في المقال الماضي تناولنا دورالقطاعات الحكومية الموريتانية الأنشط لحتى الساحة في مواجهة «وباء (كورونا) الذي يهدد الإنسانية برمتها ، واليوم نتاول بقية القطاعات التي لا يقل دورها أهمية عن سابقاتها ، فتحرك الدولة بكل مؤسساتها ؛ لدرء أي تداعيات اقتصادية وصحية محتملة لوباء فيروس "كورونا المستجد"، لابد أن يشارك فيه هرم السلطة وقمة المجتمع وقاعدته ، وذلك من باب ضرورة التعاون لأجل احتواء وباء انهارت أمامه قوة الدول الناعمة وسقطت في بؤرته القاتلة كبريات دول العالم الثالث ، الأمر الذي يستدعي من كافة المواطنين الالتزام التام بتعليمات السلطات ، والأخذ بأقصى درجات الحيطة والحذر، والمساهمة الفعّالة في المجهود الوطني لتجنيب بلادنا تفشي وانتشار هذا الوباء ، فعلى فعاليات مجتمعنا تحمل المسؤولية والقيام بما يلزم من تدابير ومساعدات يمكن أن تدعم قرارات الحكومة الاحترازية ، وجهود قواتنا المسلحة وقوات أمننا الوطني والأجهزة الرقابية التي نبعث إليها كل التحية والتقدير والاحترام ، ونشد على أيديها في الصرامة " الإيجابية " تجاه وطنها وأداء مهمتها النبيلة .
قطاع الداخلية والأمن
لجأت الحكومة الموريتانية كبا قي دول الجوار إلى فرض حظر التجول والحجر المنزلي من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا ، وقبل يومين أصدر وزير الداخلية واللامركزية تعليمات باتخاذ ترتيبات ردع من الساعات الأولى لحظر التجول وحتى قبل بدئه ، مؤكدا على عدم السماح بأي تساهل بخصوص تجمعات المواطنين مهما كان السبب والأمر نفسه بالنسبة لحركة الأشخاص خلال ساعات حظر التجول ، كما حث القطاع أجهزته والأسلاك الأمنية المتعاونة على القيام بكل ما يلزم من إجراءات من أجل أن تبقى وضعية الوباء تحت السيطرة .
لكنه وبالرغم من صرامة هذه الإجراءات والحاجة إلى تفعيلها في هذا الظرف الحساس ، تبقى النواقص في الأولويات والترتيب المنسق بين الفريق الواحد قائمة ، حيث محاولات البعض استخدام النفوذ من أجل خرق القانون في مقابل تشدد يحصل أحيانا في التعليمات ربما يعيق عمل أجهزة الطوارئ والعاملين في القطاعات الحيوية كما وقع مع أحد الأطباء ، وهي أمور قد تكون ناتجة عن عدم تنسيق محكم وعثرات بشرية طبيعة أصحابها النقصان . هذا بالإضافة إلى إغلاق الحدود مع دول مجاورة أعلنت حكوماتها حالة الطوارئ دون مراعاة أوضاع الجاليات المقيمة فيها ، حيث لاحظنا عشرات الموريتانيين، وأغلبهم من الطلاب، قد علقوا منذ يومين في الجانب السنغالي من مدينة روصو، وأطلقوا نداء موجهاً للرئيس وللسلطات الموريتانية بالسماح لهم بالعبور مع استعدادهم للدخول في الحجر الصحي الطوعي ، معربين عن تفاقم الأوضاع الصعبة التي يعيشون على حدود بلادهم ، فينبغي أن تضيق الدولة نطاق قيود الدخول إلى أراضيها على غير المواطنين فقط .
وزارة التجارة
يتركز الدور الأهم على هذا القطاع الذي يعنى بمعاش الناس وتوفير مخزون من المواد الاستهلاكية كافية لفترة الأزمة ، ووضع استيراتيجية عاجلة وفعّالة تشمل تأمين تموين البلاد بالمواد الضرورية بصفة مٌنتظمة والوقوف في وجه كافة أشكال التلاعب بالأسعار والمضاربات الانتهازية ، وتفعيل الجانب الرقابي المتعلق بتقييم مستمر للمخزون الغذائي ، وتعزيز قدرات فرق حماية المستهلك لمواكبة الوضعية الجديدة .
كما أنه يجب على الوزارة إغلاق الأسواق وخاصة أسواق العاصمة الكبرى ، باعتبارها مركز ازدحام الناس ، ولكن إغلاقها يجب أن يتخذ عبر سلسلة من الإجراءات تأخذ بعين الاعتبار التخفيف من تأثير إغلاق الأسواق والمحلات التجارية وآثاره السلبية على المواطنين في وضعهم المعيشي والصحي والتعليمي والخدماتي عموما ، وخاصة الطبقات الضعيفة ، كالنساء والأطفال والمسنين والمعوقين، ومن يعانون من الأمراض المزمنة .
وهكذا الحال بالنسبة للباعة الصغار المتجولين الأكثر تضررا من حظر التجول الذي فرضته الحكومة نظرا لأن عملهم يبدأ أساسا في المساء ، ومن بينهم النساء اللواتي يبعن " الكسكس " من أجل إعالة أطفال صغار لامعيل لهم سواهن ، فلا بد من مراعاة حال هؤلاء المواطنين المٌتضررين، والتدخل من خلال توفير : المساعدات الغذائية ، ومجّانية العلاج، وإلغاء فواتير الماء والكهرباء، وتأخير الأقساط البنكية عن المدينين ، ومجانية الانترنت ....".
كما ينبغي للقطاع أن يدعو رجال الأعمال إلى مساعدة الدولة لكل ما يصب في مصلحة المستهلكين ويوفر أجهزة طبية ومعدات للتطهير والتعقيم بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والصناعة والبنك المركزي ؛ لاستخدامها في تطهير منشآت ومؤسسات الدولة. حتى تثبت الوزارة أن هناك خططا جاهزة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية التي تلوح في الأفق القريب .
وزارة التجهيز والنقل
يتولى وزيرهذه الحقيبة مسؤولية المعدات والوسائل اللوجستية في اللجنة الوزارة المكلفة بالتصدي لفيروس كورونا ، لكن قطاعه لم يساهم بشكل ملحوظ في الإجراءات الاستباقية ، إلا ما كان من إصدار قرار لسلطة النقل يتعلق بالنقل والمواصلات وتحديد عدد ركاب السيارات والحافلات ، وهو ما لم يستجب له الكثير من العاملين في المجال نتيجة ارتفاع أسعار البنزين مقارنة مع أسعار تذاكر الركاب ، ليبقى المواطن الضحية في ذلك، حيث عقبت السلطة على قرارها بأن أي مخالف له سيتعرض لإنزال العقوبات المناسبة ، مؤكدة أن من بين العقوبات إعادة الباص أو السيارة مع ركابها من مكان اكتشاف المخالفة إلى نقطة الانطلاقة.
وأنه على الناقلين تفهم الطرفية الحالية للبلد، واحترام القرار الذي اتخذته الوزارة بتقليص عدد الركاب في باصات النقل وسيارات الأجرة داخل المدن وخارجها .
وزارة الثقافة والاتصال
بدورها وسائل الإعلام العمومية والخصوصية التابعة لهذا القطاع ( والخارجة عن ملته ) ساهمت هي الأخرى بجهد معتبر في توعية المواطن وتثقيفه حول الوقاية وسبل الاحتراز من هذا الوباء ، لكن الرسالة الإعلامية تبقى أكبر وأشمل من ما تم إنجازه في هذا الصدد لحد الآن .
توصيات وقائية
كيف ينتشر مرض كوفيد-19؟
يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق :
- من شخص مصاب إلى شخص سليم عبر الرذاذ الملوث (من خلال السعال أو العطاس) أو الأيدي الملوثة .
- ينتقل فيروس كورونا المستجد عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة
- كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام).
ما هي طرق الوقاية من المرض؟
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي من شأنه أن يقتل الفيروسات التي قد تكون على يديك.
- احتفظ بمسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس.
- تغطية الأنف والفم بكوعك المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطاس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور.
- تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بدون غسل اليدين.
- تجنب السلام باليد والاكتفاء بإلقاء التحية.
- عدم السلام بالأنف وتجنب العناق والتقبيل.
- تجنب التعامل المباشر مع الحيوانات.
- أخذ قسط كاف من الراحة وتناول كمية كبيرة من السوائل.
الإجراءات اللازمة للقادمين من السفر :
في حال ظهور أعراض الإصابة بعدوى تنفسية أو كنت مسافر إلى أحد الدول المتأثرة بالفيروس يرجى الالتزام بالتالي :
- التوجه إلى أقرب مركز للرعاية الصحية على الفور مع ضرورة إخبار الطبيب عن سفرك الأخير وأعراضك.
- البقاء في المنزل حسب تعليمات الطبيب وتجنب الاتصال مع الآخرين.
- خذ المعلومات الصحيحة من الجهات المعنية الرسمية في الدولة.
مصادر المعلومات الموثوقة :
ننصح بضرورة تحري الدقة واتباع الإجراءات الوقائية الصادرة عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية في الدولة، وعدم تداول الشائعات أو أية معلومات لم تصدر عن الجهات المعنية .
نسأل الله أن يرفع عنا البلاء والبلاء ويجنب بلادنا وبلاد المسلمين كل بلاء ووباء إنه سميع مجيب .