لقد كتب الله ولاراد لما كتب أن أعيش حتى أرى من التقلبات والتطورات والتغيرات مالم يمكن أن أتصور أن أراه ولقد تبدلت التوجهات والسياسات تبدلات مهولة واختلطت النظريات وتبدلت المفاهيم فاصبح الحلال والحرام والحق والباطل الوطنية والعمالة كلها أمور نسبية يتوقف الحكم عليها على الشخص المعين في المكان المعين وليست تكتسب صفات ثابتة معروفة تميزها فلكل شخص الحق في تحديد القيمة التي يشاء للقضية التي يشاء دون الاحتكام آلى منطلقات مقررة واحكام متبعة ..ومقاييس معتمدة من قبل.
فالخروج على الدين تطور.. والعمالة للأجنبي.. واقعية.. وسلوك علمي.. والمبادئ شعارات .. واحتفالات تأبينية وصور ونواد للتسلية.. وأصبحت السياسات تحدد من قبل قوة العدو المسيطرة بأدواتها وأدوات حلفائها...
لقد كانت مرحلة ما بعد الاحتلال المباشر مرحلة يسعى فيها شباب الأمة لإكمال التحرر.. وتحرير الوطن المغتصب في فلسطين وتوحيد الأمة .. لتتوفر شروط نهضتها.. وكانت اتجاهات عديدة تتقاسم وتشترك في السعي في هذ الاتجاه فومييها وإسلامييها ويسارييها.. وكان خطؤها الأساسي عدم قدرتها على توحيد صفوفها وتوفير شروط القوة لمواجهة مهامها التي تقف دونها أمريكا وإسرائيل وحلفائهما المحليين ولم يكن يمكن في الماضي المهادنة مع الصهيونية وداعميها الغربيين.. وكان عملاء الغرب موجودون ومعروفون لكنهم معزولون ومنخفضي الصوت بحيث لا يكاد صوتهم يسمع لأنهم في موقف دفاعي.. وكان مجرد الحديث عن السلام مع الاعداء بمثابة ردة .. يترتب عليها تحميل صاحبها ما حمل السامري في فتنة عجل بني إسرائيل ..لكن الغرب المعادي وعملاؤه استطاعوا استغلال تشرذم القوة الوطنية القومية والإسلامية وانهكوا قوتين رئيستين منها العراق وإيران في حرب مدمرة استمرت ثمان سنوات قضت على عشرات الالوف من شباب البلدين المسلمين وعشرات المليارات من ثرواتهما التي كانت قادرة على نقلهما لمستويات من التقدم تحتاجها الامة وتحتاجها شعوب البلدين المعاديين للصهيونية وداعميها.. ثم أتمو مالم تحققه الحرب فقاموا بتدمير العراق وتصفية قيادته وجيش علمائه.. وسووا بالأرض ما حققته السواعد المبدعة للعراقيين في سنين حكم البعث العربي الاشتراكي وتم تصفية نظام ليبيا الوطني ومسحت منجزاته
ومع الاسف الشديد اشترك جزء من القوة الذي كان يفترض فيها عدم دعم المؤامرات الغربية.. لكن في مقدمة العمل لتصفية القوة الوطنية كانت القوة الحليفة لإمريكا والغرب في كل تاريخها لقد كانت الرجعية العربية هي الداعم الأكبر للمخططات الأمريكية وسخرت اراضيها ومياهها واموالها وآلته الإعلامية الضخمة لصالح المخطط التدميري وبتخلصها من الأنظمة الوطنية خلى لها الجو لتعمل دون مواربة ليس مع أمريكا فقط فأمريكا لا تستحي في التعامل معها فلها الارض والمياه ولها السماء وكل شيء وإنما مع إسرائيل لقد انتقل العمل الذي كان سرا مع إسرائيل إلى علني وانتقل ما كان تحت الطويلة مذز من طويل إلى فوق الطاولة وقد تم استغلال الجامعة العربية من طرف هذه الأنظمة كاستغلال أمريكا للأمم المتحدة ومجلس امنها وصارت قرارات الجامعة تصدر من السعودية و مشيخات الخليج.. وتم تنسيق الجهود الإعلامية والمخابراتية لحلف الأشرار.. وجرت عملية غسل الأدمغة وتحويل العداء عن أمريكا وربيبتها إلى ما سموه العدو الفارسي ويصفونه بالصفوي وانواع النعوت المقبحة .. واحيانا يتوجهون للفكر الطائفي ويسمونها رافضة أو مجوسية ..كل ذلك خدم اتجاه جزء من الجمهور الذي مع اختلاف توجهاته واتجاهاته يجتمع في معادات إيران وأي وجود لمناصرين لسياسة إيران أسموه احتلالا
