بصفتي أحد المهتمين بالشأن الوطني العام منذ سنة 1962، ومن الذين أيدوا حركة 3 أغسطس المجيدة، ومسار الإعمار والديمقراطية وتداول السلطة الذي أنجزته، وأنتمي - على طريقتي- إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.. حاولت مقابلة رئيس الجمهورية منذ ترشحه، وبعد وصوله إلى السلطة بغية تقديم النصح إذ "تؤخذ الحكمة من غير حكيم".. وراجعت المختصين بالأمر مرارا فلم يتح لي ذلك.
والآن "وقد حال هم دون ذلك شاغل" هو الحرب ضد عدو البشرية كورونا، فقد رأيت من واجبي أن أخاطب فخامة الرئيس كتابة، فأرسلت إليه رسالة مفتوحة تم تجاهلها وحذفها من طرف جل إعلامنا الباسل؛ الشيء الذي حملني أكثر على التشبث بها وبما ورد فيها من آراء، والإصرار على وضع طرر على ما ورد فيها سيرا على سَنَن الأجداد في توضيح الغامض بالطرر؛ لما تحتويه تلك الرسالة من مقترحات ذات أهمية قصوى. وذلك مساهمة مني في هذه الحرب التي لها ما بعدها.
1. حول مقدمة الرسالة.
جاء في مدخل الرسالة بعد التنويه بما تضمنه خطاب الرئيس من إجراءات إيجابية، ما يلي:
"وإن كنت لا أرغب أن أُدْرَج في خانة المنوهين بخطابكم لاختلاف مآربي ومآرب بعضهم. فأنتم تحتاجون في هذه المرحلة الحاسمة إلى "يوسف" (حفيظ عليم) وفي غنى عن مصفقين ومطبلين".
ومعنى هذا: أن بعض الوصوليين المتلونين الباحثين عن أسباب التعلق بأهداب السلطة بادروا إلى استغلال هذا الوباء وجهود الدولة المضنية من أجل مكافحته وخطاب الرئيس القيم من أجل التزلف إلى السلطة والتودد إليها بالباطل كي يجدوا موطئ قدم يتسللون من خلاله لتخريب هذا العمل الصالح وصرفه عن أهدافه الصحيحة وعن مستحقيه إلى أهدافهم الحقيقية، وإلى جيوبهم وبطاناتهم! وهؤلاء يجب الحذر منهم؛ بينما تحتاج الدولة والوطن في هذه الفترة العصيبة إلى المصلحين والأمناء الذين عبرتُ عنهم بـ"يوسف" حفيظ عليم! ذلك اليوسف الذي ساس بكفاءة ونجاح كارثة قحط السبع الشداد مع عزيز مصر! وهؤلاء يجب البحث عنهم والاعتماد عليهم؛ وهم موجودون بكثرة، بعيدا عن الأضواء والضجيج، وجنود مجهولون.
يتبع