فصل المقال فى حظر التجوال/ عبد الرحمن ولد حبسه

مما لا مراء فيه ولاجدال أن أزمة كورونا فرضت قيودا على شعوب العالم، فمنذ انتشار الفيروس واتساع انتشاره  فإنه فرض على الدول اتخاذ إجراءات لمنع استفحال انتشار الوباء بين شعوبها،  ولعل أبرز  تلك الإجراءات وأنجعها حظر التجوال الليلى ومنع السفر بين المدن ٠غير أن هذه الخطوة اعتبرها البعض حدا من حرية التنقل وحركة الناس وقطعا لأرزاقهم، فسعت بعض الشعوب لكسر حاجز الحظر مما دفع بعض الدول إلى استخدام القوة حفاظا على سلامة مواطنيها ودرء لمن تسول له نفسه التطاول والتجاسر  على النظم والقوانين المعمول بها فى هذا الظرف الاستثنائى ٠

٠وفى موريتانيا الحبيبة لم تدخر السلطات جهدا من أجل منع انتشار الوباء، فقد فرضت الطوق الليلى على كافة مدن البلاد وأغلقت المعابر والطرق فبات المواطن العادى أكثر تضررا من هذا الحظر خاصة أصحاب الحرف وربات الأسر اللواتى يبعن بعض الموائد المسائية فارتفعت صيحات هؤلاء فكانت السلطات أكثر صرامة وجدية من  ذى قبل ٠

وبمبادرة من رئيس الجمهورية تم    وضع  برنامج للتخفيف من آثار الوضع الراهن تمثل فى توزيع بعض المواد الغذائيه على بعض الأسر ذوى الدخل المحدود غير أن إشكالية التعامل مع الحظر لاتزال  تحير البعض فتراه يراوغ بين الفينة والأخرى للتلاعب والاستهتار والاستهزاء بكل  الإجراءات خاصة داخل الأسواق، فإلى متى ستظل عقليتنا ترفض كل مالم تستطع استعابه لمجرد أنه تعارض مع مصلحة شخصية ؟ أليست المصلحة العليا للبلد أولى من المصلحة الفردية؟

بلى المصلحة العليا أولى من مصلحة ضيقة، لكن فى المقابل لابد من مراعاة الظرف المادى لتلك الأسر  المعالة من طرف أصحاب الحرف والمهن ذات الدخل اليومى وهو ما وعته السلطات مؤخرا حيث أخرت ساعات الحظر لكي يتسنى لهؤلاء استغلال هامش الوقت فى أنشطتهم المختلفة ٠

ورغم ماشاب هذا الحظر من شوائب خاصة فى بعض الأحياء النائية عن مركز المدينة يظل أحد الآليات التى حدت من حركة المواطنين، فحد ذلك بدورة من عدم  اتساع هوة الوباء،'فلنع جميعا أن الهروب أمام  الفرسان لايفيد وأن الطبيب بعد الموت لايجدى نفعا ولنتجاوب مع  هذه التعليمات حتى وإن بدت فى ظاهرها عذابا، ففى باطنها رحمة لايدركها إلا من اكتوى بجحيم المرض، وإن حدثتك نفسك يوما بأن هذه الإجراءات لا فائدة ترجى منها، فقل لها يانفس اعدي النظر لعل ما أوحيت به محض سفاهة و قول وزلة لسان

ولتتذكر قول عمرو بن العاص أيام انتشار الوباء  حين قال: «إن الوباء كالنار والجند كالهشيم »، فتجنب  القوم  الازدحام    وتفرقوا فى شعاب الجبال فنجوا جميعا فبأي هذه النصائح تضربون به عرض الحائط،؟فما عليكم إلا ان تمتثلوا  فأنا لكم ناصح أمين,,

  فتفرقوا تسلموا حتى يأتى الله بفتح من عنده دمتم فى أسعد الأوقات، ابقوا فى البيت يرحمكم

 الله٠

28. أبريل 2020 - 16:25

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا