حاول المفسدون من تسعة رهط قتل النبي صالح عليه السلام فاتفقوا عليه إن كان صادقا عجلوا بقتله و إن كان كاذبا ألحقوه بالناقة لكن الله أهلكهم برمي من الملائكة ليُتهم صالح في قتلهم و تَمنع قبيلته عليه الأذاء
فالحكمة تتطلب في كثير من المواقع العقل و التعقل و التنازل و عدم السعي وراء الضغينة و تصفية الحسابات فليست كل الأوقات ممطرة و ليست كلها أيام جفاف عجاف و تدبير المصالح و أحوال الناس تتطلب التغاضي و عدم خلط الأوراق أو الإحتكام إلى إملاءات النفس الأمارة بالسوء.
لا سبيل في ظروف كالتي تمر بها بلادنا و الإنسانية جمعاء أن يقف بعضنا بعضا لترقيم الأحداث و ترتيبها إذ لا أولوية الا واحدة و هي التخفيف عن كاهل الناس و إسعادهم و ليس الوقت مناسبا أن يُمنع عمرو أو زيد من ذلك على أي خلفية كانت فأوراق الشجرة لا تتساقط مرة واحدة بحلول الخريف و عيدان الحطب منها القوي و المتآكل و الحية تَرضع الثديات ساعة الضيق.
نحن في أمس الحاجة إلى أي جهد يُبذل لمسح أحزان الناس و إشباع بطون الجائعين منهم و معالجة المريض و تأمين الخائف و المسح على رأس اليتيم و نحن نستعد لإستقبال أفضل أيام الدنيا و شهورها و علينا أن نتجاوز الحسابات السياسية الآن و نتخلى و لو مؤقتا عن سياسات الولاءات و التخندق و تجييش الناس و تقسيمهم بين معارض لكل شيئ و " من هو مستخف بالليل و سارب بالنهار"
ليس الوقت مناسبا لتوجيه الإتهامات و لا للمحاكمات و لا تنفيذ الأحكام فرجاء لا تمنعوا التوبة و لا تواجهوها و إن ظفرتم بقتلها فلا تسْعوْ لموت الفضيلة أو إذلالها.