لوحظ أخيرا، غياب كثير من الاجراءات الاحترازية التي كانت قد اتخذتها الدولة ضد فيروس كورونا كوفيد 19 المستجد. في بداية مراحله، وخفت جذوة تلك الاجراءات تدربجيا لدى الكثير من المواطنين، صاحب ذلك تهاون لدى السلطات في التصدي لذلك.
نرى ذلك جليا في وسائل النقل والأسواق والمحال االعمومية و...
إضافة للرجوع إلى مسلكيات أخرى من قبيل التصافح، والزيارات المتبادلة.
وكأن شيئا لم يكن - وإن كان ذلك ما نتمناه عكس ماكان قائما.
ولا أدري السرّ في ذلك؟
ويزداد العجب أكثر، إذا علمنا أن الأسباب التي أدت إلى إتخاذ مثل تلك الاحتياطات هي ذاتها التي ماتزال قائمة؛ إن لم تكن أخطر في الوقت الحالي من ذي قبل.
ذلك أن ما تم اكتشافه لحد اللحظة من مصابين ممن تم حجرهم، عبارة عن مواطنين قدموا من خارج الحدود، وبطريقة شرعية، تم التعامل معهم بطريقة مناسبة واحترافية؛ لتأتي ولله الحمد أكلها في النهاية.
ساير كل ذلك، القيام بحملات توعوية وتحسيسية غير مسبوقة في تلك الظرفية التي مازال الدخول مسموحا به آنذاك وكذا محدودية أعداد المصابين في دول الجوار.
أما وقد تفشى هذا الوباء، من حولنا، وأغلقت الحدود، وبدأت مخاطر أخرى، من أشدها فتكا أولئك المتسللون لواذا؛ ممن ينشطون لكسر الحصار؛ والذي قد يتسنى لأحدهم في أي لحظة كسره، بفعل الكثير من العوامل يضيق المقام عن ذكرها؛ فيصبح قنبلة موقوتة، معرضة للانفجار في أي لحظة، والأخطر من ذلك خفاء صاحبها وصعوبة الإطلاع عليه ليشكل المتسلل حامل الفيروس خطرا على الوطن.
خطر يرجعنا للمربع الأول أو إلى ماقبل النقطة الصفرية. لا قدر الله..
وفي ذلك ما فيه من هدر لكل ما أتخذ لحد الساعة من جهود وتضحيات من طرف الكل حكومة وشعبا.
هذا التوقع وهذا الواقع، يدعونا جميعا لتتبع ذات المقاربة التي تبنتها الحكومة وبصرامة، وحتى آخر لحظة.
والعض عليها بالنواجذ والتي كان لها - بعد فضل الله سبحانه وتعالى - الدور الكبير في ما حققنا وحصدنا من ثمار ونجاح حتى اللحظة.
وكانت فرصة للإشادة بها من طرف الكثبر من الجهات الوطنية والدولية.
لكن كل ذلك ينبغي ألا يدفعنا إلى الغرور أو التراخي، بل يجب أن يكون حافزا للتشبث بها والإصرار عليها أكثر.
حتى يزول الخطر الداهم، وتضع هذه الحرب أوزارها مع هذا العدو الخفي الغريب الأطوار.
لنتنفس بعدئذ الصعداء، ونبدأ حياة جديدة؛ ملؤها النشاط والحيوية، بنشوة الفوز وفرحة الانتصار.