في فترة كهذه و في هذه الجائحة؛ لايسعني إلا أن أخصص هذه الإطلالة لجنودنا البواسل، الذين كانوا وما يزالون، حصننا الحصين، وملاذنا الآمن. يرابطون على الثغور متحدين كل الصعاب؛ المناخ حرّه وقرّه والتضاريس تلالها ووهادها، وجهات البلاد شمالها وجنوبها والبيئة نقاءها ووباءها.
يصلون ليلهم بنهارهم لننعم بالأمن في قعر ديارنا، وننام قريري العين.
وهو لعمري هدف نبيل وخدمة، جليلة ما بعدها خدمة، تسدى لهذا الوطن، تذكر؛ فتشكر لهم.
يقفون على الثغور، وأصابعهم على الزناد، خوف عدو مداهم، أو طارئ مريب. أو شانئ متربص.
وتزداد تلك التحديات و التضحيات في فترة كهذه، إذ العدو مبهم والوضع خطر، والفترة حساسة.
إنه فيروس كورونا المتجدد covid19، الذي وقفت بلدان متطورة عاجزة أمام جبروته وزحفه الداهم؛ لتخرج باستنتاج مفاده أن "ما من علاج أنجع من الوقاية".
إن المطلوب من حماة ديارنا الآن- وقبل أي وقت مضى- الانتباه للمتسللين خفية والمهربين والمخاطرين، ممن يحملون أرواحهم على أكتافهم غير عابئين بأنفسهم وإخوتهم ووطنهم..
يجلبون معهم كل سوء لهذا الوطن مما هو محظور، والأخطر من كل ذلك، مظنة جلب هذا الوباء، حديث الساعة في هذه الفترة؛ ومن ثم العدوى.
ليتفشى ويتغلل في المجتمع - لاقدر الله- مما ينذر بحدوث الكارثة، ويعقد الحلول التي مازالت متداركة لحد الآن.
أمر تنبهت له السلطات السياسية للوهلة الأولى، مشكورة.
حيث نشرت جنودنا الأشاوس على طول الحدود وعرضها وعلى المعابر؛ للتصدي لهؤلاء والذين يعد صنيعهم - بالمناسبة -خيانة عظمى في حق هذا الوطن.
مما يؤشر إلى أن أي ثغرة في هذا الصدد قد تعود بنتائج لاتحمد عقباها على كل الصعد، وهو ما يحتم على جنودنا الأشاوس من جهة مزيد الحذر واليقظة، و يحتم على مواطنينا؛ الإبلاغ عن أي حالة تسلل رآها أو سمع عنها من جهة أخرى.
كل ذلك قبل فوات الأوان، وقبل حصول ما لانتمنى لأنفسنا وشعبنا ووطننا العزيز!