يحتل الشباب في المجتمعات العربية عموما والمجمتع الموريتاني خصوصا ، السواد الأعظم في التعداد السكاني، وقد دعت الحكومات المتعاقبة إلى احلال الشباب منازلهم، وإبراز سماتهم في الشأن العام، مؤازرة لهم في حمل المشعل الوطني،،
فكيف كان دور الشباب في المسؤولية الوطنية !!!
شكلت القاعدة الشبابية قوة جسيمة، على مر التاريخ، واستقطابا باهرا، لنشوء الحضارات الاسلامية والغربية؛ فقد مُهِّد لكل ثورة تاريخية ، حضارية، نهضوية؛ بقيام حركات شبابية حملت مشعلها، وسلطت الضوء على اهدافها ومبادئها، عبورا، بثقلها إلى الانتاجية، العسيرة، بعد كثير الألم والشدة، فقد قامت الحركة الاسلامية الأولى على فتية من جيل قريش، تنادوا إلى حرثهم صادقين، فنافحوا عن وحدتهم وكيانهم الذي كان يلامس واقع المستضعفين، والمهمشين في الرعيل الأول من الإسلام، فعرف تيمما غريبا لمختلف الأطراف الاجتماعية الشبابية وغيرها، وحقق انتصارات كبيرة متعددة، رغم محاولات استئصاله، وقد حمل مشعل النهضة الموريتانية في بواكيرها، جيل من الشباب الذين استطاعوا ان يهزموا القوى التقليدية ويكسبوا رهان الدولة المدنية، بعد اقناع المستعمر الفرنسي، "اتحاد الشباب الموريتاني1955م بقيادة، يعقوب / ابومدين"" وقد كان لقانون الاطار الذي تمخض عن استفتاء ديغول، دورا محوريا في دفع عجلة النهضة الشبابية، التي كانت الحركية والنشاط والصدق في المحتوى ابرز سماتها، بيدأن ان مخرجات حوار 2012 كانت هي الأخرى اعترافا بتجديد الطبقة السياسية وافساحا للمجال الشباب في الترشح، عن طريق خلق لائحة وطنية للشباب، !! واعطاء الحق الحزبي لقيادات شبابية رئيسية وفرعية، "" اللجان الشبابية في الاتحاد من اجل الجمهورية ومختلف الأحزاب، الأخرى"""
لكن أين هو شباب UPR??
في الحقيقة لم يكن شباب الموالاة على قدر العزم في تجشم الانفصال في الرأي، وإرساء نظم واستيراتيجيات شبابية مستقلة تخدم الشباب الوطني وتسعى لاستقطابه بشكل أرفع، فقد أخفق كثيرا في هذه،،، فالمتحكم في فن السياسة والصانع لها لم يكن الفكرة والرؤية الاستيراتيجية، والطموح القائم، وإنما اضمحلت الأفكار الشبابية، واعتنقها التجنيد الرأسمالي الذي استطاع أن يجعل من اللجنة الوطنية للشباب،جناحا مُشرِّعا لأفكار التقليد والجمود والركود، والابتعاد عن القاعدة والانطلاقة، الأساسية، فالناطق باسم الشباب جدير به الوقوف لهم، تحية وإكبارا، ونفض غبار التهميش والنسيان الذي كان له الدور في تجذيره عندما تم استبدال النهوض ببعض المناصب الفردية والتعيينات التي سحبت البساط من تحت الطموح والشمولية، وهو مايعد تضخما للأنا وإيقافا لسفينة الازدهار التي أُعلن انطلاقها منذ زمن،!!!
لا يحتاج الشباب في مراكزهم إلى التمجيد والتلميع باسمهم، فمرض البطالة لم يترك لهم قوة للتصفيق ورد الثناء، ولو مجازا، !!
إن دور اللجنة الوطنية للشباب كجناح وصي باسم الشباب، غربلة الواقع الشبابي وتسليط الضوء على السياسات التعليمية التي انتابها الفشل والعجز، عن توفير مايتوافق مع حاجيات سوق العمل،،، فهناك فرق كبير في القوة الشبابية التجديدية في تشابكها والقوى التقليدية، التي تُصَنِّف على أساس الرجعية والقبلية والجهوية والطائفية وهو ما يَستثني خطابها من مسطرة التوافق والكفاءة ، والجدارة، والتقدم،؟؟
إن دور اللجنة الوطنية حري به النزول إلى السوح ، وبرمجة تكوينات مكثفة للأجيال الوطنية بمختلف اشكالها، ودمجها في العمل، وتوعيَّتها على المنوط بها في خدمة الوطن والمواطن،، والشعب!! في ظل ارتفاع معدلات الشباب في التسرب المدرسي، وجنوحهم نحو المخدرات والارهاب،!!!
إن الرؤية التجديدية منوطا به ان تتصالح مع ذاتها وتعلن توبتها، عن كل تقصير، وتبادر إلى استقطاب اغلب الشباب من خلال تقديم واجبها وسد ثغراتها، وهذا ماتحتاجه النهضة الشبابية بكل سواعدها، لتتمكن من تجسيد الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وتؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها،،
وختاما يظل دور الحركة الشبابية السياسية في الموالاة دورا ضعيفا في ردوده، لا يستطيع أن يثبت مصداقيته لعدم اعترافه بذاته، وتتبعه للسطوة التقليدية والرأسمالية.. المتحكمة
فهل سيظل دور الشباب مختزلا في ندوة سياسية في مكان ما؟؟؟