كان المختار ولد داداه رحمه الله عندما يسافر إلى دولة من الدول، يسأل عن أحوال الجالية الموريتانية في تلك الدولة، ويبذل جهداً كبيراً في حل مشاكل أي فرد منها، وفي ذلك قصص وشواهد كثيرة.
إن هذه العادة دارجة عند القادة والملوك، عندما يزورون بلداناً بها رعايا لهم، فيوجهون وينصحون ويستمعون للجميع، ولكن الأهم من كل ذلك أنهم يقفون مع كل مواطن لديه محنة، ويسعون لدى سلطات البلد المُضيف لهم لتسوية مشاكل مواطنيهم، في إطار الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، وهو ما تستجيب له الدول وتتفهمه.
هذه المقدمة أوجهها إليك سيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وأنت تستعد لأن تتوجه الأسبوع المقبل إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة هامة يعول عليها الموريتانيون كثيراً، فلطالما كانت للسعودية أيادي بيضاء على موريتانيا والموريتانيين، وجاليتنا في تلك البلاد الطاهرة تشهد على كرم وتقدير وحسن أخلاق ملوكها.
وخلال الأشهر القليلة التي مضت من مأموريتك فخامة الرئيس، أظهرت فيها أنك منشغل بكل ما يلامس انشغالات المواطنين، بكل أطيافهم وشرائحهم وأعراقهم وتنوعاتهم الفكرية والسياسية، وهي خصلة يمتاز بها كبار القادة الذين يرون أنفسهم فوق الخلافات ويسمون بها فوق كل الفوارق الضيقة، لأنهم في منصب سامي ورفيع، ويحملون أمانة عظيمة.
عندما علمتُ بزيارتك السيد الرئيس إلى السعودية، تذكرت مواطنك يوسف ولد حرمة ولد ببانا، الموجود منذ أكثر من عام في محنة هناك، وبُذلت جهود كبيرة لإخراجه منها، فأدركت أنك وحدك -بعد الله تبارك وتعالى- القادر على أن تنهي هذه المحنة التي تمس واحدة من أهم الأسر وأعرقها في موريتانيا، ويعاني منها شخص كان فاعلاً في الساحة السياسية والإعلامية، ويعد واحداً من الوجوه الشبابية التي برزت بقوة في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة.
فخامة الرئيس، إن لي أمنية ، يشاطرني إياها عدد كبير من الموريتانيين، وهي أن تعود بيوسف وتنهي محنته، لتعيد بذلك البسمة إلى أبنائه وإخوته وعائلته خاصة، وشعبه بشكل عام، وأملي فيك فخامة الرئيس كبير وفي الله أكبر.
#أخرجوا_يوسف_من_السجن