إن المتتبع لفيروس كورونا كوفيد 19 يدرك أنه أصبح مشكلة عالمية وخلف آلاف الضحايا ورفعت بعض الدول الصناعية الكبيرة راية الاستسلام البيضاء في وجه الفيروس وصرحت بأنها غير قادرة على فعل أي شيء حياله مثل إيطاليا و اسبانيا. و إذا كان هذا هو حال دول العالم المتقدمة علميا واقتصاديا فما بالك بالدول السائرة في طريق النمو.
وخلافا للتوقعات فقد فاجأت التجربة الموريتانية في مكافحة انتشار الفيروس المراقبين حيث بادرت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية حيث أمر فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتاريخ 13/3/2020م
بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع دول الجوار كما أغلقت المطارات والموانئ أمام حركة الطيران و السفن باستثناء الشحن طبعا.
كما تقرر وضع جميع القادمين إلى موريتانيا جوا وبرا وبحرا في الحجز الصحي لمدة 15 يوما حيث تم تأجير فنادق و إقامات تمكن الوافدين من قضاء فترة الحجز في ظروف ملائمة.
كما ألقى فخامته خطابا هاما بتاريخ 25/3/2020
طلب فيه من جميع المواطنين التزام تعليمات السلطات الصحية و الإدارية كما أعلن أن الدولة ستتحمل دفع فواتير الكهرباء والماء لمدة شهرين عن الأسر الهشة والضعيفة. كما أعلن سيادته عن منح مساعدة مالية شهرية ل 30000 أسرة.
كان لهذة القرارات الهامة التي اتخذت في فترة وجيزة انعكاسات إيجابية في مواجهة آثار انتشار الفيروس حيث ساعدت التوعية و حظر التجول في عدم انحساره ولم تتجاوز الحالات التي أعلن عنها وزير الصحة بكل شفافية ست حالات على عموم التراب الوطني شفيت منها اثنتان شفاء تاما و لاتزال ثلاث حالات تتلقى العلاج وقد تجاوزت مرحلة الخطر ونتمنى لهم الشفاء العاجل بينما أعلن عن وفاة سيدة موريتانية رحمة الله عليها. ومن الجدير بالذكر أنه لم تسجل حالة جديدة منذ تاريخ 30/3/2020
و أنتهز هذه الفرصة لأتقدم شخصيا بتهنئة وزراء الصحةو الداخلية والتجارة والطواقم العاملة تحت إمرتهم على العمل الدؤوب و الجهود القيمة التي بذلوها من أجل المحافظة على سلامة المواطنين والحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد19.
كما لا يفوتني أن أنوه بدور الشرطة والدرك والجيش في حماية الحدود و تطبيق حظر التجول من الساعة السادسة مساء لغاية للسادسة صباحا.
ولن أختم هذا المقال دون الإشادة بالدور الطلائعي الذي قامت به كتائبنا البيضاء التي ترابط في الخطوط الأمامية و أخص بالذكر الأطباء والممرضين والفنيين الذين عرضوا حياتهم لخطر محدق في سبيل حماية الوطن والمواطنين.
كما أنوه بعمل الصحافيين والمدونين الصادقين الذين لعبوا دورا هاما في تنوير الرأي العام والتوعية بخطورة المرض وضرورة الالتزام بالحجر الصحي.
وقبل أن أنهي هذا المقال سأتقدم ببعض النصائح للمواطنين الغيرون على وطنهم وصحتهم من أجل سلامة الجميع
1_ علينا جميعا كمواطنين موريتانيين أن نلتزم بالتعليمات الصحية والتوجهات الأمنية من أجل سلامتنا جميعا وسلامة الوطن من جائحة كورونا
2_ أطلب من الدولة أن تضرب بيد من حديد على كل من يتهاون بموضوع الفيروس أو يمتنع عن الحجر الصحي أو إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
3_ علينا كمواطنين تحمل المسؤولية الكاملة اتجاه وطننا والحفاظ على سلامة الآخرين من كل ضرر سواء كان ماديا أو ضررا لفظيا وأن نلزم بيوتنا و لا نخرج إلا للضرورة.
4 أطلب من الجميع المساهمة في محاربة انتشار هذا الفيروس كل حسب موقعه ومكانه سواء كان موظفا حكوميا أو تاجرا أو منميا أو سياسيا أو ناشطا في المجتمع المدني أو مواطنا عاديا.
5_ أدعو جميع المواطنين سواء داخل الوطن أو خارجه معارضة أوموالاة أن نكون على قلب رجل واحد وأن ندعم الجهود الحكومية في هذا الظرف الحساس حتى ترجع الأمور إلى طبيعتها
والحمد لله تشير المعطيات الأولية أنه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فسترجع الأمور إلى عادتها قبل حلول شهر رمضان المبارك.
ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا البلد وجميع بلاد المسلمين من هذا الوباء
حفظ الله موريتانيا من كل مكروه
حفظ الله جميع المواطنين والمقيمين على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية