إنني أرى أن القوة المستعدة لخير الأمة ووحدتها وحريتها ورقيها واستئناف مسيرتها الإنسانية الصاعدة ما استمرت الحياة فوق الكوكب الأخضر.. إن هذه القوة تحتاج وأكثر من أي وقت مضى لتوحيد جهودها ونزع الحواجز والعقبات والعراقيل التي وضعتها القوة المسيطرة التي سخرت وتسخر كل الممكن والمتاح لها وهو كثير لا استمرار الفرقة والتباعد وأحيانا كثيرة استمرار التناحر بين أطراف هذه القوة وقد ساعدتها الظروف التي من بينها تعصب جميع الاتجاهات والقوى لنظرتها الضيقة.. و استمرارها في جمع الأدلة والمبررات .. لتتحصن فيها.. و تدعم صحة منطلاقاتها وخطئ غيرها .. وشجعت الصراعات داخل الأمة والإخفاقات والنكسات..انبثاق تيارات متمسكة بغلو.. مبالغ فيه.. عقد الأمور أكثر على الجميع وأوجد مجالات اختلاف يتعذر علاجها... إن نشوء الخط السلفي الجهادي عقب حرب أفغانستان التي استطاعت الحكومة الأمريكية وأجهزة مخابراتها استخدام السعودية وباكستان ونفوذهما الديني الهائل .. لتوجيه الشباب المسلم للقتال في أفغانستان من منطلقات شرعية جهادية.. تكفل بها بتوجيه رسمي من الحكومتين .. مئات الخطباء.. والدعاة والعلماء... لمحاربة الإتحاد السفياتي عدو أمريكا الرئيسي في العالم للقتال ضده.. في أفغانستان وتكليفه ما أمكن من الخسائر من جهة .. ومن جهة أخرى لإشغال الشباب المسلم بصراع عدو غير إسرائيل.. واستنفاد طاقاته الجبارة بعيدا عن الأرض الأكثر حاجة لطاقات المجاهدين غير المحدودة..أرض فلسطين السليبة! .وإن كانت أفغانستان تستحق مقاومتها دعما لمقاومة نظامها ومؤيديه الروس فإنها ليست أكثر أولوية من فلسطين لكن الفكرة إمريكية و تسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى في السياسة لأمريكية.. وكان ما كان. و تحقق ما أرادت أمريكا ..فهزم الاتحاد السفياتي شر هزيمة.. وتضعضع بشكل ساهم بما آلت أليه أموره.فيما بعد .. فأمام الجهاديين المتسابقين للشهادة والمشحونين بالفتاوى الموجبة لواجب الجهاد ضد الإلحاد قبل إن يكون ضد الاحتلال..حقق تلك المهمة.. لكن المشكلة أن أمريكا وحلفائها أرادوها عملية محددة..تنتهي بانتهائها المهمة ولذلك فهي منتهية قد استنفدت أغراضها.. و انتهت الفتاوى الجهادية.. واختفت. كأن لم تكن... ولكن القيادات الجهادية بدأت تتطلع للتأثير في الساحة الإسلامية والدولية بفعل الوعي والتجربة اللذين اكتسبتهما.. وأصبح يتشكل وضع جديد غير اللعبة.. أطلق عليه العالم التسمية التي اختارتها له أمريكا ( الإرهاب) وأصبحت السعودية وباكستان اللتان استخدمتا لإ طلاق الجهاد..وشحن عقول الشباب بواجب الجهاد.. معتمدتان رئيسيتان لحظره وتكفيره ..ثم المشاركة في محاربته.. والعمل للقضاء عليه ..إن التيار الجهادي الذي شكل مشكلة للمتسببين في نشوئه وقيامه شكل مشكلة للجميع بما فيها الاتجاهات السياسية في الساحة ..فلقد وضع وجود التيار الجهادي جميع السياسيين من مختلف الأتجاهات.. في مأزق حقيقي. فلا هم قادرون على تأييد الظالمين.. الغربيين.. وعملائهم.. في حربهم القاسية والوحشية ..ضده . ولأهم قادرون.. على تأييد توجهات هذا التيار الذي بلغ من التطرف والاستئثار بالرأي واستسهال. سفك الدماء ..ما يستحيل السكوت علبه.. وأحرى تأييده والتعامل معه.. لقد كان وجود الاتجاه الجهادي إلى جانب سياسة الغرب.. وحلفاؤه.. مع الحالة التي تسود الاتجاهات.. السياسية.. بمثابة الحلقة المغلقة التي تسد طريق الخروج والخلاص ...من حالة التشتت ..والتشرذم..