وصار ويقيسون إيران على إسرائيل.. فوجود مناصرين لسياسة إران في العراق سموه احتلالا ويساووه باحتلال إسرائيل لفلسطين وتشترك قنوات العربية وتفرعاتها وجميع الماكنة الإعلامية لحلف الشر على العزف على هذ الوتر حتى اصبح منطلق جميع المضللين.. ولا يهمهم بعد ذلك إذا كان الجمهور عربيا عراقيا يتبنى مثل غيره رايا ورؤيا تجعله أقرب لإيران... وكذلك ابناء الفلاحين الفقراء في لبنان كونهم يلتقون سياسيا بإيران التي زودتهم بالتدريب والتسليح الذي حقق للعرب مالم تحققه الجيوش من قبل هؤلاء اعتبرتهم الدعاية المزروعة في أذهان المضللين اذرعا لإيران وأحيانا وكلاء ..واعتبروا إيران قوة احتلال للبنان لأن فيه حزب الله ولم يشفع لهه ما حققه من انجازات.. فطردهم لإسرائيل لم بشفع لهم وهزيمتهم للجيش الذي كان سائدا في المنطقة انه لا يقهر لم يشفع له عند من يتلقى معلوماته من العدو...وظلت المعلومات عنه ناقصة أو مشوهة. لان مصدر المعلومات حول أيران أمريكا والصهيونية وعملاؤهما في الخليج .. ولقد كان دور المخابرات الإسرائيلية متقدما في حرف الفكر وتشويه الحقائق فآلاف الفيديوهات المتضمنة لشبه معلومات تشحن أذهان البؤساء الذين يعتقدون انهم يتلقون المعلومات وهي في الحقيقة شحن الادمغة بما يضلل ويخدم حرف البوصلة وتسعير الاحقاد والصراعات بين من يجمعهم كل شيء ويختلفون في اشياء يمكن تسويته الكن الاعداء قرروا ان يجعلوهم يتهالكوا ويستأصل بعضهم شافة بعض حتى تكون إسرائيل هي السيدة في المنطقة.
وفي هذه العملية الخبيثة والضخمة في نفس الوقت ظلت إسرائيل كما سبق وذكر نا ناشطة وفعالة في توجيه الراي وكم من تسريبات استهدفت إحياء النعرات الطائفية صادرة من المخابرات الإسرائيلية وكم من فيديوهات تهاجم تيار الإخوان المسلمين وإيران وتستند على مصدر كذا من المخابرات كذا وجهة كذا تعمل لتشويه سمعة إيران وحزب الله و حركة معروف اهميتها و تأثيرها ومنها رجال خالدون كأحمد ياسين والرنتيسي وآلاف الشهداء و الابرار المعروفون يقدمون تسريبات وفيديوهات تدعي ما تدعي من اكاذيب... يريدونا أن نصدق وثيقتهم و فيديوهاتهم ونكذب ما رأينا وما نلمس من مستويات نضالية وتضحيات في كل السوح وفي فلسطين التي لولم تكن الحركة الإسلامية لانتهت القضية الفلسطينية منذ زمان.. ولولم يكن الدعم الإيراني ودعم حزب الله لكان الوضع في فلسطين أكثر سوئا مما نرى..
وفي نفس الإطار قام ضابط المخابرات الإسرائيلي ذو لأصول العراقية أفيخاي أدرعي قام بكثير من التأثير ضمن مجهود الذباب الإليكتروني للتحالف غير المقدس ..وكم بذل من جهود لشيطنة المقاومة ..بجميع اصنافها واذرعها وبالتعاون الدقيق مع المخابرات الأمريكية وحليفاتها الخليجية لكنه لم يكن يتجاوز التضليل السياسي وتشويه المقاومة وتحريض السنة ضد الشيعة والعكس أيضا.. لكنه لم يكن يتدخل في تفاصيل أحكام الدين وعندما يقوم أفيخاي ادرعي اليوم بإعلامنا بصحة فعل الوفد السعودي الذي صلى على ذكرى المحرقة اليهودية ويقول لنا ان ذلك هو العمل الصحيح فإنني افسر ذلك بمرحلة جديدة في عمل التحالف الشيطاني الذي يسعى للإجهاز على ما تبقي من مقاومة الامة وإن هناك إرهاصات ومؤتمرات تدلل على انما تحدث به الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ليس وقاحة وسوء ادب فقط.. وإنما اعتبره ضمن مرحلة من التضليل في الجانب الديني بعدان ان اطمأن إلى النجاح في المجال السياسي بعد ان جعل العداء لإيران والمقاومة مبدئا يتقدم جميع المبادئ لكثير من الاتجاهات التي كانت من قوة الامة المهيأة للمشاركة في دحر العدوان وأصبحت جزئا من المشكلة بدل ان تكون جزئا من الحل.
إنه وضع جديد علينا وجميع الغيورين ان ننتبه آليه أن تغريدة افخاي ادرعي للإشادة بفعل الوفد السعودي في ذكرى ما يسمونها المحرقة اليهودية يعتبر عملا سيكون له ما بعده.. وإنني أسال الله الذي بحكمته ومشيئته شاء ان يريني هذه الامور أن يعين هذه الامة ويرشد ويسدد مقاومتها ويحسن عاقبتنا ويجرنا من الخزي والضلال.. وان يرينا ما يسرنا في نفوسنا وفي أعدائنا.. إنه على ما يشاء قدير....