كم من الشعوب جعلت الأزمات التي تعترضها والنكبات التي تتعرض لها فرصة للتقدم والنهوض فالأمثلة كثيرة ومن اكثرها بروزا في أذهان الكثيرين التجربتين اليابانية و الألمانية. إننا نحتاج لحافز يحفزنا على التعامل بجد وفعالية مع مشاكل كبرى تعيق نمونا وترسيخ أسس وحدتنا بما يوفر شروط. ازدهارنا وتمتعنا بما تتوفر عليه بلادنا من ثروات في مياهها وعلى سطحها وفي تخومها ثروات تفتقر للخبرة والأمانة والجدية في التخطيط والمتابعة والتنفيذ إن معركتنا ضد الفيروس منتهية في أسابيع أو شهور في أقوى الاحتمالات لأن العالم كله يعكف على البحث عن علاج و لقاح و كل يوم يشهد تقدم خطوة في هذا الاتجاه و مهما كان فإن الشيء الملح بالنسبة لنا أن نعمل لجعل الظروف الجديدة والمشاكل التي برزت و التي ستبرز فرصا لوضع سياسات جديدة تعالج الحاضر وتؤسس لمستقبل أفضل في السياسة والاجتماع والاقتصاد. نؤسس بها نهجا جديدا و سياسات جديدة تتناسب ومتطلبات إنساننا ومحيطنا وحاضرنا ومستقبلنا.
إن استمرار سياساتنا المتبعة قبل الآن في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد غير ممكن تصوره فتعاملنا مع معالجة الوحدة الوطنية يتطلب سياسة جديدة لمواجهة مخلفات العبودية والتهميش ونقص المساوات فاعتبار مخلفات ماض الاسترقاق يكفي فيه إلغاؤه بقوانين وصندوق أو صناديق للمعونات. أو وجود مشاريع صغيرة هنا أوهناك غير صحيح. كل ذلك لا يعالج المسألة ويجب من الآن أن نعلم أننا لابد أن نضع سياسة جديدة واضحة تشترك فيها جهات كثيرة تعمل ضد عدم المساوات بكل أشكاله. هذه السياسة يجب أن تشترك فيها الجهات التالية. المنتخبون بنوعياتهم المختلفة والإداريون و القضاة والعلماء وخطباء المساجد والوجهاء والإعلام بجميع أنواعه كل هؤلاء الفئات يجب تعاونها حتى يمكن خلق نظرة جديدة وروح جديدة تجسد حقيقة المساوات و التماثل التام بين المواطنين.
وإن من شروط خلق ظروف عادلة جعل المواطنين متساوون في جميع الفرص بما فيها ملكية الأراضي وتكوين المؤسسات وفي التعليم. ففي التعليم لابد من إعادة النظر في طرق التمدرس الحالية حتى لايبقى التمدرس أدات تفريق للمواطننين بدل توحيدهم وتوفير شروط انسجامهم... وللمزيد من خلق ظروف الوحدة والانسجام لابدمن إنهاء ترك كثير من الأعمال للسود ورفض جزء من المواطنين لبعض الاعمال لأن ذلك مظهرا من مظاهر عدم المساوات كما أنه يضعف وحدة التوجه لبناء الوطن بأيد كل مواطنيه إن استمرار قبولنا لهذه الوضعية وهذه السلوكيات يسهم في تعميق الشرخ بين مكوناتنا و يجب وقفه ومحاربة ممارسته. ولأن تغيير هذا السلوك ليس سهلا رغم أهميته فإنه لذلك يتطلب عمل الكثيرين بل عمل الجميع إننا ببساطة نحتاج أن نبدأ سياسة واضحة تستهدف تغيير عقليات متحجرة بدون تغييرها لن يمكننا علاج ضعف الأنسجام والوحدة الوطنية.
ويجب في مضمار الوحدة الوطنية فتح حوار صريح مع المكون الزنجي الكريم وإنهاء التظلمات التي يعبر عنها تيار مهم في المكون يجب التحقيق مما جرى في الماضي ولتكن المسامحة بعدالمصارحة كماجرى في جنوب إفريقيا على يد الزعيم العظيم نيلسون مانديلا وحتى يكون الانسجام كاملا يجب توضيح كل شيء والعمل بثقة وانسجام.
فبدون الوحدة الكاملة والانسجام المطلق فلن ننجز انطلاقة جديدة لتحقيق مجتمع ينعم بالسلم والاطمئنان ويبني وينجز أعمالا تخدم السعادة والرقي والتقدم.
وفي الاقتصاد يجب تأكيد الأولويات بما يناسب الحرص على تجنب تأثير ظروف الكساد العالمي على موطنينا إن هذه الظروف سينجم عنها تغير كبير في ظروف حركة الرساميل لأن البلدان المتقدمة ستحتاج كل فلس لديها لعلاج اختلالات كبيرة ستعرفها وبطالة واسعة. وستفلس مؤسسات كثيرة .كل ذلك سيجعلنا نحتاج لاستخدام إمكانياتنا المتواضعة بدقة وترشيد لم نتعوده في الماضي وبتخطيط وتوجيه نحو الجهات الأكثر أولوية بالتركيز عليها.سنجد أنفسنا نركز على استغلال أفضل الإمكانيات الزاراعة في ضفة النهر وفي فم الاغليت وآفطوط ومختلف المناطق الزراعية .وسنعمل بشكل أفضل لحماية الطبيعة وحماية مابقى من مناطق رعوية قابلة للاستفادة منها لننقذ مايمكن إنقاذه من الثروة الحيوانية. وسنعمل الممكن لعلاج الحالة التي تعيشها ثروتنا السمكية وكيف يمكن أن نجعلها مع الثروة الحيوانية من مصادر توفير العملات التي سنعتمد عليها مع مايمكن توفيره من الثروة المعدنية لتكون بديلنا عن مصادر التمويل التي كانت تأتي من الخارج والتي لن تكن باليسر الذي كانت به وفي الوقت نفسه سيكون علينا أداء الديون وخدمتها في مستقبل غير بعيد مهما كانت المهل التي سيتفق عليها ةالدائنون.
إن خلاصة القول اننا نستطيع ويجب أن نعمل لجعل هذه الظروف التي أوقعتنا فيها أزمة كوفيد ١٩ نجعلها نقطة بداية لسياسة جديدة تصحح مسارنا في سياسات سابقة تحتاج التصحيح من جهة. ومن جهة أخرى نتهيؤ لظروف تختلف عما كان عليه حالنا وحال العالم ونضع سياسات تضمن ذلك وتجنبنا اختلالات ومآزق يمكننا بالوعي والتخطيط من الآن تجنب أكثرها..أو تخفيف مفاعلها على الأقل.