دروس مستخلصة..الزراعة..واقع صعب..وآفاق واعدة / د.سناء محمد ناصر

كتب الله للزراعة ان تظل علامة بارزة في تطور الجنس البشري من حياة الفوضوية في سبل العيش الي حياة الاستقرار والإنتاج، ولآهميتها ذكرها الله سبحانه وتعالي مضرب مثل في مضاعفة الثواب والغني وكأثر من آثار رحمته ودليل على اعجازه.

آن الدول التي امتهنت الزراعة واعتمدت عليها تعد اليوم علي راس اقتصادات العالم كالولايات المتحدة والهند والصين التي تحتل المركز الاول عالميا كاكبر قيمة انتاج زراعي في العالم.

ومع ان القيمة الكلية للناتج الزراعي من الناتج العالمي الإجمالي لا تتجاوز اربعة بالمائة إلا آنها تعتبر النشاط الأكبر امتصاصا للبطالة حيث تستحوذ على أكثر من ثلاثين بالمائة من عمالة العالم.

ومن المعلوم ان الدول التي وجهت اهتمامها للقطاع الزراعي في مراحل معينة قفزت اقتصاداتها بشكل جنوني فالصين مثلا مع اهتمامها الجديد القديم بالزراعة وسبل تطويرها قفزت في وقت قياسي لتنافس على المركز الاول عالميا ولولا الزراعة لما استطاعت ان تمتص حجم البطالة الناتج عن التطور الديموغرافي، ونفس الشيئ بالنسبة البرازيل التي احتلت مراتب متقدمة في معدلات النمو عالميا لم تكن لتصل لتلك المرحلة لولا الاهتمام المنقطع النظير في الاستثمار الزراعي بشكل عام.

ان سبل قواعد العيش الكريم لتجسد القاعدة المعروفة التي تقول "لا خير في امة تآكل مما لا تزرع”، فلا اري أهمية للتعليم والصحة تفوق أهمية الزراعة التي ارتبطت باقوات الناس ومعيشتهم، وبالتنمية والتطور الاقتصادي وبالصناعة أيضا، فالزراعة تجارة لا تبور وطعام لا يتسنه ودعامة لا يمكن التطور ببديل عنها... فتآمين الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية سيكون له الأثر الكبير على كافة مناحي الحياة اقتصادية واجتماعية والصناعية اذ تظهر أهمية الزراعة في كل تفاصيل مسيرة التقدم.

من هنا جاء رجائي من السيد رئيس الجمهورية والتزاما بما تعهد به في برنامجه "تعهداتي" ـ الذي بدآنا نلمس فصوله في حياتنا اليومية ـ وبعد الدروس المستخلصة من مخلفات جائحة كورونا التي لا زالت يوما بعد يوم تمدنا بعبر وتجارب كثيرة، رجائي ان يكون للزراعةاهتماما خاصا وذلك بالاستعانة من تجارب بعض الدول الشقيقة والصديقة وشركائنا في التنمية في المجال الاقتصادي وفي المجال الزراعي خصوصا، كما ارجوا ان يتم البدء دون تأخير في تطبيق البنود المتعلقة بالمجال الزراعي في برنامج "تعهداتي" وبشكل استعجالي علي ان يتم الاشراف عليها بصفة مباشرة من رئاسة الجمهورية نظرا لاهميتها والحاجة الماسة لها.

البدء بزراعة المنتجات المستوردة والأكثر استهلاكا في السوق المحلية كانواع الخضار والفواكه ونمويل مزارع نموذجية للعاطلين عن العمل ودعمهم بمتخصصين أجانب ومعدات ووسائل حديثة عند الضرورة وذلك من اجل نضج التجربة واكتمالها. كما انه من الضروري انشاء صندوق خاص بالقرض الزراعي يعمل بالتوازي مع هيآة مستحدثة لتسويق المنتجات التابعة لوزارة التنمية الريفية التي نرجوا ان يغير اسمها لتصبج “وزارة الزراعة والتنمية الريفية".

إن انتصارنا على وباء كورونا لن يكتمل الا بتحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الزراعة وليس ذلك بالامر الصعب نظرا لما حبانا الله به من موارد مائيه واراضي زراعية في مختلف ارجاء هذا الوطن العظيم وسواعد أبناء يطمحون لنهضة في مستوي تطلعاتهم الجليلة ومستعدون للتضحية في سبيل ذلك وأخيرا حكامة تؤمن بالاصلاح وتضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.

واخيرا فاني كلي ثقة من ان يجد ما نصبو اليه من ازدهار وتقدم لهذا البلد العظيم في نفوسنا اذانا صاغية عند رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي عودنا على ذلك في أكثر من مناسبة اثبت لنا فيها انه يستمع لصوت النصح ويراقب بنفسه عن كثب وبحزم كل التطورات البنيوية التي يمر بها البلد في هذا الظرف الاستثنائي.

 

 

23. أبريل 2020 - 18:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا