اتضح اليوم١٨/٤/٢٠٢٠ خلو الوطن الموريتاني ، ولله الحمد، من إصابات مؤكدة بوباء كورونا المدمر،
وذلك بعد اتخاذ الجميع الإجراءات الاستباقية للوقاية منه، وسد الباب أمام دخوله من الخارج مهما كان ذلك الخارج، وكل ذلك لردعه قبل انتشاره.
وبهذه المناسبة نجدد شكرنا لله تعالى، كما نثمن عاليا تعامل السلطات الموريتانية مع الخطر قبل فوات الأوان وفي الوقت المناسب ، فكان لحسن تقدير المسؤولين للخطر ماله في تحصين البلد تحصينا محكما ،وكذلك التخطيط الحصيف لمحاصرة الحالات الوافدة بصرامة تامة، فكانت النتائج محمودة على كل المستويات.
كما أن للمجتمع والشعب نصيبه المستحق من العرفان بالجميل لمستوى تجاوبه ووعيه وتقديره للعواقب المهددة للفرد والمجتمع والدولة، ولطواقم الصحة والأمن ما لجنود الصفوف الامامية من الشكر والتقدير على التضحيات والاستبسال في سبيل حفظ الوطن والمواطنين .
وهذا توفيق من الله منً به علينا، فعلينا مواصلة هذا النجاح الباهر، بنفس الأسباب والآليات السابقة، وأهمها:
الاجراءات الاحترازية الاستباقية
تنمية الوعي بصحة المقولة "الوقاية خير من العلاج.
عدم الغرور بما حدث من نجاح، فهو نجاح قبل دخول الخصم للميدان أو للمعركة، والانتصار سهل على غائب.
وليس لعاقل أن يتصور استطاعتنا لما عجزت عنه أقوى دول العصر في كل المجالات:
(من الصين واليابان، مرورا بأوروبا وانتهاء بأمريكا)
إن من الحكمة أن ندرك خطر اللحظة ونقدر الأمور حق قدرها، ونحسن مواصلة المحافظة على الصحة كما أحسنا تقدير الخطر قبل وصوله إلينا فتخندقنا عنه كما تخندق الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة عن الأحزاب لتفوقهم الظاهر في العدد والعُدًة (يدرك بالحيلة مالا يدرك بالقوة)، إن تمسكنا بالنصر ومحافظتنا عليه مؤشر حسن تقديرنا وتدبيرنا ، وذلك لا يتسنى بعد انتشاره لا قدر الله، فقد أعيا الوباء معظم الدول المتقدمة في كل المجالات لعدم حسن تقدير الخطر قبل دخوله وانتشاره، فلما نزل بساحتهم ساء حالهم وصار مآلهم نقطة استفهام متحيرة رغم توفر أسباب الانتصار، ولكن غاب حسن التقدير فساء التدبير والمصير.
إن من مؤشرات الكفاءة في تسيير الشأن العام:
تقديم حفظ نفوس الناس على غيرها (من الدواعي الاقتصادية..)
حفظ الدين والأخلاق، وذلك في الصحة والعافية والسلم
حسن ترتيب الأولويات
تقديم المصالح العامة على الخاصة، مهما كان الإغراء
تقديم رأي أهل الذكر المختصين من اولي الألباب على غيرهم،
قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)،
وكما قيل (الفرص لا تصاب تباعا)،
و(العاقل من اتعظ بغيره).
فما هو متاح قبل دخول الفيروس وانتشاره ليس متاحا بعد استدعائه وانتشاره....الا هل بلغت؟
حفظ الله موريتانيا والامة العربية والإسلامية وسائر البلاد والعباد من كل سوء وبلاء ووباء.