الطينطان بين المطرقة والسندان في شهر رمضان : بلا ماء ولا كهرباء / سيدي محمد داها

يعتبر الماء والكهرباء من بين المقومات الأساسية في الحياة اليومية للإنسان، خصوصا إذا كان في شهر رمضان المبارك، حيث تزداد الحاجة إليهم أكثر مما كانت عليه سابقا، فبالماء والكهرباء يفطر، وعليهما يستمر في إعداد حاجياته التي ليس لها حدود..الخ. ومن أبسط ما يمكن لأي دولة من دول العالم أن توفره لسكانها هو الماء والكهرباء وذلك بسبب سهولة الحصول على مصادرهما، فالماء يمكن الحصول عليه من باطن الأرض ومن البحار والأنهار، أما الكهرباء، فالطاقة متوفرة ومصادرها كثيرة ولله الحمد. لكن الغريب في الأمر هي المشاكل الكثيرة التي يعاني منها بعض ولاياتنا ومقاطعاتنا في الداخل، والمتعلقة بالماء والكهرباء . وخير مثال على ذلك مقاطعة الطينطان . هذه المقاطعة تعاني منذ فترة طويلة من مشكل الماء والكهرباء، وجاء شهر رمضان وازدادت المشكلة وتفاقمت. فما هي هذه المشكلة ( الماء والكهرباء)التي تعاني منها مقاطعة الطينطان ؟ وما هي  تداعياتها ؟ و كم حجم الخسائر التي نجمت عنها ؟ و ما هي أنجع الحلول للقضاء عليها ؟  هذا ما سنعالجه من خلال هذه الورقة ، بالتطرق أولا للموقع الجغرافي للمقاطعة ؟ ثم بعد ذلك تعريف المشكلة التي تعاني منها والخسائر التي نجمت عنها، على أن نحاول إعطاء مقترحات يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلة في نهاية الورقة.

أيها السائل عن مقاطعة الطينطان أعلم أنها مقاطعة موريتانية تتبع لولاية الحوض الغربي، وتبعد حوالي 750كم إلى الشرق من العاصمة نواكشوط وعلى مقربة من الحدود المالية، وتتبع لها 8 بلديات هي: حاسي عبد الله والدفعة وأقر قار وعين فرب واعوينات التل - أطويل - لحريجات إضافة إلى بلدية الطينطان المركزية، ويقع المقر السابق لمقاطعة الطينطان المدينة وسط أحد الأودية الكبيرة التي تحيط بها قبل أن تعرضت المقاطعة لفيضانات جارفة ألحقت بها أضراراً كبيرة سنة 2007، ليتم اتخاذ قرار حكومي بترحيل المدينة إلى مكان مرتفع إلى الناحية الجنوبية من المدينة القديمة، وقد بدأت هذه المقاطعة، المعروفة بحيوية النشاط التجاري بكل أنواعه، تستعيد بريقها بعد تقدم بناء السوق المركزي في المدينة الجديدة وتقسيم بعض القطع الأرضية لصالح السكان.

ومع كل ما تزخر به هذه المقاطعة من خيرات وأنشطة تجارية مدرة للدخل لصالح السكان  والدولة لم يشفع لها ذلك عند شركتي الكهرباء والماء، فمنذ فترة طويلة وهي تعاني من مشكل الماء والكهرباء كما يعاني سكانها لأمرين في ظل صيف لا يرحم.

 انقطاعات مستمرة للماء الذي هو عصب الحياة والكهرباء المكملة لأبسط مقومات الحياة. يجب أن تضع الحكومة ضمن أولوياتها الإستعجالية  خطة لتسوية هذه المشكلة.لا يعقل أن يكابد سكان هذه المقاطعة قيظ الصيف وإرهاق الصوم دون توفير الخدمات الأساسية للحياة. فالماء مثلا يدخل في تكوين جسم الإنسان ، كما يساعد علي راحة الجسم ، وعلي عمل الجهاز الهضمي بشكل فعال ، وعلاج التهابات المفاصل، حيث يمثل الماء 60% من وزن الجسم، كما أساسي لحياة الحيوانات التي تزخر بها المدينة. كما يدخل الماء كذلك في تكوين الجهاز الدوري، حيث يدخل في تكوين الدم وخلايا البلازما المسؤولة عن نقل الغذاء والاكسجين بنسبه اكثر من 90%.. ولا تقل الكهرباء كذلك أهمية عن الماء فهما مكونان أساسيان في حياة الإنسان.

فالمقاطعة تضررت من هذه المشكلة، وقد ازداد هذا التضرر في ظل مرحلة حزمة الإجراءات المقام بها ضد وباء كورنا، فالسكان التزموا باحترام هذه الإجراءات، مع يعانوه من ندرة المياه الصالح للشرب ، والانقطاع المستمر للكهرباء. فمثلا تخيلوا معي حالة الحجر المنزلي والانقطاع المستمر للماء والكهرباء ... هذا فضلا عن أننا في شهر رمضان المبارك حيث جل السكان صائمون مع الانقطاع المستمر للماء والكهرباء...

ومع حلول شهر رمضان المبارك بل وقبله بدأت مجموعة من شباب المقاطعة بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ليس الهدف منها التشهير بسياسات الحكومة بل الهدف منها هو المطالبة بكل احترام ومسؤولية من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة. كما ناشدت هذه المجموعة من قبل رئيس الجمهورية، أناشد أنا كذلك فخامة  رئيس الجمهورية بالتدخل السريع لحل هذه المشكلة. فيا سيادة الرئيس نحن نعلم علم اليقين أن المشكلة كانت موجودة قبل تسلمكم لرئاسة الجمهورية لهذا لا نحملكم المسؤولية ، بل نطالبكم بحلها وأنتم ولا نزكي على الله أحدا هل لذلك. من هذا المنطلق فإن ساكنة مدينة الطينيطان توجه لكم رسالة مفاده أغيثونا يرحمكم الله ، العطش يكاد يقتلونا، والظلمة تكاد تخنقنا، ... هذا سيدي الرئيس هو الهدف من رسالة أهالي مقاطعة الطينطان، فهم يطالبونكم بالتدخل لحل مشكلتهم.

وفي الأخير فإننا نقترح جملة من المقترحات يمكن أن تساهم في حل لهذه المشكلة وهي :

العمل على تزويد المدينة بمولد كهرباء من النوع الجيد يغطي جميع حاجيات المدينة من الكهرباء. أما بالنسبة للماء فيمكن حفر الآبار باستخدام الطرق الحديثة، كذلك إمكانية إيصال أنابيب المياه للبيوت، كذلك استعمال مضخات مياه لتسهيل عمليه الرعي.

5. مايو 2020 - 14:57

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا