حان الوقت، مع عهد الأمل الجديد، لمحاربة الغياب الثقافي في أتون سراب زيف الحضور المصطنع بمحض تجاهل ما هو حاصل من أفول "ادعائية" بالنبوغ قد تحطمت كل أشرعتها على صخور ظلمات بحر النسيان وتقادم اللغة.
ففي الوقت الذي يتنافس أدب العالم بمختلف لغاته على منصات إنتاجه بأروع وسائل استنطاقه ليكشف مسار تحول شعوبها يتخبط المحسوبون، على النخبوية ببلاد التناقضات الكبرى، في غيابات جُب الرداءة الفكرية ونضوب الإبداع وانحسار العطاء وغياب الإنتاج فلا:
- روايات تنتج فيركنُ إليها أهل المسرح والسينما ليصنعوا منها أعمال إبداع ترفع للبلد شأنا وتقدم له نفعا،
- ولا دراسات اجتماعية أو مقاربات اقتصادية أو محاولات استشرافية تعمر المنابرَ البحثية فتفح الابواب أمام تحسين وضع البلد ومستوى وعي المواطن
- ولا إطلاق لنظرية تحولية في خضم جملة التحولات التي تفرضها العولمة يأخذ بها البلد مكانا على متن مركبتها،
- ولا منصات إعلامية، والإعلام قد أصبح بما هو عليه من محورية لا يمكن تجاوزها، تنطق بلغة الواقع فتساير المتطلبات الراهنة، وتسوغ الاحتياجات الملحة، وتضع مقترحات الحلول المطلوبة،
بل إن الكائن من الاعلام، على الرغم من الذي يبدو من الالتفات إليه، أسوء من مفرز العقليات المتقادمة التي ما زال مع ذلك هو الذي يسوغ أغلبَ ما تحمله من علامات فوضى "السيبة" المستحكمة في مشهد الحراك الثقافي والفكري والسياسي، وعقليتها المعشعشة بقوة في العقول والعصية على التغيير.
وقد حملت كلمة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال النسخة الأخيرة من مهرجان المدن القديمة في شنقيط، وعلى غير المعتاد:
- استدراكا حصيفا لأهمية مراجعة الشأن الثقافي وضرورة بنائه على أسس جديدة،
- وعهدا بالأخذ بعين الاعتبار جملة الاهتمامات الحقيقية التي من شأنها أن تفتح عهد التحرر من قيود الجمود وتقفز بالبلد إلى منصة بناء الحاضر والمشاركة في نهضة المستقبل الإنساني بخصوصيات منقاة من شوائب:
- الادعائية الخاطئة،
- والردة الفكرية المقيدة،
- وجمود العقل المدمر.