طوقنا العدو .. والنصر صبر ساعة / محمد عبد الله ولد سيدي

جهود جبارة بذلتها وتبذلها اللجان الوزارية  للتصدي لجائحة كورونا التي  باتت كابوسا يؤرق البشرية وينذر بتدميرها ، وجاءت جهود الحكومة الموريتانية التي تم تنفيذها بسلاسة و فاعلية حاسمة ، واستطاعت في وقت وجيز بناء رؤية واضحة المعالم ومتكاملة الأهداف للحد من مخاطر الجائحة العالمية التي اجتاحت دون هوادة ، وفي وقت وجيز دولا كانت في الأمس القريب مثالا في القدرة على التصدي للمخاطر بفعل وفرة الوسائل المادية والبشرية التي تملكها.. يبدو أن المعادلة ستتغير بعد هذه الجائحة فوفرة الموارد ليست بالضرورة هي المرجح والمقياس الوحيد في نجاح الحكومات والدول في الحفاظ على سلامة مواطنيها ، بل إن الإجراءات الوقائية والاحترازية هي الطريق الوحيد للنجاة من هذا الوباء وستكون التجربة الوطنية في هذا المجال حافلة بالمثالية  ولإنجاز.

يمكن لبلادنا أن ترفع رأسها بكل فخر واعتزاز بالحصيلة المشرفة للعمل الحكومي منذ بداية أزمة جائحة covid19 ، وبات جليا أن المقاربة الوطنية بهذا الخصوص مبنية على أسس الشفافية والمصارحة والمواجهة الميدانية  بسلسلة من الإجراءات الوقائية مست جميع مناحي الحياة اليومية للمواطنين ، وقد حدد خطاب فخامة رئيس الجمهورية المعالم الكبرى للمجهود الوطني الرامي للتصدي بكل ثقة وحزم للتأثيرات المحتملة للجائحة العالمية .

حين كانت الجائحة على مستوى جمهورية الصين ـ الصديق المثالي لبلادناـ لم يعطي العالم للأمر كبير عناية ، بيد أن الحكومة  الموريتانية لم تكن كذلك وظلت تراقب عن كثب تطورات الوضع على المستوى العالمي وشكلت في وقت مبكر خلية للمتابعة والتقييم ثم لاحقا شكلت عدة لجان وزارية للإشراف على المواجهة الوطنية مع الجائحة ، ولقيت أخبار الجائحة متابعة قوية وصارمة من الإعلام الوطني خاصة على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي بشكل عام الذي يمكن القول إنه كان في مقدمة بناء رأي وطني ـ رغم بعض الشطط  الذي سكن البعض للأسف وتعمده نشر الأخبار الكاذبة والشائعات ـ  حول مخاطر الجائحة العالمية المنذرة بالخطر.

   اليوم يتلقف العالم من خبراء صحة ودبلوماسيين وإعلاميين التجربة الموريتانية بكثير من الحفاوة والتقدير ، بل إن بعضهم دعا الدول الإفريقية إلى الاحتذاء بالتجربة الموريتانية ،والأكيد أنه لم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا وعي شعبنا العظيم واليقظة والصرامة التي تعاملت بها قيادتنا الوطنية من أجل تطبيق صارم وحازم للإجراءات الاستباقية التي تبنتها قيادتنا في ظرف قياسي ، وكانت حزمة القرارات التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والهادفة إلى دعم المواطنين والحد من المخاطر الاقتصادية التي ستخلفها الجائحة بالغ الأثر على الحياة اليومية للمواطنين .

لقد كسبنا معركة وتمكنا أكثر من زمام المبادرة والتخطيط  لكن الحرب لم تنته بعد ، وجدير بنا أن نواصل العمل بذات القوة والاندفاع والتضحية ، وأن نكون عونا وسندا لمن هم في الخطوط الأمامية للمواجهة ، خاصة من الأطباء والممرضين والجنود والوكلاء وضباط الصف والضباط ، الذين تخلوا عن راحتهم وخاطروا بحياتهم من أجل الوطن ، وأفضل مساهمة نقدمها لهؤلاء الأبطال في هذه الحرب هي التزام الإجراءات التي تطبقها الحكومة بكل صرامة وحزم .

 

8. أبريل 2020 - 11:47

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا