هنالك أحداث ووقائع، يندر حصولها وهي - عادة'- لحظات فارفة في تاريخ البلدان والشعوب.
لحظات تتطلب تعاملا ومواقف استثنائية ومن نوع خاص، تتناسب واللحظة ويقاس الساسة والمسوسون؛ بنوعية التعاطي معها.
ومن تلك الوقائع؛ هذا الوباء الذي عمّ معظم البلدان قويِّها وضعيفِها، وصار حديث الساعة، وتصدت له كل البلدان التي ضربها، بما أوتيت من وسائل و إمكانات.
يهمني من كل ذلك، ما يتعلق ببلدي ووطني. وما تم اتخاذه من تدابير وإجراءات لمواجهة هذا الضيف غير المرحب به وماهية تلك الاجراءات، وهل كانت على المستوى المطلوب؟
وما الدور الذي يجب أن يضطلع به مواطنونا، تجاه الوصعية الراهنة؟
استشكالات وأسئلة أظنها واردة بل ومشروعة.
لقد حرصت الدولة - مشكورة- منذ انتشار الوباء؛ على طمأنة المواطنين بخلو البلاد من هذا الفيروس، وأن السلطات تتابع الموضوع، عن كثب وهو ما ترجمه الظهور الإعلامي المتكرر لمعالي وزير الصحة، ليتبع ذلك تغريدة فخامة رئيس الجمهورية التي ذكّّر فيها الجميع بمتابعته الموضوع عن كثب.
وهو ما ظهر جليا في الاجراءات التي اتخذت لاحقا، بأن كونت لجنة وزارية فورية برئاسة الوزير الأول، بعد ظهور أول حالة، أصيب بها أجنبي.
ومن تلك الاجراءات نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
- تعطيل المدارس مدة أسبوع قابلة للزيادة.
- الحد من بعض نقاط العبور....
ليلي ذلك إلغاء الرحلات السياحية.
وأخيرا وقف الرحلات وإخضاع جميع القادمين من كل الرحلات الجوية، لحجر صحي مدة أربعة عشر يوما.
إجراءات مهمة وسريعة ودرامتيكية، توضح بما لا يدع مجالا للشك، ان سلطاتنا تتعامل مع الموضوع بكل جدية ومهنية. وانها كانت على مستوى الحدث.
لكن لن تجدي كل تلك الاجراءات، مالم تصاحبها أدوار فعالة ومساهمات مادية مميزة لرجال أعمالنا وتوعية نوعية لهيئات مجتمعنا المدني من أحزاب ومنطمات غير حكومية، ومدونين من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي؛ لإنارة، وتوجيه وطمأنة الرأي العام.
الشيء الذي لم أره - للأسف- لا في الأنشطة التحسيسية لأولئك، ولا في تدوينات هؤلاء.
وهي سانحة؛ لأطلب من كافة مواطنينا ومدونينا -والذين أصبحوا أكثر تأثيرا من غيرهم - مواكبة هذه الحملة مواكبة ايجابية، و أن يرتقوا بما تسطره أناملهم على أديم هذا الفضاء ويوجهوا أشرعتهم إلى هذا المارد، وأن يتفهموا الوضعية الاستثنائية التي يمر بها البلد، ويكونوا على مستوى التحدي وخدمة هذا البلد الذي هو في أمس الحاجة إلى تكاتف جهود جميع أبنائه، كل من موقعه، ونبذ الإرجاف، والتثبت من مصادر الخبر؛ والذي بالمناسبة، نلتمس من السلطات الصحية أن تكلف به جهة معينة تكون هي المسؤولة عنه حصرا.
وتكون لها خرجات إعلامية منتظمة مع الإعلام العمومي والخصوصي؛ لإطلاع الرأي العام بما جدّ من أخبار، ذات الصلة بالموضوع.
وبهذه الإجراءات الفعالة والمشاركة التوعوية النوعية، والتحكم في مصادر الخبر؛ نحقق الهدف الذي نسعى إليه، من انحسار ومحاصرة لهذا الداء والفيروس الفتاك؛ ونضمن رسو سفينة وطننا على برِّ الأمان.