في هذه الأيام يعيش العالم أجمع حالة من الخوف والهلع بسبب ظهور مخلوق من جنود الله التي لايعلمها غيره مجرد "فيروس"لا يرى بالعين المجردة ظهر فجأة .
كانت بداية ظهوره في الصين ومن شبه المتفق عليه أن سببه أكل المحرمات في الإسلام لكنه انتشر في العالم كالنار في الهشيم وفي زمن قياسي.
وهذا ليس غريبا فالعالم اليوم أصبح بسبب وسائل الاتصالات كا لقرية الواحدة.
بل الغريب هو خوف المسلمين وتعاملهم مع هذا المخلوق الضعيف والهلع الذي أصابهم من مشرقهم إلى مغربهم ناسين أو متناسين أن النفع والضر للخالق وحده وهو القائل جل في علاه " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"و النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما " إعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك إلى قوله ؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف".
من كل هذا يجب علينا كمسلمين أن لا نخاف إلا من الله وأن نحصن أنفسنا بالقرآن والسنة وطريقة التحصين بهما هي في الحقيقة الامتثال لما أمرا به قدر المستطاع والاجتناب التام عما نهيا عنه ؛ فنبينا صلى الله عليه وسلم قال لنا " ما أمرتكم به فأتوا منه ماستطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا" فذلك هو التقى. وبمعادلة بسيطة يدرك المسلم من هذا الحديث أن إجتنابه للمنهي عنه يقويه على الإتيان بالمأمور به والعكس صحيح.
بالرجوع قليلا إلى الوراء ندرك أن سبب الأوبئة والأمراض المتفشية في العالم اليوم خاصة مايسمونه الآن ( بكرونا) الذي لا يميز الغني من الفقير ولا الرئيس من المرؤوس ولا يستهدف لونا بعينه، هو أكل المحرمات وكل الإجراءات التي اتفق الأطباء أنها تقي منه هي بالمقام الأول عند المسلم بالفطرة والدين ؛ فخصال الفطرة تحث على النظافة وديننا يأمرنا بالنظافة. فكم من آية تأمرنا بالغسل عموما أوتحدد أعضاء بعينها وفي السنة ؛ أرأيتم لو أن نهرا غمرا بباب أحدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات هل يبقى عليه من درنه شيء .
فالحل والعلاج في الرجوع الى الله والتوكل عليه حق التوكل والاعتصام به فهو خالق هذا المخلوق وهو القادر على الوقاية منه وقتله إوراحة العالم منه في لحظة .
فمن سره أن يكون أغنى الناس فاليثق بما عند الله أكثر من ثقته بما في يده ؛ ومن سره أن يكون أعز الناس فاليتق الله ' والتقى هو الحصن المنيع والركن الرفيع ؛ ورأس الحكمة مخافة الله.
وإني من هذآ المقام أشيد بإجراءات الحكومة وأشد عضدها بتعميم الدعاء والتضرع الذي أمرت به الوزارة ,, قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم,,