الوطن رقعة جغرافية نشأ فيها الشخص وتربى وترعرع'يحس فى داخله بإحساس داخلي بشده الي هذا الوطن بكل ما فيه فيحثه على التفاني فى خدمته والحرص على مصالحه العليا ويدافع عنه بكل ما أوتي من وسائل'
ففى سبيل الاوطان ضحت الشعوب بكل مااوتيت من قوة حتى الحيوانات ضحت فى سبيل أوطانها وبنى جلدتها' فالنملة عندما استشعرت خطرا محدقا بها وبقومها أصدرت أمرا يقضى بأن تلزم الرعية بيوتها لأنها تدرك وتعلم علم يقين بأن لاقبل لها بجند سليمان فلم تجد من حيلة تنجيهم سوى أن يدخلوا مساكنهم وإذا كان هذا حال حيوان ضعيف فكيف بالإنسان أليس حريا به أن يكون أكثر حرصا على وطنه ومجتمعه من هذا الحيوان الضعيف؟
أن الدارس لاشكالية المواطنة فى موريتانيا يغرق فى بحر من الحيرة ذلك أن تصرف هاؤلاء المسؤوليين الذين يتولون تسيير
شؤون البلد مناف المواطنة فتراهم يبددون المال العام يمنة ويسرة و المسؤول ينفق المال ويوزعه على مصالحه الفردية شذر مذر دون خوف ولا وجل 'دون أن يراعي فى صرفه الأوجه المحددة له أصلا
فيستغلون هذا المال فى. نزواتهم الخاصة*سيارات فارهة وعمارات شاهقة وأرصدة بنكية فى مصارف عدة*ويتناسى هؤلاء اقواما من بنى جلدتهم استرعاهم الله حقهم _يبيتون على الطوى وتمر عليهم ليال عجاف لايسمع فيها صوت مرجل يغلى ومرضى يشكون على الأسرة من شدة الوجع لايحدون مايشترون به قرص دواء '
فكيف يدعى مسؤول هذه حاله المواطنة وحب الوطن' والمجتمع؟
أليس حريا به أن يرعوى ويعلم أنه مسؤول عن التقير والقطمير,
المواطنة تقتضى الاحساس بهموم المواطن واوجاعه والسهر على مصالحه ' كيف لأمة عاشت ستين حولا وثرواتها تنفق فى مصالح شخصية وتتحكم فيها المحسوبية والجهوية والطائفية والقبلية ؟ كيف لها أن تنهض ؟ أليس الولاء يجب أن يكون للدولة دون القبيلة؟
بلى مصلحة الوطن المكلوم اولى من مصالحهم الضيقة ,
تعاقبت على هذه البلاد سلط نهبت الثروات واهلكت الحرث والنسل 'دون أن تواكب ذلك النهب تنمية ولاثورة اقتصادية حقيقية,
أن مجتمعنا يعيش أزمة مواطنة حقيقية تحكمت فيه منذو ميلاد الدولة الوطنية وقد أن لنا أن نتصالح مع ذواتنا لاسيما فى ظل هذا الحكم الجديد الذى ابدى إرادة صادقة للإصلاح 'فلابد من مازرة هذا النظام ودعمه لكي ينتشلنا من هذا الواقع المزرى الذى حكم علينا بالتقوقع والتخلف سنين ولم تبرح مكاننا أيام كنا بداة رحلا ننتجع فسيحا من الأرض قفر بعيدا عن الحضر ومفهوم الدولة وماتمليه من نظم واكراهات,' فلابد ان يدرك المسؤول أنه امين ومسترعى والمسؤولية أمانة وسيسأل عنها *عن صغيرها وكبيرها "فليخلص فى أداء الخدمة فهو مسؤول عنها لامحالة'
المواطنة ممارسة وسلوك وقيم ومبادئ يتسلح بها كل مواطن ينشد الإصلاح والشفافية فى التسيير ويسعى لخلق مجتمع منسجم خال من الغبن والاقصاء والمحسوبية والجهوية' فالمواطنة رقيب داخلي ورادع خفى يفرض محاسبة ومساءلة المسؤول المقصر فلابد من تفعيل دور الرقابة والمساءلة دون محاباة ولامجاملة ولاشك أن
-بلادنا تتوفر على ثروات هائلة ومتنوعة -فقد حبانا الله بموارد اقتصادية قادرة على خلق تنمية واحداث نهضة للامة الموريتانية اذا ما أحسن تسييرها وقد بات لزاما علينا التخلى عن تلك المسلكيات وتنتهج الشفافية فى التسيير وتواكب القيادة الجديدة فى النهج وعلينا أن تبحث عن الايادى الناصعة التى لم تتلوث بالمال العام والمسؤولية الجسيمة فى ذلك على قيادة البلد فى أن تختار الشخص الكفىء والنزيه فقد عيل صبر الاقتصاد من الفساد '
ونأمل فى قيادتنا الجديدة وضع البلاد. على سكة الطريق الصحيح فتحاسب من بدد مال الدولة وترد لذى كل حق حقه"وتشد على يد المسؤول حتى لا يتفق درهما ولادينارا الا فى الوجه المشروع له اصلا'
واذا كنا أمة تنشد الإصلاح حقا لابد أن نشدد الرقابة على المال العام ونفعل دور التفتيش على أن يكون هذا التفتيش شهريا لكافة قطاعات الدولة ونجند الطاقات لذلك ونلغي صفقات التراضى على أن تتخذ آلية اكثر صرامة فى مجال الصفقات ومعاقبة المقصرين فى التسيير ومكافأة المتميزين في التسيير وذلك باستحداث مكافأة سنوية لاحسن مسير قكاع' 'عل ذاك يكون محفزا ورادعا فى أن واحد للمسؤول فيدفعه إلى اتخاذ مبدأ الترشيد والشفافية فى التسيير'
ومعلوم أن المساءلةو المحاسبة درجت عليها عادة الحكام المصلحين فهذا عمر بن الخطاب يسأل عمرو بن العاص من اين لك هذا؟ فما أحوجنا الى تطبيق هذا المبدأ وما أحوجنا الى أن يعي كل مسؤول خطورة التفريط فى المسؤولية ففى الحديث *كلكم راع ومسؤول عن رعيته * فهل من المعقول أن يفرط الراعى الأمين فى رعيته؟
ومااريد الا الإصلاح مااستطعت دمتم فى اسعد الاوقات ( نفسك أمانة فيك فلزم البيت حفظك الله من كل مكروه,)