كيف يمكننا إسماع صوتنا للرئيس لنخبره بكل احترام أننا نريد تدشينات غير هذه! / التراد ولد سيدي

إن بلدنا للذي يبدو كما لوكان خارج الزمن و تتدهور فيه الطبيعة بشكل كارثي بحيث  يشمل التصحر أغلب تراب الوطن حتى اصبحنا ننتظر بين وقت وآخر نهاية ثروتنا الحيوانية جميعها عندما ينتهي الشجر والكلأ للذين تعتمد الثروة الحيوانية عليهما ولا  يوجد بديل لهما في الافق المنظور و يجري الإسراع بتدميرهما بسبب جهل السكان لمخاطر تدميرهما , دون أن نرى جهدا يذكر للسلطة التي لديها وزارة للبيئة  وهياكل إدارية.. و متخصصين .. في مجال البيئة.. لكننا  لم نرى تدبيرا أو فعلا  في مجال المعالجة او تخفيف الاضرار.. ونفتقر إلى طرق مواصلات تربط اجزاء هذ الوطن المترامي الأطراف كما يقولون وتنعدم لدينا بني تحتية لجميع مدننا فلا طرق ولا انفاق ولا جسور في عاصمتنا ومدننا الرئيسية عواصم الولايات ولا يوجد لدينا صرف صحي متكامل. فبلد هذا حاله يحتاج أن تكون هناك برامج ضخمة يشكل قيامها بداية لشيء جديد يؤشر لبداية البناء والتقدم ويكون تدشين الرئيس لهذا لنوع من المشاريع..  في محله ويستحق هذ العناء  فالذي نريدكم يا سيادة  الرئيس ان تدشنوه هو بداية بناء طرق وطنية حديثة تستأهل اسم  طرق طريق رقم واحد تربط نواذيبو بباسكنو عبر انواكشوط  طريق  رقم:٢  تربط  نواذيبو بسيلبابي عبر انواكشوط مرورا بروصو  وكيهدي  وهكذا إلى ان يتم ربط البلاد ونريدكم سيدي  الرئيس ان تدشنوا سكة حديد حديثة تربط مختلف جهات الوطن وتسهل نقل البضائع . وإذا تم ظهور منجم في أي جهة يسهل استغلاله عندما تكون هناك سكة حديد فمثل هذه المشاريع تستأهل تدشين الرئيس مثل بناء مشاريع لتحويل الماء من النهر لسقي مناطق تحتاج الماء وتحويل مياه سد فم لغليت لإزالة العطش عن لعصابة مثلا وكبناء مصانع تحلية للمياه على شواطئ المحيط لسقي مناطق مختلفة وتوفير شروط الحياة لمناطق كثيرة يحاصرها العطش ويمنع من الاستقرار والاستفادة من خصائص الاماكن والبيئات المختلفة فهذه المشاريع سيادة الرئيس تستحق التدشين وامثالها كثير اما مشاريع صغيرة ومبانى لمكاتب مهما كان حجمها فلا تستأهل الاخذ من وقت وزير اي وزير واحرى وقت الرئيس.. لأنها لا تستحق التدشين وفي احسن الاحوال يمكن تكليف مدير أو رئيس قسم لتدشينها دون إعلام اوبهرجة  او تصفيق.
إن تدشين الرئيس للمشاريع الصغيرة التافهة تشعرنا بعدم الطموح لخطوات واسعة وواثقة نحو البناء والتطور.. و التوجه الجدي نحو تغيير الحال الذي عليه البلد وإن تعللنا في
الماضي بنقص المال   ليس صحيحا فالمشكلة ليست في عدم المال وإنما سوء التسيير والتبذير وسوء التخطيط وضعف المتابعة .إن ما استعمل من المال مذ الاستقلال وتبخر يستطيع أن يحول بلدنا إلى مستوى ماليزيا اوسنغفور اوكوريا الجنوبية لكنه ذهب سدى وأننا في الحاضر لا حجة لنا بنقص المال فوجود الاكتشافات يضعنا في مصاف الدول الغنية ويجعلنا قادرين على تمويل اي مشروع  ولانحتاج لبدئ استغلال حقول الغاز ومعادن اليرانيوم وغيرها فالعالم الآن وصناديق الإقراض تنتظر بفارق الصبر طلباتنا وتوضيح مشاريعنا فإذا لم نهيئ مشاريعنا التي نريد إنشاءها ونضع دراسات تكلفتها فإننا سنعرض ثروتنا الموعودة لخطر ضياعها واستهلاكها فيما لايفيد . عندما يتدفق المال قبل وضع الخطط لتوجيهه نحو مشاربع استراتيجية... فسيذوب في مجالات غير مفيدة سيخلقها لنا لصوص المال الدوليين الذين سيأخذون اموالنا مقابل أمور ليست بمستوى الاهمية القصوى لنمونا وتقدمنا .سيخلقون لنا مجالات ليست بالضرورة اولويات لنا وإن كانت ستبدو ملبية لبعض الحاجيات مظهريا فعدم وضع خطط من الآن يشكل خطرا على الاستغلال الامثل للمال القادم.
إننا لاشك قادرون على الحصول على الاموال الآن لكن هل نحن قادرون على تسيير مشاريعنا ووضع الخطط ومتابعة تنفيذها  ؟إن عدم تغيير العقليات والسلوكيات يشكل خطرا على المال القادم وتسييره لكن الخطر الأكبر يتجسد في عدم الطموح لدى قيادتنا وعدم عقد العزم على استفادة البلد من الفرص المتاحة  ..فتوجه الرئيس لتدشين مشاريع صغيرة وتافهة احيانا ..وسط تغطية وبهرجة إعلامية ملفتة .. يشعرنا بالخوف على المستقبل بسبب ضعف الطموح و إن ثبات مسؤولي الإدارة والمؤسسات ورجال الماضي يشير إلى ان التسيير السيئ وتوابعه ضعف التخطيط والمتابعة ما يزال ثابتا في كيان الدولة الذي بصلاحه تبدؤ طريق المستقبل الذي نحتاجه ونحتاج الطموح والعمل  لبلوغه 

28. يناير 2020 - 16:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا