"بشروا ولا تنفروا.. يسروا ولا تعسروا"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا شك أننا مرعوبون مما نراه ونتابعه يوميا من مآسي سببتها هذه الجائحة وهي تفتك بكثير من شعوب العالم ودوله ذات البأس والقوة والتقدم العلمي الكبير..
وصار الكثيرون منا يتساءلون كيف سيكون حالنا ونحن نكاد نكون الحلقة الأضعف في حلقات تنقل الفيروس وساحات انتشاره؟؟!!
لهؤلاء أقول إنه علينا أن ننتبه لحقيقتين جليتين: حقيقة دينية، وأخرى علمية:
- أما الحقيقية الدينية؛ فهي أننا أمة الإسلام، وأن الله تعالى لن يرحم أمة مثلما يرحم أمة نبيه محمد صلى آلله عليه وسلم..
ليس في ذلك أدنى شك.. وكل أمر هذه الأمة خير عميم: تصبيها السراء فتحمد الله وتشكره؛ فيكون ذلك خيرا لها، وتصيبها الضراء؛ فتصبر وتحتسب فيكون ذلك أيضا خيرا لها.
- أما الحقيقة العلمية؛ فهي أن مناعة أجسام الناس في الدول المتخلفة أقوى وأفضل بكثير من مناعة أجسام الناس في الدول المتقدمة؛ والسبب (ويا سبحان الله) هو أن ما توفر للبلدان المتقدمة من ظروف صحية واقتصادية جعل الناس تبالغ في الأخذ بأسباب الوقاية الصحية، وفي الحرص على تجنب كل ما يمكن أن يؤثر في صحتهم العامة والخاصة؛ وهو ما جعل أبدانهم شديدة الحساسية وضعيفة المقاومة لكل الظروف غير الصحية التي لم تتعود التعايش فيها أو التكيف معها.
وهذا عكس سكان البلدان المتخلفة التي فرضت عليهم ظروف التخلف التعايش مع بئة غير صحية بشكل عام ودائم، وهو ما جعل أجسامهم تنتج مناعتها الخاصة وقدرتها العجيبة على التكيف مع ظروف يصعب على الغربيين أن يتصوروا أي حياة آمنة في ظلها..
وهذا من رحمة الله وعدله ولطفه.. فكما أعطاهم نهضة علمية يحمون بها أنفسهم، منح أجسادنا طاقات وقدرات ذاتية على المقاومة والتكيف..
إن هذا لا يعني التهوين من الخطر الذي يشكله فيروس كورونا، ولا هو دعوة للاستخفاف بالتوجيهات والإرشات الصحية.. بل دعوة للتفائل، ولمضاعفة الأخذ بأسباب الحيطة والحذر؛ تأدبا مع الله واحتراما لسنته في خلقه، ودعما وصيانة لمناعة أجسامنا التي هي فضل من ربنا نحن مسئولون عن حمايته وعدم التفريط فيه..
يحفظنا الله وإياكم