للأسف مازال للبرلمان نصيبه من نقاش الثمانينات، نقاش الثانويات، البزنطي التي لا ينتهي إلا ليبدأ ولا يبدأ إلا لتسترسل، أم أن أبطال النقاش في الثمانينات، أيام الثانويتين العربية والوطنية، هم اليوم تحت قبة البرلمان بنفس المرجعيات، لم يغيرها التعليم الأكاديمي ، ولا الشهادات الجامعية العالية، ولا الخبرات السياسية والمهنية الرفيعة، ولا التجارب اليومية الغنية ، إن وجد شيء من ذلك ؟؟.
ولعل هذا الجمود الفكري والتعلق بالغير كان السبب وراء رفض البرلمانيين لزيادة رواتب المعلمين الذين هم أساس التنمية والمكون الأول للإنسان الصالح لخدمة الوطن ، وموافقتهم بأنانية تنم عن عدم الإحساس بالوطنية على علاوة كبيرة للنواب الشيء الذي أثار استغراب الجميع داخل الوطن وخارجه.
نوابنا الموقرون تراهم يمرقون في كل مرة على الدستور والإجماع والمواضيع الوطنية.
ستون سنة من الاستقلال لم تنسهم نير التبعية، من يصرخ لهؤلاء ملء الحنجرة أن وطننا بعربه وأفارقته له غناء في العربية والبلارية والسونينكية والولفية، وأن هذه اللغات تسعنا وتكفينا كما وسعت أسلافنا.
رجاءا لا تحكموا علينا بجبرية الفرنسية، ولا على أجيالنا الصاعدة بالاستلاب والمسخ.
لماذا يخلقون من العربية عدوا افتراضيا، إن من سوء الفهم معاداة العربية باعتبارها لغة المنافس بينما هي لغتك يا هذا، لغة دينك الحنيف، لغة نبيك صلى الله عليه وسلم، لغة كتابك الكريم، لغة صلاتك ومناجاتك لربك ولغة جنتك.
استنادا إلى حسن الدوافع في ما يقره مجلسنا التشريعي، فإني أرفع القبعة عاليا لهذا القرار المنصف والدستوري والمرجعي والمتفق عليه.
وأحيي رئيس الجمعية الشيخ ولد بايه على نباهته للأصداء الصادمة لقناة البرلمانية وهي تصدح برطانة لم يجمعنا بها إلا شؤم الاستعباد ومكر الاستغلال.