* * *
إن وحدة الأمة بأي مفهوم للأمة سواء اعتبرنا ها الأمة الإسلامية أو الأمة العربية.. لا يمكن إلا أن يكون مطلوبا فوحدة الأمة الإسلامية ونهوضها بعد تحررها يشكل مصلحة للجميع ولا يناقض طموح القوميات التي تتشكل منها..لان توسع المجتمع البشري يزيد قدرته على التطور. وفعاليته في البناء كما رأينا في جميع أنحاء الكرة الأرضية...حيث أظهرت التجربة أهمية التجمعات البشرية الكبيرة للتنمية والتقدم وليكون مثالي الصين والهند واضحا..وإذا كان اقتصار مفهوم الأمة.. يقصد الأمة العربية . فليس يتناقض تحرر الأمة العربية ونهوضها مع مصالح المسلمين بأي شكل من الأشكال لأن العرب يشكلون كتلة ضخمة من الأمة وفي منطقتهم.. تقع المقدسات وبلسانهم نزل القرآن وأكثر العلوم الإسلامية محفوظة بلسان العرب .. وفي بلادهم .. وتحرر الأمة العربية بما تحتويه من ثروات.. وعقد مواصلات.. بالإضافة لما ذكرنا يقدم خدمة كبيرة للأمة الإسلامية.. ومن يقتصر اهتمامه إلى المستوى القطرى ..من الوطنيين ..لا يمكن أن يرى الوحدة تناقض المصالح الوطنية .. إذا انبنت على أسس صحيحة. وضمنت حقوق جميع الأقليات .و الفئات.. إن العلاقة بين هذه القوة الكبيرة -إسلامية وقومية وتقدمية وطنية - .. المشتة ..و التي تهدف للخير والتقدم للأمة تحتاج إلى تصحيح لنظرتها وتغيير لأ سالييبها وأنماط. تعاطيها.مع غيرها. فعدم تعاون هذه القوة يمكن أعداء الأمة من العمل دون صعوبة لاستمرار السيطرة ..واستمرار التخريب.. والإيغال في التفتيت والتشتيت.. إن استمرار الحواجز ببن الإسلاميين ..والقوميين ..وجميع التقدميين.. يشكل عائقا أمام مواجهة مشكلات الحرية والحكامة الرشيدة والنمو والرقي.. فا التحرر من النفوذ الأجنبي والاحتلال يتطلب تعاون المؤمنين بالمستقبل وجميع.. الخيرين.. وهم كثر.. لكنهم متفرقون . وأحيانا متنافرون أو متصارعون وكل جماعة خلقت لنفسها ليلاها تمجدها وتغني عليها وتكرس وقتها فيما يبعدها عن غيرها .. وإن تخندق الاتجاهات المختلفة خلف منطلقات.. تبرر لها الفردانية.. والنقاوة.. الثورية .. وتشكيلها صورة شوها للاتجاهات التي تنافسها .. واعتبارها غير مفيدة أمر استمر طويلا يمنع الانفتاح .. والتشاور.. والتشارك ..فيما يمكن التشارك فيه.. لمصلحة الحاضر والمستقبل. و إن استمرار الأسلوب الحالي..من جمع المعلومات وحشد الأدلة. التي تبرر استمرار التفرد ..واعتماد كل مجموعة على قوتها هذ الأسلوب أضر بالأمة وفوت عليها فرصا للخلاص مما هي فيه وما لم تتفوق القوة الوطنية على ذاتيتها ودغمائياتها وتوحيد جهودها والعمل على فتح الأبواب.. للحوار بينها ووجود سبيل لفتح نوافذ للتواصل الحواري مع الجهاديين اللذين عليهم..أن يعلموا أن التطرف ضيق نطاق التأثير ..ومنع من جلب.. مصالح كثيرة ودفع مضار اكثر..وهما مبررا العمل .. وان لشرع مقاصد سامية تقتصد النفع العام والسلام وحفظ وحقن ما يمكن حفظه وحقنه من الدماء والأموال..م
* * *
. إننا ما لم نتقدم في هذا الطريق فإن ألأمة أيا كان مفهومنا للأمة ستعاني كثيرا قبل أن ترى الطريق الصحيح وتسلكه..إن من أهم المهمات الآنية دخول الجميع في سلسلة من المراجعات ت على كل المستويات وعلى كل الصعيد ..فالمبادئ والمنطلقات.. والأساليب والتكتيكات جميعها.. تتطلب إعادة النظر وتصحيح الممكن تصحيحه حتى لانتقي نحاصر نفوسنا بنفوسنا كدودة الخز التي تقتل نفسها بشرنقتها..!
إن بحث كل اتجاه عن عيوب الاتجاهات ألأخرى وجمع المعلومات والفيديوهات ..للمزيد من التشتت والتشرذم لا يمكن فهمه إلا أن يكون عملا مخابراتيا للأعداء الأبديين الذين أبادونا وطردونا من جزيرة صقلية ومن الأندلس وغزونا في الحروب الصليبية وطردوا اليهود وجمعوهم في أراضنا وسيطروا على مقدراتنا ..وقضوا على الأنظمة التي لا تلاؤمهم في بلادنا.. وسيروا الأنظمة التابعة لهم.. للمزيد من ضياعنا وهواننا .. هذه القوة وراء تلك المعلومات التي تتحدث عن عمالة الحزب الفلانى وتبعية الحركة كذا وإظهار أشكال من الدعاية السوداء ضد الإسلاميين أحيانا وضد القوميين.. وفئات تقدمية وإسلامية سلفية ..أحايين أخرى إن كل هذه النشاطات الإعلامية المشبوهة تهدف إلى استمرار التشرذم والضعف.. وبالتالي التمكن من تنفيذ مخططات الأعداء المعدة لنا جميعا.. فكيف نستمر نتابع سياسة تضرنا وتخدم أعداءنا فهذه العداوات المبالغ فيها بين مكوناتنا وهذا التشرذم والضعف أمام أعدائنا كلها وليدة سياسة التباعد والتنافر والمبالغة في المزيد من التنافر والتباعد دون إن تنبهنا المحن والكوارث والإخفاقات المتأتية جميعها من نقص الوعي الذي تسبب في عدم الوحدة في معسكر القوى الخيرة فهل نستطيع الوعي وتجاوز العقبات والعراقيل للتي شاركنا جميعا.في وضعها في طريق خروجنا من مأزقنا...؟!