الحشد اليوم في مواجهة هذا الخطر الفتاك، يستوجب منا جميعا كل من موقعه، تكاتف الجهود واستنهاض الهمم والانضباط التام حتى نضمن لأنفسنا الثبات اللازم لمقارعة عدو اتخذ من التخفي والمباغتة وسرعة الانتشار أساليب تكتيكية في منتهى الخبث والضراوة لبثّ الرعب في أنفسنا تمهيدا للقضاء علينا. فلا مجال للتخلف ولا التخالف بل الجميع مطالب أكثر من أي وقت باللحاق الفوري بالجبهة الامامية والانخراط في ركب الصمود والتصدي لجائحة كورونا فيروس.
ومشاركة في المجهودات الجبّارة والحثيثة التي سارعت قيادة الإجماع الوطني بتعبئتها والإجراءات الموفقة والجادة التي شرعت دون تأخير في تنفيذها، بدى لي أن أدلي بما يلي:
ــ ضرورة الانضباط التام والتقيد الفعلي بجميع أوامر وتوصيات الجهات الرسمية التي تسهر على تنفيذ وتنسيق استراتيجية محاربة الوباء، فأي مخالفة لتعليماتها قد تخل بجهود الحماية وانتشار العدوى
ــ الالتزام بالحجر الطوعي في البيوت، على الجميع ان يبقوا في منازلهم ويحكموا غلق الأبواب ولا يتركوا الصغار تخرج للشارع. لا تبادل زيارات، لا تجمع، استعينوا بوسائل الاتصال الاجتماعية. وإذا اقتضت الحاجة الخروج لنحتفظ بمسافة متر على الأقل من بعضنا البعض في الشارع والعمل والأسواق وحتى في النقل العمومي إن أمكن ذلك...وأرى أن نشجع المسنين والمرضي المزمنين على الرجوع الى القرى والأرياف تجنبا للتعرض للإصابة بالفيروس الذي ثبت انهم أكثر هشاشة في مقاومة مضاعفات الإصابة به.
ــ المحافظة الجادّة على النظافة بكل اشكالها والتوعية المتواصلة من اجل الالتزام بها والحث بالخصوص على المواظبة على غسل الايدي بالماء والصابون أو المعقمات المعروفة. كما علينا نبذ بعض المسلكيات البغيضة والمخلة بالنظافة كالبصاق في الشارع والأماكن العمومية ورمي المناديل الملوثة في أي مكان ودونما اكتراث ... واهيب بالمؤسسات الصحية خاصة والقيمين عليها ان يعطوا نموذجا للآخرين في السبق الى تعقيم منشآتهم بالرش المتواصل لمحلول كحولي. كما ارجو من القطاعات المكلفة بالتزويد بالموارد الحيوية كالماء والكهرباء مثلا، مضاعفة جهودها التموينية لكي نضمن المستوى المطلوب من النظافة...
ــ اتخاذ كل وسائل الحماية الفردية والجماعية: بدءًا بانتهاج سلوك لا ضرر ولا اضرار؛ لا سعال ولا عطاس في وجه الاخرين والابتعاد عمن لا يحتاط في ذلك بوضع كمه او تغطية وجهه بمرفقه حين السعال او العطاس. الالتزام باللثام. أما الكمامة فمن الحيطة توفيرها للمرضى والمباشرين لهم من مهنيي الصحة ومرافقين.
ــ بعث روح التعاون والتضحية والايثار فيما بيننا ومدّ يد المساعدة والمؤازرة. على المجتمع المدني ان يقوم بدوره في ظروف كهذه وكذلك كل الفاعلين من مؤسسات عمومية وخاصة. لماذا لا نسترجع تجاربنا في الحملات السياسية ونوزع الاحياء الفقيرة على الفاعلين ليتكفلوا بإمدادهم من المواد الغذائية الضرورية
ويكون ذلك بأشراف مباشر من وكالة تآزر مثلا...
حسبنا الله ونعم الوكيل