مآخذ للتذكير والإعلام، ببعض أخطاء الإعلام! / محمد سالم حبيب

الإعلام، سلاح ذو حدين وله دور فعٌال في  توجيه المجتمعات وصناعة الرأي العام.
ولا شك أن هذا الدور يتضاعف  في ظروف كهذه، لذلك كان لتسميتها "مهنة المتاعب" اسما على مسمى.
إذ من المعلوم أن على عاتق أصحاب هذا الحقل، تقع مسؤولية تقديم المعلومة ونبض الشارع العام ونقل الحقائق كما هي صوتا وصورة أو هما معا، لكافة الشعب ومن دون رتوش.
ومعلوم كذلك، أن ذلك يتطلب قدرا من الكفاءة و المهنية والحيادية والتضحية، قد لايتأتى للكثير من رواد هذا الميدان.
ونحن وإن كنا نشيد بالدور الريادي والطلائعي الذي يلعبه هذا الإعلام-  وهو جهد يذكر؛ فيشكر-
إلا إن ذلك لن يثنينا أو يدفعنا إلى التغاضي عن بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض هؤلاء ونلحظها نحن كمتتبعي الشأن العام، وتحول دون دقة المعلومة.
و سأقتصر هنا على مأخذين أولاهما خاص وثانيهما عام.
اما الخاص فهو المتعلق بالإعلام المرئي.
ففي المقابلات الميدانية التي تجريها القنوات التلفزيونية في الشارع العام مع المارة، أو في الصور التي يلتقطونها في ربورتاجاتهم ذات الصلة ببرامجهم وتحقيقاتهم ؛ لا نرى في خلقية  المحاوَرين(بفتح الراء) ولا في الصور المعروضة؛ سوى بنية تحتية من نمط واحد. أساسها الأماكن الأكثر رقيا بالعاصمة،  وكأن هذا هو حال البنية التحتية لكل عاصمتنا، وبذلك يمارسون تدليسا للمتلقي، من حيث لم يقصدوه، في حين كان الأسلم، أخذ عينات من أماكن متفرقة من العاصمة بما فيها تلك الأماكن الأكثر  هشاشة ؛ لتظهر الصورة الأخرى، وربما الرأي الآخر، من يدري؟
وهو لب ما يسعون إليه، او هو ما يفترض أن يكون.
ثانيهما عام، ويشمل كل الإعلام.
ويتعلق بالتكسير اللغوي الدائم للغة الضاد؛ مما يفقد الخبر ألقه، بل ودلالته في أحايين كثيرة.
تجدر الإشارة إلى ان الهدف من مآخذَ كهذه ليس نقدا  لذاته؛ بقدر ما هو مسعى لتحسين  الأداء الصحفي، ونقله من حسن إلى أحسن ومن جيد إلى أجود؛ وليظل الحقل في تحسن مضطرد، بعيدا عن المجاملات والإطراءات  التي تؤخر ولاتقدم
وتلك -للأسف- شنشنة  قديمة دأب عليها بنو جلدتنا.

21. مارس 2020 - 13:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا