الاقنعة تعددت والحفلة التنكرية أوقفها شهر الصيام والقيام والوطن الجائزة والفريسة والحضن تنازعه رغبات الساسة وأطماع المتنافسين والأحزاب السياسية تطغى على شعاراتها الباهتة المبادرات الميتة وتُقفر مرا بعها الدارسات الانسحابات ومواسم الهجرة الى المنتصر والكل يستظل بظل النظام الديمقراطي وينتهك قوانينه ويشوه أخلاقه ويهين تقليده وكلما أمعن في الاستئثار به كلما عمد الى تشويه جوهره وتحوير الغاية منه حتى غدى في نظر البعض مجرد فزاعة تعلق عليها آمال القطيع داخل السياج ومنطاد يجتاز به الفرقاء السياج وحدود التماس مع الشعب حينما تفرضه مناسبات التنافس على السلطة وهي المنافسة الوحيدة المحتفى بها ديمقراطيا أما ترسيخها وتكريسها واستمرار تحسين أدائها فهي مجرد كلمات عابرة وحبر مخبئ في الرفوف لا أحد يطّلع عليه إلا حينما تنطق صناديق الاقتراع ويتجرع الخاسر نخب الهزيمة ويضع قبعة رفض النتائج وتزوير الانتخابات تمهيدا لابتزاز الفائز ولو أن الأحزاب فرضت منذ الشرارة الأولى حق احترام اللعبة وحق ترسيخها وحق ممارستها لكنا أنتجنا جيلا يؤمن بالديمقراطية ويحترم مسطرتها ويعالج نواقصها ويعترف دون وجل أو خجل بنتائجها ويستفيد من تجربتها ويصحح اجتهاداته الخاطئة وهو يمارسها فالمرحلة الموالية لنصر الفائز تعيق انطلاقتها التفاهمات وفداحة ثمن اعتراف الخصوم أو بعضهم كما تتأثر الكفاءة بفعل المحاصصة وتمسك بعض أعضاء الفريق بمخلفات أزمنة غابرة وأنظمة اندثرت لها مالها وعليها ما عليها ،يومياتها محفورة في ذاكرة الشعب ونًصُبها التاريخية شاهد محفوظ في ثنايا التاريخ نفسه ، بددت الجهد وأخطأت التصويب ولم تحسن التربية واكتفت من الوطن بهيكله ومن الوطنية بدندنتها ومن الشعب بطُعمه حتى ظن البعض أن أرضنا لا تدور وأن الشعب مجرد قبور ، وأن أحرار الوطن تفرقوا أيادي سبأ يوم تمكن العقيد " كورو "من تجاوز حمدون في اتجاه المدينة الحصن والحاضرة المحمية بصدور أحرارها و أحرار الوطن من أمثال : الشيخ حسنا ولد الشيخ ماء العينين والامير سيدي أحمد ولد عيده والامير أحمدو ولد سيدي اعل والامير سيدي ولد محمد فال والامير أحمد محمود ولد بكار ولد اسويد أحمد وعثمان بن سيدي بن عثمان وغيرهم كثير٠
الحقيقة تؤكد ان ابناء المطاردين وأحفاد المضطرين وكل من تاب وأدرك الخطأ يحاولون تصحيح ما أمكن رغم رفض البعض لمجرد الدعوة لإعادة محاولة التصحيح لكن إرادة الخير الاخيرة قاهرة وقد مكنت احداث العالم المتلاحقة واستعداد النخبة المسيطرة ودخول الشعوب عصر المشاركة ، من إحداث تغيير مهم في علاقة الشعب بالوطن وقراره وخيره رغم الرفض ؛ فهل رؤساء الحاضر والمستقبل على استعداد للتنازل عن النظرة القديمة للشعب وآماله وآلامه وللوطن وخيره ...؟ أم أن القوم فتنهم السامري بعجله ...؟
تؤكد المنافسة في مرحلتها الراهنة انها بين الفرقاء أنفسهم تستهدف وحدة قادة الخصم وزعزعة ثقتهم المتبادلة وقد يظن البعض ان الخطوة بلغت منتهاها فالانشقاق مكسب والالتحاق بخصوم الأمس انتصار لحقِِ تأكدت جدوائيته فجأة فلا خشية من شبهة تزلف ولا أسف على فراق أخلة نضال ولا حزن على فشل حاضن ولا رحمة لتاريخ عشرة مشتركة ولا طعم لتقاسم رغيف ولا استحياء من قلب القناعة رأسا على عقب ونكران الولاء بجرة قلم وبسخرية لو ان فارسها قدر حجم انعكاسها عليه لما استطابها ولما تضخم كي يلدها ، إنها سياسة المحافظة على النفس وأمل الحصول على التعويض وتعوذة الاستجداء والاحتماء من المساءلة وهي سياسة شرعها العرف وزكاها البعض ؛ أما الشعب فالتنافس عليه يوم الزينة حينما يحشر ضحى أمام مكاتب التصويت يوم يدرك السادة أن الشعب هو المستهدف والوقود وأن قادة الانشقاق وابطال الالتحاق بضاعة مقشوشة منتهية الصلاحية تحاول العودة للمشهد بمساحيق لم تعد تخفي شحوب الوجه ولا تجاعيد الانتظار ولا ترهل الهيكل ولا تقلب الافئدة ، إنها أعجاز نخل خاوية فهل تحسب لهم من إضافة مجزية لديمقراطية ناشئة في بلد فتكت به الثمانبة