تقف بلادنا التي استعدت لكل سناريوهات تطور الوضع الذي فرضه فيروس كوفيد١٩ المتجدد الذي هاجم الكون و وضع الإنسانية في مأزق لم يشهد
التاريخ له مثال لقد عرف تاريخ البشرية أوبئة كثيرة وكوارث حفظت الأسفار الكونية التي لدينا تفاصيل وجوانب مختلفة منها ولم يروي لنا التاريخ وبائا انتشر بالمستوى الذي انتشر به هذا الكوفيد١٩ ( كورونا ) الذي لف الكرة الارضية في مدة قياسية و أظهر من العنف وسرعة الانتقال والغرابة والغموض الذي حير العلماء والساسة وأربك أقوى الدول و أكثرها تقدما في جميع المجالات وفي مجال الطب خاصة.وأظهر ضعف وعجز البنى التحتية الطبية واللوجستية وعدم أهليتها لمواجهة الكوارث فوق العادية.
وفي هذه الظروف والأجواء أظهرت سلطاتنا مستوى من النضج واليقظة والقدرة على الاستجابة لهذه الظروف شديدة التعقيد والذي يشيب لها رأس الوليد كما يقال.. لقد كانت إجراءات السلطات الحازمة والشاملة لعدد من الجوانب التي شكلت جميعها تحقيق إجراءات الوقاية والحزم في الاحتياطات مع مراعات متطلبات حياة المواطن وخصوصا الأضعف والأكثر هشاشة وإمكانية التأثر بالأغلاق وتوقيف النشاطات المطلوب لتوفير الوقاية من تفشي الداء. فكان صندوق التضامن وكانت تخفيضات لأسعار الماء والكهرباء وتخفيضات جمركية كبيرة مكنت من التحكم في أسعار المواد الأساسية منخفضة وتسهيلات أخرى كثيرة ومما جعل إجراءات الوقاية والحزم التي تبنتها سلطاتنا مفيدة وفعالة الموقف البطولي الرائع الذي وقفته الكتائب البيضاء من جيش وزير الصحة الدكتور نذيرو الذين تمتعو بمستوى من الشجاعة والإخلاص والتفاني في خدمة وطنهم ومواطنيهم و التضحية بكل شيء شؤون أسرهم وأمنهم وسلامتهم الشخصية في سبيل دفع الشر عن الوطن ومحاصرة الداء.. لقد بذل أطباؤنا وممرضونا وجميع عمال قطاع الصحة لدينا مايعجز البيان عن وصفه وتثمينه .كل هذه المواقف من سلطتنا ومن قطاع الصحة ومسيريه أوجدت بتوفيق الله حالة أقل خطرا وأقل سوء مما هوالحال في منطقتنا..
ولأن العالم كله يبحث عن تخفيض الإغلاق وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية فإن بلدنا لابد أنه يبحث ويفكر في تخفيف الإغلاق ماأمكن مع المحافظة على إجراءات التوقي والحذر ولقد أظهرت تغريدة لسيادة الرئيس حجم المعضلة التي تواجهنا حيث الحاجة لوعي المخاطر المحدقة بسبب اشتعال بؤر الوباء في المنطقة والعالم و الحاجة في نفس الوقت للتطبيع ماأمكن إننا في هذه المسألة يصدق علينا المثل العاميى (( يلال يكان كلت العيش ويلال يكان ماكلت)) .هذ الأمر يطرح أمورا في غاية التعقيد على المسؤولين عن القرارالذي سيتخذ .فكيف لانخفف الإغلاق ونخفف الأجواء ونتيح الفرصة للنشاط والسعي المثمر ؟ وكيف لا نستمر بالمحافظة على الممكن من التباعد بين السكان ومراقبة الحدود حسب الإمكان.؟
إن الموقف الذي تختاره سلطاتنا هوالموقف الذي يجب الخضوع له ودعمه لأن ذلك من أهم أسباب نجاحنا في دفع الضر .. الوحدة والخضوع لدواع السلامة التي تقررها الجهات المسؤولة وهي الأكثر اطلاعا على مايجري في الداخل والخارج.ولأن سلطاتنا تبحث وتدرس مختلف الاحتمالات وهي موفقة إن شاء الله لاختيار الأفضل. لايسعنا إلا إبداء بعض الملاحظات أولا: يجب المحافظة على الممكن من اليقظة والتباعدالذكي في الوقت عينه لابد من فتح المجال للنشاطات المفيدة والعلاقات بين أرجاء الوطن من أجل حياة عادية للمواطنين .إن إجراءاتنا في كل الأحوال لم تكن إلا جزئية لم تكن تشمل كل الأمور التي تشكل خطرا بسبب تعقيدات كثيرة اجتماعية ودينية وعقليات متحجرة .ولذلك أية تسهيلات لاتعد تغليب جانب الضرورات الملحة على بعض اعتبارات السلامة .
ثانيا: إن وضع الحدود لايمكن فيه إلا ان نكون واقعيين فالحدود مع مالى تتطلب فهما دقيقا لحالها نحن ومالي شعبان في دولة واحدة .فخمس ولايات على الأقل تعيش مواشيهم و أهلها في مالي طول السنة وليست مسألة أفراد يتنقلون وسيارات لتجار ينقلون البضائع. إن الأمر أعمق من ذلك بكثير فسكان الحوضين والعصابة و غيدي ماغة يوجد كثير منهم مع مواشيهم طوال السنة في مختلف مناطق مالي .والوضع مع السينغال قريب من هذا بالنسبة لولايات اترارزة و لبراكنة وغورغل .فالتعامل مع حدود الدولتين يتطلب فهما ودقة ومستوى كبير من المرونة لكي لانقع في أخطاء فادحة تؤثر على فعالية إجراءاتنا...
ثالثا: قديكون من الضروري إدخال المواطنين الباحثين عن الدخول إذا عرفناهم خوف دخولهم دون علمنا لأن الحدود الجنوبية تساعد على ذلك بسبب اتساعها وصعوبة مراقبتها .ومع أهمية ماجرى من تعاون بين الحكومات وماتم من محاولات من طرفنا لضبط الحدود تبقى مسألة الحدود أصعب وأكثر تعقيدا.
إن الذي يتضح هو أننا مرغمون على المحافظة على اتباع السبيلين الوقاية واستمرار اليقظة والسماح ببعض الانفتاح والمرونة مع إكراهات الواقع و الجغرافيا والمصالح الآنية .وأيا كان الخيار فإن ماتحقق حتى الآن يدعو للتفاؤل والله نسأل دوام التوفيق.