عودة الغائب وبعض الفرضيات التي لم تعد كذلك / محمد ولد عبدو

فاجأ - الجنرال "الغائب" عن الأنظار منذ فترة - الجميع بظهور مفاجئ لأول مرة في قصر الأليزيه  وهو ما ينهي بالضرورة جدلا كبيرا حول حالته الصحية وصلت الأقوال فيها بعض الأحيان لدرجة أنه في غيبوبة ووصلت للعجر أحيانا وهي افتراضات لها ما يبررها فطريقة الاختفاء والتكتم حول حالته الصحية لفترة تصل 37 يوما دون أن يظهر في تسجيل مصور ولو لمرة واحدة لم تكن لتعني إلا ان هناك حالة صحية قاهرة تمنعه من ذلك .

  فتح ظهور الجنرال المفاجئ الباب أمام الكثير من الحقائق التي ظل بعضها مجرد فرضيات ـ أو بالنسبة للبعض على الأقل ـ أول هذه الحقائق أن "الجنرال" الغزواني لاشك قد أحس براحة لأنه أخيرا لم يعد يحتفظ بالسر الحصري ، الجميع الآن بات يعرف حالة الجنرال ولم يعد سرا يؤرق الجنرال لوحده او في محيطه الضيق . حقيقة أخرى أن "الجنرال ولد عبد العزيز" أرسل رسائل واضحة لم يزل يرسلها من قبل توضح مدى احتقاره لهذا الشعب فحين يظهر لأول مرة بشكل رسمي في قصر رئاسي لبلد أخرى حتى لو كان ضيفا عندها حتى قبل أن يطمئن "الشعب" عن حالته الصحية وقبل أي خطاب رسمي موجه له هو قمة في اعتبار الشعب كأمر ثانوي غير مهم وغير ذي اعتبار عنده بالمرة   . يوضح أيضا هذا الظهور من جانب آخر المستوى الذي وصلت إليه الوصاية الفرنسية على موريتانيا والتي لم تعد تأخذ طابعا يحاول معه الفرنسيون وأزلامهم في موريتانيا صبغه بصبغة سرية أو بقليل من المراوغة بل وصل أعلى مراتب الوقاحة والمجاهرة مع ذلك الظهور ، الجنرال الذي هو "رئيس الأمر الواقع" في أول ظهور له وبعد شهر و7 أيام دون اجتماع مجلس الوزراء ولو لمرة واحدة ظهر واهتمامه أكبر في بعض الشئون الخارجية حول تحرير "شمال مالي" وقصة ما عن المتطرفين يعرف الجميع كونها لاتعنينا أصلا اذا ماقورنت بأوضاعنا الراهنة  فالجميع يعرف أنها ليست أكثر من حرب بالوكالة عن فرنسا وكلنا نعرف ما عليه حالنا من سوء الأوضاع وتدهورها ورغم ذلك فالجنرال يهتم لتحرير "شمال مالي" أكثر من حالنا . ، هذا ظاهريا على الأقل. قبل الظهور بأيام بدا أن قيادات في المعارضة موقنة تماما أن "الجنرال" الذي طالبوا برحيله وانسدت كل الطرق التي قد تجمع بينه وبينهم في حوار أو في عملية سياسية مشتركة قد عجز تماما أي أن هذا قد يكون أقل الخيارات تعبا ويبدو أن جهات ما لعبت بهؤلاء السادة لعبا سيبقى في التاريخ ، لقد صرح الأستاذ جميل ولد منصور رئيس حزب تواصل بعجز الجنرال عن مزاولة "حكمه" مع أسلوب تأكيد يصل لدرجة "القسم" حسب بعض الحضور ولم يكن صالح ولد حننه رئيس حزب حاتم بعيدا حين صرح عن عجز الجنرال لفترة لا تقل عن 4 أشهر .   في رأيي لو كنا في بلد بالمعايير السليمة لكان الجنرال اليوم هو أكثر الناس سوء سمعة واحتقارا بين الناس بسبب الاحتقار والصفعة التي وجهها لكرامة الشعب والبلد ... لكان الجميع الآن على قناعة أن من يحكمهم هم مجموعة مع الجنرالات وكالة عن فرنسا .... لكان رئيس الوزراء الذي عومل كالدمية استفاق وقدم استقالة حكومته ... لكان قادة أحزاب المعارضة أيضا قدموا استقالاتهم بسبب الخلط والفرضيات المكذوبة التي ساهموا في نشرها في الناس وخصوصا بين أنصارهم ... لكن أي شيء من ذلك لن يحصل أبدا لأننا لم نبدأ المشي وفق المعايير السليمة بعد .

21. نوفمبر 2012 - 14:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا