كي يكون العرض اكثرمتعة واوسع انتشار/ سيدي عيلال

محاولة حسم الولاء لا تعني حتمية كسب الثقة ولا خطف الحظوة ولا كسب الرهان كما أن التردد وتأخير الحسم لن يساعد في نيل الثقة ولا الحظوة ولا كسب الرهان فالفرقاء يدركون جيدا أن سلاح المنتصر تحمله كواهل الشعب ومن يستحقها عليه إثبات جدارته بها وعلى الذين لا يستطيعون تقديم عروض واقعية ، الخروج بأقل الأضرار، فالعرض في السياسة يزكيه الطلب وقد ولى الاتجار بالوعود الفارغة فلا حائل يحول بين الشعب والمسؤول  والفرصة أتاحها تكرار التجربة وترسيخ الممارسة الديمقراطية وجدية احترام نتائجها وقبول إكراهاتها برحابة صدر ٠
إن  إستمرار الحشد ظاهرة طبيعية غيران استمرار الشحن والتجييش والتخويف والتشهير  ظواهر مرفوضة إن دلت على شيء فإنما تدل على افتقار أصحابها للبعد الوطني والديني والأخلاقي ولروح التنافس الديمقراطي وإفلاس أسلوبهم القديم المعاد وقد تحملنا وزر فرضها والتعاطي معها ردحا من عمر تجربتنا الديمقراطية غير ان المناسبة الاخيرة سدت الى حد بعيد منافذ العودة والنكوص والتلاعب بالجهد وبالمكتسبات وأرخت لعهد نرفل في احضانه بكل حرية وبكل رحابة صدر وبكل استعداد صادق لقبول المشاركة فالشعب يأبى التلاعب بحصاد جهده وحكماء النخبة يؤكدون ان لا تراجع عن تعزيز الحقوق وحماية الحريات ورفض القرصنة ومحاربة الفساد مهما تسللت بيادقه ومهما استنزفت وصرفت جهود جنود الدفاع عنه فالكل يحمي مكتسبات الجمهورية وعلى اصحاب القرار ان يتجنبوا مواجهة حماة الجهد والحصاد فخيرية النخبة في جدية تجنبها لتأجيج الصراع وحسن ادارتها للخلاف فلم يعد مقبولا الزج بالوطن في اتون صراعات ثنائية عقيمة الهدف منها صرف انظار الشعب عن حقائق واقعه لأن الاولى بقادة الرأي تقديم الحلول لا تغذية الخلاف .

ان ظاهرة تصفية الحسابات عن طريق استخدام الدولة الوطنية وامكانتها ظاهرة مرفوضة ومعيقة لكل تنمية جادة وهادفة وعلينا ان نستمر في وقف هدر الجهد الوطني وتبذير الامكانات المحلية او المستجلبة فالكل للوطن وللشعب ودورالمسير ينحصر في عدالة توزيعه وحسن الرقابة عليه ودقة توجيهه للاكثر احتياج اليه فتصحيح  التأسيس وتضميد الجراح واشراك الجميع خطوات ملحة يجب ان تتواصل بنفس الوتيرة مدفوعة بصدق النوايا وجدية التبني لانها احدى دعائم تقوية اللحمة الوطنية ولانها تعبير مادي عن مدى الاستعداد لمواصلة العيش المشترك في كنف الثقة المتبادلة وتحت قبة الوطن الواحد وقد اوصلنا الزمن وصروفه الى مرحلة حتمت علينا العمل المشترك وتفعيل آليات الصراع  الشامل من اجل البقاء وتوسيع دائرة الولوج الى خير وقرار الوطن فاخطر المخاطر كامن في حماية الاخطاء والدفاع عنها والاتنصار للظالمين و تلفيق القضايا للابرياء ولا اظن أي راشد مؤمن عاقل يستطيع اليوم ان ينكر المشهد الوطني ثلاثي الابعاد ولن يتمكن أي مكابر من رفض مساهمات الجميع في سقل صورة هذ المشهد خصوصا مشاركة  اولئك الذين تحملوا عبء تصويره وقلوبهم عامرة بالايمان   

 

14. فبراير 2020 - 11:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا