وفاء لايعرف الخوف ولا الملل! / عبد الله ولد حرمة الله

عبد الله ولد حرمة الله"يمكن لقوى الظلام أن تدوس على الأزهار، لكن لا يمكنها أن تمنع الربيع" تونس، الذكرى الأولى لثورة الياسمين/ رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز 

كنت زوال السبت، على وقع هتافات و حماس أكثر من ثلثي سكان العاصمة، قد استقبلت فخامة رئيس الجمهورية.. الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله..و كفى. بذهني علقت صور من لقاء المحب للمحب، الذي جسده حميمية الاحتضان وروعة صور اللقاء:

كهل محتشم الوسامة؛ أدار حبلا رقيقا على حزامه لتلتئم أطراف دراعته التي أخذت من السماء لونها، ومن عاتقه تدلى حبل آخر أكثر رقة به علق إناء قديم.. على عمامته استقر طبق مستعمل، وعلى صدره صورة رئيس الجمهورية، وفي عنقه قطعة كرتون كتب عليها بحبر أزرق جاف: أهلا وسهلا.. عاد الأمل للفقراء.

يافعة، تتلقف قبعتها البيضاء أشعة شمس استشاطت تحت وقعها الشائعات؛ تخطوا على وقع العودة، ترفع إشارة النصر بأصابع يدها اليمنى، ويزدحم في اليسرى، علم وطني، وصورة رئيس الجمهورية، المفاتيح، الهاتف.. وحماسا، يحيلها رجع مهرجان ناجح.. لم تتوقف عن الصدع بكاملها؛ فرحة وحبورا.

على كتفي رجل هادئ، أخذ عزيز راحته وطفق يغني خامات السعادة، فرحا بأن جادت عليه السماء بإطفاء شمعته السادسة يوم فرحة الموريتانيين بعودة رئيسهم.

بجنزه الهابط وخوذته الممتلئة بروائع "الإيبوب"، كان شاب بلغ سن التصويت حديثا، يتوسط شلة بألوان موريتانيا، وسلوك الحضر.. كان فتيل حماسه ينشد، ورفاقه يرددون: من أجل موريتانيا ضحيت.. من أجل موريتانيا نحميك.

بملحفتها المتهالكة، وخطاها السريعة، كانت سيدة "الترحيل" تمضي بين جموع المستقبلين، والحمد والثناء يلحقان؛ على سلامة رئيس الجمهورية.

ما بين المطار والقصر الرئاسي؛ نهضت موريتانيا الجديدة، سالمة كمجد المرابطين، وللشعب انحازت كطموح رئيس الفقراء.

حركة الجماهير على مدى ستة أميال، نطقت جمالية "كنو" الراحلة فاطم بنت عوه، وانتشت حناجر لاتعرف الخجل: ياموريتان أعليك امبارك الاستقلال، الاستقلال، الاستقلال..كان الأخضر بنجمه وهلاله الذهبيين يظل الحشود الجميلة.. وموكب رئيس الجمهورية تحمله زغاريد شعب أعاد إليه كرامته وحقوقه غير منقوصة، بعد عقود من التغييب والتهميش.

كانت أجواء عيد الاستقلال المبارك التي تظلنا هذه الأيام، تثير حماسهم أكثر للتشبث بإعادة تأسيس الأمة الموريتانية بقيادة ابنها البار، الذي ضحى أكثر من مرة من أجلها، محمد ولد عبد العزيز.

حشد المطار جسد أوبيرا جميلة، جادت عرفانا بالجميل للأطباء والممرضين الوطنيين والفرنسيين على المهارة والمسؤولية والإنسانية التي تميز بها عملهم الجبار الذي سلم الله به وشفى إصابة رئيس الجمهورية.

ظهر ساكن قلوب الموريتانيين، أنيقا كأمراء العرب، واثقا كفاتح الأندلس، بارزا كحضور الأمة الموريتانية في حيز الموروث الحضاري للبشرية، من على "بيرون الإيليزي"؛ لحق جسد سليم يحتضن عقلا؛ أدمن رفع هامة موريتانيا.

بالقائد البطل، والرئيس المنتخب؛ من قلبي ينطلق الترحيب ومن ذمتي وفاء لايعرف الخوف ولا الملل لموريتانيا الجديدة، وملهمها المظفر

26. نوفمبر 2012 - 0:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا