لا رياء في ان الاجراءات السريعة التي امر بها الرئيس كانت مهمة و فعالة و ساعدت بإذن الله في تطويق جائحة فيروس كورونا المستجد Covid19 بصفة جيدة في بلادنا لحد الساعة.
و يدرك العالم بأسره تبعات هذه الجائحة، التي اخذت الناس على حين بغتة، على جميع الاصعدة سواءً كانت اجتماعية، اقتصادية، بيئية و جيو سياسية خاصة في الدول الفقيرة.
و يمكن بعجالة استخلاص ما يلي :
- غياب مجلس علمي صحي حقيقي { لجنة اشراف وطنية} يضم اطباء من الجيش، الصحة،البيطرة، البيولوجيين، ...) يعتني بالصحة العمومية و التدخلات الاستراتيجية في هذا المجال؛
- عدم كفاية الاستراتجية الصحية الواضحة المعالم والتي تاخذ في عين الاعتبار تنسيق الجهود في حال ظهور الاوبئة الكبيرة، التكوين و التكوين المستمر للطاقم الصحي من ممرضين، مساعدين، فنيي صيانة، مختبرات، دكاترة و اخصائيين خاصة في مجال الانعاش و الوبائيات كما تاخذ في عين الاعتبار التحسيس و الوقاية، ....؛
- عدم كفاية و احيانا غياب الضروريات اللوجستية للمراكز الطبية رغم المبالغ المهمة التي صرفت في مجال الصحة الا انها تمت بارتجالية فهي ان كانت اقتنيت في الحقيقة فإنها في اغلب الاحيان غير مستعملة و بعضها ما زال في اكياسه (على سبيل المثال تتوفر بلادنا على اكبر تقدير على عشر اسرة جاهزة و تعني جاهزة مع طاقم خاص لكل سرير يتالف من ٣ عناصر للمراقبة على مدار اليوم)
- غياب استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة الطوارئ، و هنا لابد من التاكيد مرة اخرى على فعالية الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في ظرفية خاصة و في وقت قياسي.
و بناءا على ما سبق اقترح ما يلي :
- انشاء مجلس وطني عالي للصحة العمومية؛
- اعداد فرق طبية عسكرية عالية التكوين في مجال محاربة الاوبئة و التدخلات الصحية (استراتيجية صحية عسكرية)؛
- اعداد استراتيجية جديدة للصحة اعتمادا على مبدأ one Health اي صحة واحدة ( ييئية، بشرية و حيوانية)؛
- اعداد استراتيجة جديدة للطوارىء الصحية و البيئية؛
- اعداد استراتيجية جديدة للامن الغذائي؛
- اعداد استراتيجة اقتصادية تاخذ في عين الاعتبار امتصاص الازمات الصحية و البيئية تاخذ في عين الاعتبار الضمان للموسسات و الشركات و الافراد الذين يزاولون انشطة اقتصادية معرضة لمخاطر هكذا وضعية.
و في الاخير ينبغي التنويه على ان العالم معرض اكثر فاكثر لهذا النوع من الازمات ذلك لان الفيروس لم يكشف بعد عن اسراره خاصة فيما يخص التحور الجيني.
حفظ ارضنا ارض الرباط من كل بأس و تحية الى الطواقم الصحية و الجيش و الامن و المنتجين و المزودين بالمؤن الذين ابلوا بلاءا حسنا في هذه الظروف الاكثر من استثنائية.