بعد أن تبين المصلح من المفسد .. هل يقوم عزيز بالإصلاح المطلوب؟ / الشيخ الولي أحمد مسكه

تاهت العقول وهان الفكر في زمن لبس فيه الغث جلد السمين، وتلونت وجوهٌ وبدا المستور لأول مرة على غير عادته دون تكلف ولا خجل !!!

من كان يتصور أن يرى - ولو في عالم الأحلام – كتابا وسياسيين ومفكرين وأطرا ومسؤولين من حجم هؤلاء بتلك الصورة الضبابية ذات الأغراض والدلالات المتعددة؟، وهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، واحتلوا مواقع متقدمة في صفوف الموالين ما قبل الثالث عشر من أكتوبر 2012م.

تطالعنا – عن كثب – المواقع الاخبارية والإذاعات الحرة بمقالات وتحليلات وتصريحات لأنصار الأمس (ألد معارضي اليوم)، ظاهرها الدعم والولاء والدفاع عن برنامج السيد الرئيس والتعاطف معه في محنته، بينما الباطن شك وتشكيك في صحة الرواية الرسمية، وميل وتطبيل لأساطير مروجي شائعة العجز .. والفراغ الدستوري .. وطول الغياب لدواعي العلاج.

 إن التناغم في لغة الخطابات بين خوارج الأغلبية ومتطرفي المعارضة لم يكن إلا بداية لما كانت تخفيه تلك النفوس المريضة المثبطة التي تعودت التصفيق وملازمة الحاكم، والتخلي عنه بمجرد إذاعة البيان رقم (1). 

لم يعد خافيا إعراض المتقاعسين إلا على من طمس الله بصيرته، فالكثير من الذين انبروا لمواجهة أعداء الرئيس (ولا نقول معارضيه) حرصوا على ملأ ما بين السطور بما يودون نفثه، فيصدح بالدعاية من تنطلي عليه الحيل وتخدعه المظاهر، ويصبح في النهاية بوقا لتعميم ما سطرته تلك الأقلام الصديقة، وتسعى جاهدة إلى بثه بين الناس.

لقد من الله على موريتانيا ومن يحكمونها، وعلى المعارضة الناصحة الناصعة بكشف الأقنعة عن الشخصيات الكرتونية التي تحول دون النماء والبناء والاستقرار والتقدم، وخصوصا تلك المحسوبة على السلطة، المتموقعة في المراكز الحساسة بالبلد.

والآن وبعد أن زالت الأقنعة وظهر كل على حقيقته فإن السؤال الذي أصبح يطرح نفسه وبإلحاح هو:

هل سيلجأ رئيس الجمهورية إلى القيام بالإصلاح المطلوب من خلال الإقدام على عملية مراجعة شاملة لجهاز الحكم  لتطهيره من الذين في قلوبهم مرض، والذين هم مستعدون دائما لأن ينعقوا مع كل ناعق ويتلونوا  كالحرباء مع كل نظام جديد، وهي المهمة التي ستزيد من غير شك - إذا ما اتخذت - في هيبة الدولة ومن أداء وفعالية أجهزتها؟

أم أن منطق التسامح  والتسامي سيغلب على تفكير الرئيس عزيز، ويبقى هؤلاء سوسة تنخر في جسم ومفاصل الدولة، كما كانوا وسيبقون إلى الأبد؟.

21. نوفمبر 2012 - 19:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا