لماذا يتم استهداف الوزير الأول بالذات؟ / الدكتورأحمدولد علال

الدكتورأحمدولد علال كثر القيل والقال في الآونة الأخيرة وسال الكثير من الحبر ودقت الطبول ورقص أبطال المعارضة على تلك الإيقاعات وكانت في مجملها ترتكز حول دور ولد محمد لغظف وحكومته قبل مرض الرئيس ....

إلا أن الأمر زاد حدة بعد عملية أطويلة وتزايد الثقة في الرجل من خلال برهنته على تسيير كل الأمور والوقوف بنفس المسافة من جميع الفرقاء السياسيين المتناحرين في البلد.

فقبل الواقعة الأخيرة اختلقت الكثير من الأكاذيب حول تردي العلاقة بين ولد إزيد بيه الشخصية الأولى في القصر وولد محمد الأغظف قائد الحكومة وهو ماظهر فيما بعد أنه زيف وبهتان ولا يعتمد على أبسط دليل, بل إنها حملة من أجل تشتيت أبناء المنطقة الشرقية والعمل على تقليص الثقة التي باتت تتزايد عند الرجل الأول في الدولة  من حين لآخر من خلال تكليفهم بملفات عجز الكثير من أبناء المناطق الأخرى عن القيام بها.

ترتبط شخصية ولد محمد الأغظف بالتنوقراط أكثر من السياسة فهو رجل حوضي بامتياز اكتسب شهرته من عمله الخيري قبل السياسي , فقد استطاع عن بعد أن يساعد المستضعفين من أقاربه وأهله فحفر العشرات من الآبار الارتوازية ونقب الكثير من الأماكن وحاول جاهدا صرف الكثير من المساعدات الأوروبية التي يحصل عليها في هذه الولاية التي ينحدر منها , هذا علاوة على كون الرجل استطاع ولوج الوزارة الأولى دون طلب المساعدة من أحد , بل بعلاقة شخصية مع سيد البلد , وثقة الشركاء والممولين الدوليين .

هذا بالإضافة أن الوزير الأول يحتل مكانة كبيرة في قلوب خصومه قبل أصدقائه , فهو حسب العارفين به ينطلق من مبدأ واضح ــ إما أن أنفعك أو لاأضرك على الأقل ــ.

ولد محمد الأغظف كان عرضة للكثير من الشائعات من بينها أيضا تسويق خلافات بينه ورئيس الحزب الحاكم ,هذا إضافة إلى اتهامه بالوقوف خلف اجتماعات لأطر وقيادات سياسية وانه من أوعز إليها الاجتماع والالتقاء لفرضه مرشحا رئاسيا في حين أن من يعرف الرجل ومواقفه يدرك ببداهة زيف المسألة , إلا أن الهدف من هذا كله هو إلقاء ظلال من الشك والريبة حول علاقات رئيس الجمهورية بوزيره الأول ورجل ثقته الأول ولضرب هذه العلاقة في الصميم بعد أن باءت كل المحاولات الأخرى بالفشل

لكن يبقى الشعب الموريتاني مدرك اللعبة وكأني برئيس الجمهورية يستمع للسان حال وزيره الأول وهو يكرر:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص     :       فهي الشهادة لي بأني كامل 

22. نوفمبر 2012 - 14:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا