التعلُّم عن بُعد نظامٌ تعليمي يقوم على فكرة إيصال المادة التعليميَّة إلى المُتعلِّم عبر وسائط وأساليب الاتصالات التقنية المختلفة، ويكون المُتعلِّم بعيدا ومنفصلا عن المُعلِّم .
أي أن المعلم أو القائم بالعمليَّة التعليميَّة، تفصله مسافة طبيعية بينه وبين المُتعلِّم، خلال حدوث عمليَّة التعلم.
وقد خطت فيه معظم الدول خطوات متقدمة يعتمد أكثرها على إستغلال المنصات التعليمية(plateforme)، التي تعتبر نسختها التجارية من أكثرها انتشارا وذيوعا
هذا مع وجود منصات أخرى مجانية لعل أشهرها moodle، والتي تقتنيها بعض المؤسسات من محدودي الدخل، لمختلف أنشطتها وخدماتها.
وإن كان استغلالها هي الأخرى يحتاج قدرا من ذوي الخبرة والاحتصاص، ومستخدمين من نوع خاص.
ونظرا لكلفة الأولى، وقلة الاختصاصيين في الشق المجاني، دفع الكثير من مستخدمي التعلم عن بعد- وإن اختلف تفاعلا عن الأول- إلى اختيار بدائل أخرى تتوفر بشكل كاف ويسهل التعامل والتعاطي معها لدى الكل، ولاتحتاج لكبير كلفة أوخبرة.
وهو ما شكل حلا مؤقتا، خاصة في ظرف كهذا لبعض المؤسسات التعليمية، ومن ذلك تطبيق الفيس بوك والوات ساب، وكذلك القنوات التعليمية(التلفزة المدرسية).
ويبدو أن الأخير، هو الطريق الذي اختارته وزارات تعليمنا، في ظل الوضعية الحالية وحاولت تفعيله من جديد بعد أن كان في سبات عميق.
وهو ما يتطلب تعزيز خلية التلفزة المدرسية، وضخها بدماء جديدة وبأطقم تربوية من أهل التخصص والخبرة ومن خيرة الأسرة التربوية تدريسا وتأطيرا.
تشرف هذه الكوكبة على انتقاء المادة التعليمية وتدقيقها، قبل تقديمها للتلفزة المدرسية،.
هذه المدرسة التي لم يعد أداؤها محصورا بين أربعة جدران؛ بل أصبحت في فضاء يتابعه الجميع، سواء على مستوى شكل الحصة التعليمية أو مضمونها.
لبصبح أي جهد في هذا المجال؛ حجة لنا أو علينا، وبإشهاد الجميع.
خطوات وجهود ينبغي أن توصل وتقترن بأخرى في حلقات مرتبطة ومتصلة، لتكون مع الوقت نواة وطريقا إلى مدرسة رقمية حقيقية ومميزة. يجد فيها المتعلمون ما يحتاجونه من معارف ومهارات هم بحاجة إليها وبطرائق شائقة.
ومهما يكن؛ فإنه ينبغي أن تبقى الدروس الحالية متواصلة، حتى لو تم تجاوز الظرفية الحالية ولم يطرأ جديد ؛ لتصير دروس دعم وتقوية، خاصة للأقسام التي تشارك في مختلف شهادات التعليم بمختلف مستوياته.