مجانين تگند قراءة نقدية مقارنة / الطالب عبد الله أهن  

حين قرأت منذ مدة غير قريبة المقال الرائع الذي نشره أحد أبناء تكند ألهمني هذا المقال أن أقدم قراءة بعدية مقارنة بين  لامنطقية ساستنا والخلط (المفسدين ).

وهي شبه رواية ذات بعد فلسفي قصدت بها تنبيه ساستنا أن المجتمع لم يعد ينظر للأمور من زاوية مصلحتهم فموريتانيا تهم الجميع وبلا استثناء ربما يتوهم البعض وهو على حق أن جماعة الحسن ولد بيعدل أكثر منطقية فيما تريد من ساسة التملق المكشوف .

الشاهد

"وكانت هناك شاحنة سينگالية كبيرة تعطلت بالجانب الأيمن من الطريق منذ أشهر، فَتَلفتْ عَجَلاتُها، وأصبحت مركزا يتدرب فيه الأطفال على الجلوس خلف مقودِ السيارة، فما راعني إلا الحسن ولد بيعدل، وقد أخذ حمتي واحريمه و ول احمد ديه، باتجاه الشاحنة المتعطلة، فجلس في مقعد السائق، وأمر رِفَاقَهُ بدفع الشاحنة من الخلف.. كان الرفاق يدفعون بكل قوتهم.. وكان الحسن يصرخ عليهم: "بُوسُو حت"، وبعد فترة نزل غاضبا وخاطبهم بحدة: "ما هَامْكُم اتْبُوسُو انتوم خوَّانَهْ" عندها ترجل ولد احمد ديه بكل هدوء وشجاعة جنوبا ولم يلتفِت للقوم! وبقي حمتي واحريمه يدفعان السيارة، والحسن يخاطبهم من خلف المقود : "لاهي تگدي ظرك وتمشو شور سينگال تشتغلو خَالِيتْكُمْ گلت الشغله ".

للأسف هذه حال ساستنا مثل مجانين تكند والسيارة المتعطلة  مالم ينظر للأمر بجدية فالبلد يعيش حالة التعطل تلك.

 إن المفسدين يحاولون أن يرغموا الكل أن يكون مثل – عقلاء – تكند – أخذت القصة  لا للمزحة فقط بل جعلتها حقيقة حيث أن البلد يعيش مخاضا خطيرا آلاف الشباب المتعلم والذي لا يجدون عملا في وطن نهبته ثلة من المفسدين دون رحمة .

إن ربان السيارة التي إن لم يأخذ الأمر بمحمل الجد لن يكون مصير البلد إلا كما كان من قبل ثلة قليلة من المفسدين تتقاسم المغنم وتنعم بالمال الحرام على حساب أغلبية مهمشة إلا أن الأمور قد تخرج عن السيطرة إنك تشاهد غالبية فقيرة وأقلية تتخوض في المال العام دون رقيب وصفقات وهمية بالتراضي وبتمول غير شرعي.

 إن موريتانيا تحتاج أن نضحي من أجلها أوسيكون حالنا أو أملنا هو أمل مجموعة عقلاء تكند الراغبين في الذهاب نحو السينغال لكن بوسائل مستحيلة .

كيف ولا نأمل في هذا الوطن أن يحتضن شبابه ونحن أمة شابة 70 % منا هم دون 20 ربيعا . ولنا شاوطئ بحرية غنية  تزيد على 1000 كلم و لنا ضفة نهرية نادرة تزيد على 320 كلم ومعادن لا تحصي  ولا تعد  فكيف يستساغ أن نكون في مؤخرة الركب .

فعلا كما قال ربان السيارة "ما هَامْكُم اتْبُوسُو انتوم خوَّانَهْ" استسمحوننا فعلا نحن لانريد أن نشارك أحدا في ثروة هذا البلد هذه هي الحقيقة المرة فكيف يعقل أن نعمد إلى التضحية من أجل وطن متعطل تتجاذبه طبقية سياسية مترهلة وفاسدة حد اللا معقول الكل – وهذا لم يعد سرا – أن هناك ثراء فاحش لا مبرر له غيرالفساد لسنا بلدا فقيرا مطلقا اللهم من نخبة  تتبني عن جد خطاب القطيعة مع الماضي بكل أخطاءه .

البلد على حافة انهيار  أخلاقي ما لم يسارع  إلى بعث أمل جديد وهو ما بدت بعض من معالمة تتضح خلال ترشح الرئيس الحالى الذي عمد بكل نجاح إلى أخلقة السياسة عندنا مما جذر لدي البعض رؤية غير عادية اتجاه الرجل حدت بالكثير منهم حتي في المعارضة الاسلامية إلى دعم الرجل مثل تيار راشدون القوة الضاربة لدي الإسلاميين .

Cette Moralisation دفعت بالكثرين لدعمه    

 

لكن التعيينات الأخيرة ربما تكون عصفت بما نتصوره ك ذات الوجوه المفسدة تتصدر المشهد

 وربما لم يبق أكثر الناصحين  والمتشبثين بالأمل إلا أن يكون موقفه مثل موقف ولد أحمد ديه ويتمسك الربان والبواسة المفسدون  بما يتوهمونه إصلاحا  .

لكن حين يترجل الربان وذاك أملنا ويدرك أنهم خوانة حقا  حقا أليس من حق هذا الشعب وهذه الملايين من الشباب العاطل عن العمل أن يتساءل عن مصير  وطن أتمناكم عليه .

فكيف يفهم شاب في 17 من عمره ثراء مثل : الظاهرة ......... الذي كان سمسارا في برص السيارات فقيرا و أصبح 2013 ميليارديرا ثريا يدير ..... ........ ،شركات .......... تالية :"بنك المعاملات الصحيحة" الوفاء للتأمينات *الشركة الوطنية لتوزيع المواد البترولية * شركة الاشغال العامة MTC التى أرغم ENER على تأجير جراراتها و شاحناتها و أفلس ATTM كي لا تنافس شركته ................................. إدارتها و هي كثيرة نذكر منها على سبيل المثال الشركة الموريتانية للنقل البحري و "اترانزيت" التي يديرها ...........................................التي تمتلك أسطولا من السفن سعر الواحدة ملايين الدولارات . - عشرات شركات التنقيب عن المعادن و استغلالها بشكل سري يدير الملف .......................... - الشركة الموريتانية للوجستيك و التموين أرغم كنروس و MCM على التعامل معها يديرها ........................... - الشركة الموريتانية لتوزيع المواد الغذائية SIREX SA التى اندمجت مع شركة .................................. للمواد الغذائية يديرها قريبه .......................................و تسيطر على 70 % من سوق المواد الغذائية MIREX SA يديرها قريبه .............. - هذا بالإضافة إلى شركة ................ للمقاولات التى تولت شراء طائرات موريتانيا أوروايز للطيران ب 45 مليون دولار نقدا و صفقة اتصالات اسنيم ب 20 مليون يورو و محطة الطاقة الهوائية ب 50 مليون يورو و بناء سجن ألاك ب 600 مليون أوقية و مركز استطباب روصو مليار و نصف أوقية .

حين كنت البارحة أشاهد مظاهرات  الإخوة من لببان في شارع الحمراء  وإصرار الشباب على تشكيل حكومة من الكفاءات وإبعاد الطبقة السياسية السابقة ورفضهم للطائفية  والمفسدين كنت أتخيل أن الشباب إنما يعني بلدي الحبيب موريتانيا فالفساد منتشر حد القذارة فالصفقات في السابق كانت فاسدة بامتياز خاصة منها ما يتعلق بالطرق تحديدا وكأن القائمين لم يسمعوا مقولة أحد عقلاء تكند فضيلو "بَعْدُو عن تَاسَّارِتْ المختار ولد داداه لا اتْوَسْخُوهَ"، في ذبه عن طريق الأمل .

أم من البراءة صهر علان ممثلا للشركة الوطنية للمناجم في عاصمة النور ومن زمن ولد أوداعه وهو لا يمتلك أية خبرة في المجال .

أم من العدل أن يتمول زيد على حساب شعب بأكمله حتي يجرئ ذلك بعض المستفيدين من هذه الظاهرة إلى أن يعترف  بالصوت والصورة – أنه متليت آن ومتلات موريتان -  ولصالح من تؤجر عشرات الجرارات والشاحنات لمدة 8 سنوات دون أن توجد أصلا بمعرفة شخص وبأمر من شخص  وكلا الشخصين لا يزال حيا يرزق لحين كتابة هذه القراءة النقدية .

أم من الإنصاف والعدالة والنزاهة احتلال القطع الأرضية وتسهيل بيع ممتلكات عمومية  تلك أمور تحتاج فعلا إلى محاكمات عامة وخاصة .

 أليس من المشين إقصاء رجال أعمال متميزين لا بل محاولة عقابهم  حتي حيث نجحوا  قد لايكون أكثر على علم كيف تحير رئيس دولة افريقية من طلب رئيس سابق حين خاطبه – الواعر ألآ فلان سارك أحمر لا أغرك – وهو أحد  رجالات أعمالنا المميزين وعقابهم بضرائب جائرة .

إن الأولى بالنسبة للنخب الوطنية المنحازة للشعب أن يبدأ ودون تريث في تفعيل مبدأ المكافئة والعقوبة .

إلغاء بعض الاتفاقيات الجائرة صفقة المطار وإلغاء الاتفاق الظالم بين بعض اللصوص مع شركة هاندوك في مجال الصيد وإقالة فورية الآن وليس غدا كل من له صلة بالفساد والمفسدين .

نحن على يقين  وندرك أن الرجل – ولد الغزواني – لم يأت من فراغ لكنه جاء بنية صادقة في إصلاح ما أمكن فلم يعد الوقت يلعب لصالح المفسدين فالسوح من بيروت  وبغداد  والقاهرة وتونس – التي حسمت أمرها بانتخاب قيس اسعيد -  تتحرك من أجل قيام الدولة الراشدة بالمفهوم المدني الراقي التي يكون فيها الناس سواسية أمام القانون دون تمييز متمثلة ما دعي له المصطفي عليه الصلاة والسلام من العدل حين أن  أحد أحب الناس إليه بقوله – أتشفع في حد من حدود الله –

فحين نشاهد آلاف المواطنين اللبنانيين  وفي شارع الحمراء  يتظاهرون ضد الطائفية فعلينا أن نفهم في نواكشوط  أن القبلية  هي العائق  الذي على غزواني محاربته  .

لانريد سياسة يقودها من تمترس  خلف قبيلة أو جهة بتمنى باللغة التي تفهم –التمترس -  خلف يافطة كبيرة هي موريتانيا .

لا مكان للمفسدين بيننا ولاينبغي  أن يعاد تدوير بعضهم فالقيام بحركة دالة تجعل من انتخبكم على يثق أن صوته لم يذهب سدى . 

لك الله يا موريتانيا

 

21. يناير 2020 - 9:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا