مع الإسراء والمعراج
(( لقد راى من آيت ربه الكبرى ))
كانت حادثة الإسراء والمعراج ، من أعظم الحوادث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكانت محطة أولى أرضية ، وهي الإسراء ذكرها الله في سورة الإسراء ، في قوله تعالى ؛
{{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجدالحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير }}
و محطة ثانية سماوية ، وهي المعراج وقد ذكرها الله تعالى في سورة النجم ؛
{{ علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى }}
{{ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى }}
وكان من أعظم مقاصد هذه الرحلة المباركة ، أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكوت ربه ، في وقت يشتد عليه مكر أهل الأرض ، وقد ذكر ذلك في السورتين ففي الإسراء قال الله تعالى ؛
{{ لنريه من آياتنا }} وفي النجم قال جل وعلا ؛
{{ لقد رأى من آيات ربه الكبرى}}
وما أهون أهل مكة واهل الطائف وأهل الأرض كلهم ، في عين الراءي لملكوت الله العلا ، وماذا تضيره محاصرة اهل الارض ؟؟
وهو يخترق السماوات السبع
لقد كانت تلك الآيات تقول للنبي صلى الله عليه وسلم ؛
في وقت يضايق ويحاصر ، ويفقد فيه السند الخارجي ، المتمثل في العم أبي طالب ، والداخلي المتمثل في الزوج خديجة رضي الله عنها ،
إن الله عز وجل يكفيك كل ذلك ، وإن ذالك كله لهين في ملك الله تعالى وقدرته ،
ولن تعدو جهود كفار مكة قدرها ، ولن يخفضوك والله أراد رفعك ، ولن يذلوك والله اراد أن يعزك ، ولن يهينوك والملك الحق اراد ان يكرمك ،
فلتقر عينا بالكفاية والنصر وصدق الوعد ، ولتصدع بأمر الله
مهما مكروا بلا خوف ، ولتعرض عن جهل الجهلة مهما احتقروا
بلا ذلة ،
ولتسل بالمنزلة العظمى في الملإ الأعلى ، فلا يضق صدرك بما يقولون ،
{{ فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }}
لئن كانت بيوت مكة تغلق أبوابها دونك ، فهذه السموات السبع تفتح لك أبوابها ، لئن كان سفلة الكفرة تعبس وجوههم في وجهك الأكرم ، ويستقبلونك بالشتائم والألقاب السيئة التي أبعد ما تكون عنها ،
فها هم الصفوة المختارون من أنبياء الله تعالى يملأون سمعك الطاهر ، مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، مرحبا بالنبي والأخ الصالح ، وهاهم يغبطونك على مقامك المحمود وقربك المشهود ،
{{ والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى }}
ألا فليخسأ أبو جهل وأم جهل وابن جهل واخوجهل ، من كل جاهل بمقامك ومنزلتك ودرجتك ، جاف في معاملتك ،
فلن يعدوا أحد منهم قدرة ، وليتبوأ محمد صلى الله عليه وسلم درجته الرفيعة عند رفيع الدرجات ، وليقر عينا بفضل الله العلم
{{ وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما }}
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم أعظم حظنا من محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة