لماذا لا نتطور / التراد ولد سيدي

العالم  من حولنا يتطور ونحن ننظر إليه غير مبالين ولا نرى ضرورة لتغيير سلوكنا وأسلوب حياتنا ولا حاجة لتعديل طموحنا   غير المبالي بالحالة التي نحن فيها من التخلف وتدني الحالة المعايشة البالغة السوء المتمثل بتفشي

 ١-  الأمراض و ضعف القدرة العلاجية داخليا مما نجم عنه الاعتماد شبه الكامل  العلاج. في الدول المجاورة وغيرها رغم حاجتنا للعملة الصعبة التي ننفقها على تلك العلاجات

 ٢-.. تدهور التعليم في مختلف مستوياته كما ونوعا

 ٣ - تفشى البطالة بحجم  ومستويات غير معقولة

.٤  - تدهور بيئتنا بوتا ئر متسارعة لحد تصحر أغلب المساحة التي نعيش عليها بما يهدد بالقضاء على كامل الثروة الحيوانية

 ٥ -  لا نتوفر على مساحة  المليون كيلو متر مربع الذي نعيش عليها طريق واحدة بمقايسة الطرق الحديثة في العالم ولا سكة حديد به  داخلية.

. ٦- وليس لدينا بنى تحتية لمدننا الرئيسية  كطرق حديثة داخل المدن بإنفاقها وجسورها وصرف صحي ٧- لدينا مطار دولي صغير واحد  حصيلة السبعين سنة من هدر الجهد والمال فيما لا طائل من ورائه

..إننا لا نستطيع تعداد الأمور والمجالات التي نحن متخلفين فيها عن العالم .

وعند ما ننظر العالم من حولنا نرى أن الصين بدأت  في القرن العشرين تحاول النهوض محملة بأعباء التخلف والتنوع والفقر المدقع واحتلالات من الشرق من طرف اليابان ومن الغرب الدول الأريبة الكبرى كونت لها مراكز تجارية على طول الشواطئ وداخلة مدن رئيسية كشانغهاى التي صارت مركزا رئيسيا لاستهلاك وتوزيع المخدرات... وبعدان خاضت حروبا وقامت بثورات أدت لقيام الصين الشعبية انطلقت صاعدة تبني وتراكم  حتى أصبحت الآن تكاد تتجاوز الولايات المتحدة اقتصاديا وتكنولوجيا محققة احتلال الدرجة الأولى اقتصاديا وتكنولوجيا على صعيد العالم وإذا لم يؤدى هذ  الوباء الذي ظهر فيها الآ ن إلى تأثير كبير على تطورها.. فإنها ستتجاوز أمريكا في وقت قريب.. وهي عسكريا تخطو خطوات جبارة نحو تثبيت الندية لأقوى القوى العسكرية في العالم أمريكا وروسيا..

وهذه الهند استقلت عن الاحتلال  إلا بريطاني وهي أشلاء مبعثرة بعد سلخ وانفصال باكستان والبنغال الشرقي أي بنغلاديش  و كان يبلغ فيها الفقر والتخلف حدا يصعب تصور تجاوزه ..فعالجت كل ذلك وصعدت صعودا يستحيل قبل سنوات قليلة التفكير في إمكان وقوعه.. إن بلد المنبوذين والمستحمين من نهر الغانج المقدس..لا يمكن تصور تغلبهم على الجوع والبؤس والقذارة التي يعيشون فيها ويصبحون في قمة التقدم غير المحدود مجاله .. و لقد كانت كوريا الجنوبية محطمة ..في النصف الأخير من القرن العشرين بفعل الحرب الكورية الطاحنة  التي أعقبت الاحتلال الياباني فنهضت وها هي تواصل الصعود بسرعة صاروخية .. و كذلك مختلف دول آسيا نهضت من الركام  وهي في صعود مستمر سريع ومذهل.

وفي أمريكا لاتينية  خرجت دولها المتخلفة المهشمة المبتلات بما ابتلينا به  من أنظمة عسكرية طال حكمها لها بالحديد والنار.. استطاعت النهوض -. والانطلاق وبعضها اليوم في قمة التقدم كا  البرازيل والأرجنتين..وفي محيطنا الإفريقي الذي عانى مما عانينا  بدأت دول كثيرة منه تشق طريقها نحو التطور والصعود كرواندا وأثيوبيا وكينيا وغيرهم..كثير

   كل ذلك يجري في العالم ونحن قابعين ..  في قمقمنا.. كعفريت سليمان  ..عليه السلام .. فنحن نبدو حلفاء ..أوفياء للتخلف  لا يغادرنا  ولا نغادره ..ليس بسبب زهدنا في الدنيا أوان شغالين بالآخرة..  فنحن نبيع أعز شيء لدينا  بشربة ماء  وبأقل الأثمان  إذا وجدنا  المشتري..  ونستطيع  دون صعوبة أكل أثداء أمهاتنا ليس من الجوع .. وإنما لاننا نستطيع فعل كل شيء دون وازع. من دين وأخلق.  فنحن في سبيل المنافع لانقيم  وزنا لصلاة.. ولا صيام ولا يعنينا فرض .. أو ندب.. نحن  لا نتفق  إلا على ما يضرنا ولا ينفعنا ..نعتمد الكذب نهجا مكان الحق  والنفاق سلوكا بدل الصدق .. نصفق لكل مقال.. ونصمت عن كل ضلال.. لا يهمنا صادق أو سارق.. لا هدف لنا نتوجه إليه.. ولا طموح نسعى لبلوغه.. سواء عندنا الأمس. واليوم.. والغد.. نعيش نظرة سكونية.. عدمية. لايهمنا من يحكم وماذا يفعل... لا حياة لذهنيتنا.. بحيث تحفزنا لاختيار لأفضل.. وتوجهنا للبحث عن  الأسلم.. والأصلح.. هذا هو الذي يجعلنا نحملق في العالم  حولنا ينمو ويتطور  ونحن غير مبالين.. مقتنعين بحالنا سعداء.. مطمئنين ..للمصير الفاجع الذي ينتظر من يعمل  مثل عملنا ويعتمد نهجا وسلوكا كنهجنا وسلوكنا   كان الله الحامي والمعين..حفظ الله هذ البلد

    

7. فبراير 2020 - 0:18

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا