كلما هممت أن أتخيل سيناريو مساء 13 اكتوبر انتابني القلق والخوف من المجهول، وكلما قرأت فيها، أو حاولت أن أكتب عنها أحسست وتأكدت أن هذه هي الكارثة الكبرى، وقد فجرت مقالات وآراء وبعض كتابنا لدي هذا الشعور.
كل هذه المشاعر دفعة واحدة في نفسي وعقلي، وقلبي.
والحقيقة أن هذه الأسباب وزيادة تنطبق تماما على جميع النخب والاحزاب السياسية حيث الوطنيون، والمُخَلِّصون، والمخلصون أصحاب الانتماء الحقيقي للقبيلة والجهة واللون والمزاج، أصحاب التنظير والمبادرات في أحسن الأحوال.
عجيبة هذه الناس!
أصبحت الناس أداة لتحقيق شائعات الأحلام والأماني، أو شائعات الشغب والتشويش، عجيبة هذه الناس!! يحتفلون بمجيء قريب.. إنهم يخافون من خياله وطيفه، وقد أعلنوا يوم عجزه، يوم الإعلان عن عدم العمل بالدستور يوم الوفاق والاتفاق، وأصبح التحالف غير معلن بين قيادة الجيش والطبقة السياسية أو العاملين والحالمين بهموم هذا الوطن والتنظير لأجندة جيش جمهوري يتصورونه، بل يرددون نفس الطرح والضغط بقوة على المواطن واعتماد الهدنات طويلة الأمل والقصيرة المدى، حتى يتسنى لهم ترتيب الأوراق لتهميش وتخوين كل من يرى النصف الآخر من الكأس لتستمر الدائرة المغلقة، والمرنة، لتمجيد الفرد وقدسيته المتزايدة والمخيفة، حيث يغيب الولاء المتحرر من الذاتية والشخصانية وبناء الدور المفترض للدولة الحديثة، ومستقبل ومصير الوطن في ضوء قراءة حقيقية للواقع .