هل حدث تكتم على حقيقة وضع جائحة كورونا في بلادنا؟! / محفوظ الحنفي 

بعضهم يستكثر على حكومتنا الإجراءت الوقائية التي اتخذتها ويراها مبالغا فيها؛ لأن الوضع العام مريح ومطمئن حتى اللحظة..

وبعض آخر يقول لك إن هذه الإجراءات دليل قاطع على أن السلطات تخفي الحقيفة ولا تعترف لمواطنيها بأن الإصابات بهذا الوباء كثيرة في البلد، وإلا لماذا كل هذه الإجراءات؟!!

للأولين أقول:

من قال إن الوضع مطمئن أو مريح؟؟ أمازلتم عاجزين عن معرفة أن العالم أصبح قرية واحدة؟؟

ألا تتابعون الأخبار المفزعة لتطورات هذا الوباء وفتكه بشعوب ودول كثيرة في العالم؟؟

أتريدون أن نظل مكتوفي الأيدي حتى يحل بنا (لا قدر الله) ما حل بغيرنا كي نبدأ في اتخاذ إجراءات ندم كثيرون على تأخرهم في اتخاذها؟؟!!

وللآخرين أقول:

أي مصلحة للسلطات العمومية في التكتم على وجود حالات إصابة في البلد؟ وما المشكلة إذا حدثت تلك الإصابات (لا قدر الله) فأعلنت الحكومة عنها؟ ألسنا بشرا يمكن أن يصيبنا ما يصيب غيرنا من أبناء البشرية؟

بل؛ ألا تلاحظون سلبية الكثيرين منا في الالتزام بالتوجيهات الصحية وفي حمل التحذيرات الحكومية على محمل الجد؟؟

ألا تعتقدون أنه قد يكون من مصلحة السلطات العمومية الإعلان عن حالات إصابة غير حقيقية حتى تخوف المواطنين وتدفعهم لاتخاذ كل احتياطات الوقاية والسلامة خوفا على أنفسهم؟؟

بالتأكيد أنها لن تفعل ذلك ولن تزعم وجود حالات لم توجد أصلا؛ لكن بالتأكيد أنها لن تتكتم على حقيقة الوضع الصحي للبلد؛ لأن أقل ما سيترتب عليه هو تهاون الناس في اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة؛ وهو ما لا مصلحة فيه للحكومة ولا لغيرها..

والخلاصة؛ أن هذا الوباء قضاء من الله وقدر، ومن فضله تعالى أن لطائفه شملت بلدنا ومجتمعنا فأمننا حتى اللحظة مما حل ببلدان كثيرة أشد منا بأسا وأكثر قدرات وإمكانيات وموارد وخبرات وتجارب.. فله الحمد الذي يستحق وله الشكر الذي هو أهله.

 

يجب أن لا يقودنا ضعف الإيمان بالله لاستغراب كيف يفتك هذا الوباء ببلدان كبرى وقوى عظمى؛ ثم يحفظ الله من بأسه وشدته من يشاء من عباده وبلدانه!!!

{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}..

فلنجتهد في ذكر الله وشكره، وفي التحدث بآلائه ونعمه، وفي الأخذ بأسبابه التي جعلها جزء ثابتا من سننه في خلقه وفي كونه..

{ولن تجد لسنة الله تبديلا} {ولن تجد لسنة الله تحويلا}..

 

21. مارس 2020 - 14:16

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا