حين يعبر فقدان البوصلة عن نفسه بوضوح ! / سيدي ولد محمد فال 

قرأت بتمعن واهتمام زائد مقال الأستاذ التراد ولد سيدي ، المعنون "المثقفون العرب وفقدان البوصلة" وتفاجأت كثيرا ، من الدرجة الموغلة التي وصل إليها فقدان البوصلة بشكل واضح !

مقال الأستاذ الكبير ، جاء في زمن اطبقت فيه دباجير التيه على قاعدة واسعة ممن يسميهم هو المثقفون العرب، ودعموا بجماهير واسعة من الانهزاميين العرب للاسف..

موضوع المقال ، المتنافر بشكل لا تخطأه الملاحظة مع عنوانه الذي شد انتباهي لقراءته، لم يكن إلا إفصاح تابع لطفرة التيه والانهزام لدى الكثير من أطر التيارات القومية العربية منذ سنوات، وكان منتشرا بكثرة في الجيل الأصغر بفعل القطيع مع التوجيهات الواضحة زمن صلابة المواقف القومية والوطنية وبسبب من سيطرة العالم الافتراضي وشيوع الأفكار الانهازمية الجاهزة ..

لكن الكاتب حفظه الله واطال في عمره ، من جيل من الصعب أن تصدق انه تاه مع موجة التراجع بعد عقود من المرابطة في سوح نضال ملتهب وحين كان النظام الوطني في العراق وقيادات الثورة الفلسطينية وروافد الفعل القومي متوفر بشكل مكين ..

اقول من المدهش أن يكتب أحد اطر ذلك الجيل الرائع، لقول لنا ، أن المد الصفوي الإيراني المجوسي الفارسي الذي عاث في الأرض العربية فسادا واحتلالا وتغذية للطائفية والإرهاب، ليس عدوا للأمة العربية، وان أطماع النظام العلماني الطوراني في تركيا المتجسدة في احتلال الأرض وتدعم لزعزعة استقرار الدولة العربية، كل هذا طلع الأستاذ التراد ولد سيدي ليقول انه نوع من اللعب الودود مع هذين الجارين، وهما جارا سوء بلا شك!

فكرت في الامر، ولا زلت لا اصدق ما كتبه الاستاذ ، وهو يعلم أن إيران الصفوية الفارسية وتركيا خلفاء للكيان الصهيوني والغرب الاستعماري وبشكل لا يمكن نكرانه، وأنهم جميعا مجمعين على الاضرار بالأمة العربية واستقرار اقطارنا العربية ولم يدخروا جهدا خبيثا في سبيل ذلك، 

كان التوفيق من الله ، أن انطقه بالحقيقة الممتزلة في عبارتين من عنوانه، افصحتا عن واقع الانهزام النخبوي وعن الوعي الاحول لدى المنظرين الجدد المنسلخين من روابط ما يتحدثون عنه، 

وفق فعلا في الكتابة عن ما يعيشه مشتركا مع الكثيرين وهو "فقدان البوصلة"

لا احد يمكن أن ينكر أن إيران الصفوية المجوسية تشكل اكبر خطر على الأمن القومي العربي ، بالتوازي والتكامل مع الغرب الاستعماري وربيبته "دويلة" الكيان الصهيوني 

ولا احد يمكن أن يتجاهل الدور التخريبي العدائي لنظام تركيا تجاه العرب 

وكل ذلك متكاملا مع العداوات الغربية والشرقية لهذه الأمة العربية المبتلاة حتى بأطرها المثقفين !!!

 

 

15. فبراير 2020 - 0:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا