ياأمة ضحكت من جهلها الأمم! ! / التراد سيدي

نحن الذين ساقنا الإنكليز لننهي النظام العثماني ليقيموا لنا مملكة عربية وحققوا بنا السيطرة على فلسطين وتحقيق الوعد المقطوع لليهود بإعطائهم فلسطين كوطن و حققوا لليهود ماو عدوهم فاحتلوا فلسطين وقتلوا وطردوا الفلسطينيين وسمينا عملنا ثورة عربية فضحكت من جهلنا الأمم! !
ونحن الذين ساقتنا إمريكا لتضرب بنا الاتحاد السوفيتي في آفغانستان وعبأنا شبابنا للجهاد بتدريب المخابرات الأمريكية وتسليحها وقاتلنا بحماس وطردنا الاتحاد السوفيتي ولم نكلف نفوسنا عناء التفكير هل فلسطين أولى أو آفغانستان ؟ وهل احتلال اسرائيل لفلسطين وطرد إخوتنا الفلسطينيين وتجميعهم في مخيمات البؤس في كل الاقطار لايستحق
جهادا - ولاهم يحزنون- ؟ والغريب أن من بين مجاهدي آفغانستان فلسطيون قادة ومقاتلين.! لكن لا غرابة فنحن أمة ضحكت من جهلها الأمم!
ونحن الذين حصل إجماع جامعتنا وتم اجماعنا على دعم آمريكا لتدمير العراق وبعد تدميره وتصفية قوته وضعنا أيدينا على رؤوسنا نبكي كالأطفال نشتكي من قوة إيران وضعفنا ثم واصلنا تصفية الأنظمة التي لاتدور في فلك أمريكا ودمرنا ليبيا وسوريا واليمن لأننا أمة ضحكت من جهلها الأمم! ! 
نحن تكفلنا بماعجزت عنه أمريكا وابريطانيا وإسرائيل من تضليل وتشويه للواقع لدى الرأي العام الذي يساق كالأغنام بكل ترهات وخزعبلات الإعلام الغربي المصمم لصياغة عقول الشعوب الخارجة عن التأثير في أحداث العالم و الصالحة فقط كأسواق لما يصنع خصيصا لها لامتصاص ثروتها والمزيد من تدجينها تكفلنا بدورأساسي في إعلام المؤامرات و التضليل فأنشأنا امبراطورية آعلامية لاتغيب عنها الشمس تشبع رغبات التفسخ والتخلي عن القيم السامية لديننا الحنيف فهي قنوات عرى ورقص ووو
هذا من جهة ومن جهة أخرى للتضليل وهو الهدف الرئيسي فعملت ونجحت لجعل إسرائيل عدوا صغيرا لايهم لأن العدو الخطير والذي يجب استأصال شأفته دون إبطاء هو إيران أما احتلال إسرائيل وتشريد الفلسطينيين فحسب امبراطورية إعلامنا العتيدة ليس اكثر ممافعلت إيران ! ولايستحق أكثر من أن يكون من أمور الماضي لقد خف بفضل إعلامنا هذا الاهتمام بقضية مر زمان عليها وهي تعتبر القضية المركزية لكننا أمة ضحكت من جهلها الأمم! !
 نحن ندخل مع امريكا واسرائيل في عملية تدمير سوريا واليمن وننفق في ذلك ملايير الدولارات ونستقبل الرئيس الإمريكي في أول زيارة لبلادنا بمبلغ خمس مئة مليار دولار ونعطي إيفانكا ترامب في تلك الزيارة زوجة عراب صفقة القرن مئة مليون دولار هدية .والأخوة في غزة في هذا الوقت تعوزهم آلاف الدولارات لتستمر كهرباؤهم علما إنهم محاصرون ويتضورون جوعا...وأقطار كثيرة يسيل ريقها وهي ترى آلاف ملايير الدولارات تذهب من إخوتهم لأغنى دولة في العالم وهم يحتاجون أقل من هذا بكثير ... لقدقام الرئيس ألذي قدم له كل هذ المال برد الاحسان بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والجولان العربي لإيسرائيل ووضع خطة صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية بمشاركة بعض قادتنا الأفذاذ ... ذلك لأننا أمة ضحكت من جهلها الأمم ! !
ولأن إعلامنا المنشأ أصلا لوظائفا وأهدافا تخطط لها قيادات العالم فقد اطمأنوا على نجاحهم في حرف البوصلة وخلقوا أعداء غير الأعداء وشوهوا كلما لايسير بانضباط وحسن سيرة في موكب تحالف إمريكا وإسرائيل والأنظمة الحكيمة التي تتبعهم فالكل غير هؤولاء شياطين وعابثين واذرع لإيران الموسومة بالشر المطلق. وانطلاقا من النجاحات الباهرة لامبراطورية الإعلام المكملة لإعلام سيدة العالم فقد رأيناها في رمضاننا هذا رمضان الخير والبركة الذي تصادف مع ظروف كورونا والذي حجزت فيه العوائل في البيوت واشترك في مشهدالتلفاز من لم يكن يشهده في هذا الظرف تطالعنا درة إعلام السعودية ( م ب س ) بمسلسلات تمجد التطبيع وتذكر بتاريخ من العلاقات كما زعمت مع اليهود في الجزيرة العرببة وتبدأ توضح لنا أن المشاكل كلها في المنطقة متأتية من الفلسطينيين لا من الإسرائليين أفكارا جديدة وتوجيه جديدا لايخالجنا شك في نجاحه لأن ماسبقه من خزعبلات صارت حقائق لشارع عربي بلغ به التضليل حد اختلاط الصور والألوان بحيث لا يميز خيرا من شر ولامبدئا من شعار وسنراه يكتب إسرائيل ويعلقها كتميمة لحفظ النفس والمال ! وسيشرب ماء يس والقرآن الحكيم ليحفظ نفسه من شر الفلسطينيين.! أليس حقا أننا أمة ضحكت من جهلها الأمم .؟!

 

7. مايو 2020 - 9:55

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا