدوة و يجب أن لا ندفعها أن تكون عدو للأمة رغم احتلالها و تدخلها في شؤون الاقطار العربية .
و يعتبرون تدخلها و احتلالها يدخل في إطار الدفاع عن النفس و توسع الدول و حماية مصالحها و حب الدول العظمى و الكبيرة، السبطرة على الدول المجاورة لها ، و هذا تصرف مقبول و مفهوم بالنسبة لهم .
في حين يختلفان اختلافا تظنه مبدئياً حين يتعلق الأمر بتركيا لبعود الفريقان إلى عدم الاتفاق .
ففي ليبيا يعتبر أحد الفريقين أن تدخل تركيا عمل إجرامي و احتلال غير مقبول، في حين يبرر الفريق الثاني هذا التدخل بنفس المبرر الذي يبرر به تدخل إيران في العراق و يزيد أنه بطلب من " الحكومة الليبية ". هذا الفريق يرفض تدخل الروس في سوريا بدعوة من النظام السوري، و يعتبر هذا التدخل هو لقتل المواطن السوري، لكن في ليبيا مقبول بل و واجب و في سوريا حرام و يجب مواجهته بالقوى الإرهابية و الفتاوي.
و بالنسبة للفريق الأول التدخل الروسي و الإيراني مقبول في سوريا لأن النظام من طلب ذلك أما في ليبيا فالتدخل التركي مرفوض حتى لو كان بطلب من ما يسمى " الحكومة الليبية ".
هذه الازدواجية في التعامل مع التدخل الأجنبي تربك المتابع خصوصا أن العراق و منذ ما يزيد على خمسة عشر سنة و هو تحت الاحتلال الامريكي الايراني و لم يصدر يوما واحدا من الفريقين أي بيان يندد بهذا الاحتلال أو بالجرائم التي تقوم بها إيران و ميليشياتها في حق الشعب العراقي و مقاومته البطلة . أو ينظم اي الفريقين ندوة أو محاضرة أو نقاش حول التدخل الأجنبي في العراق و جرائمه.
أيها الإخوة إما أن يقبل كل واحد منكم و يرضى بالتدخل الأجنبي لكل دولة من أجل حماية مصالحها أو تتفقون على رفض و إدانة اي تدخل اجنبي مهما كان .
فمثلا التدخل الأمريكي لحماية مصالحها مفهوم في اي قطر عربي او غير عربي لأن امريكا تبحث عن مصالحها و تحارب الإرهاب و تدعم الديمقراطية و تحرر الشعوب و اذا تدخلت فهذا غير جيد لكنه مفهوم لأنها ستحمي مصالحها أو تحمي حلفائها ، أو تؤمن تواجدها في المنطقة و نفس الموضوع مفهوم و مقبول لإيران حين تتدخل في اي قطر عربي مهما كان و كذلك بالنسبة لتركيا و غدا بالنسبة للكيان الصهيوني لأن الكيان الصهيوني إذا شعر بخطر قد يتدخل لقتل و إعادة ترتيب الأوراق في اي قطر عربي لمصلحته .
بعيدا عن جدلية القوى العظمى و الأحقية في تأمين حدودها و مصالحها و بعيدا عن اسلام إيران و تركيا و السنة و الشيعة و كفر امريكا ، لأن إسلام و كفر و إلحاد أي دولة لا يهمني بقدر ما يهمني أن تظل تحترم الجوار و الحدود و التاريخ .
فمثلا هل إذا طلبت الحكومة الفلسطينية برئاسة فتح تدخل امريكي أو إسرائيلي للسيطرة على غزة و تدمير السلاح الذي تملكه حماس أو طلبت حماس تدخل تركيا أو إيران لسيطرة على فتح و تدميرها و تقوية ملك حماس هل تقبلون هذا التدخل أيها المتناقضان؟
أم أن الداعمين لحماس سيدعمون تدخل إيران و تركيا و الداعمين لفتح سيدعمون التدخل الأمريكي الصهيوني .
مثال آخر هل اذا تدخلت المغرب أو الجزائر أو السينغال لحماية مصالحها في موريتانيا و حماية حدودها بطلب أو بدون طلب من الحكومة الموريتانية يكون احتلالا و تدخل في الشأن الموريتاني أم أن الداعمين للمغرب سيعتبرون الأمر طبيعي و الداعمين للجزائر سيعتبرونه احتلالا و العكس كذلك و القوميون سيعتبرون تدخل السينغال جريمة تستحق الجهاد في حين سيعتبر الإخوة أن هذا تدخل من بلد مسلم شقيق و أنه مقبول .
هنا تكون المواقف مبنية على المصالح و ليست على ثوابت لأنه مفهوم الاحتلال و التدخل الأجنبي يخضع لمعيار الصديق و الحليف و العدو .
لا يوجد احتلال مباح و آخر مرفوض لا يوجد تدمير للاوطان واجب و آخر حرام .
من قبل بتدمير العراق و سوريا بتدخل إيراني روسي تركي امريكي صهيوني سعودي اماراتي ، لن يهتم الشعب الليبي كثيرا لمواقفه المساندة للتدخل التركي أو الرافضة له لأنه غير خاضع لمعيار واقعي فقد يتحول إذا كان التدخل في ليبيا من طرف إيران أو من طرف مصر أو قطر إلى عكس الموقف السابق .