الهوية الموريتانية مرتكزاتها و وعوائقها / عبد الرحمن ولد حبسه

عرفت هذه البلاد على مر الحقب التاريخية هجرات عدة فقد استوطنتها مجموعات بشرية أدت عوامل الاندماج الى تالف وانسجام هذه المجتمعات فى مابينها 'كما عرف المجال تسميات عدة حيث أن كل مجموعة بشرية أطلقت عليه اسما معينا يحيل الى المجموعة نفسها أو إلى ثقافتها وموروثها الحضارى ٠ غير أن الفضاء فضاء متحرك نظرا للصراعات التى عادة ما تنشب بين الفينة الأخرى بين هؤلاء وهاؤلاء ورغم أن المجال عرف ظهور كيانات سياسية حكمت لفترات متفاوتة فرغم ذلك لم تستطع  تلك الكيانات حسم هوية البلاد بدء من غانا فالتكرور فاوداغوست فالمرابطون  حيث شكلت هذه الكيانات مجرد مراحل تاريخية عجزت عن حسم هوية المجتمع 'وقدشكل دخول الإسلام إلى هذه الربوع منعطفا حاسما فى تاريخ المجتمع رغم اختلاف المؤرخين فى آلية الدخول وفترة التغلغل فمن _ قائل إن القرن الثانى للهجرة كان البداية الفعلية لدخول الاسلام مع تأسيس مدينة ابير 160هجرى ومن قائل ثان  بأن القرن 5هجرى كان البداية الفعلية  لدخول الإسلام السنى أيام المرابطين' 'بينما يطالعنا موقف ثالث اعتبر أن التجار الشمال أفارقة كانت لهم اليد الطولى فى نشر الاسلام غير عابئ بقولة المشترى بن الأسود حين قال،,,*غزوت بلاد انبية عشرين غزوة* وبلاد انبيه أسم من  الأسماء التى عرفت بها موريتانيا ،وهكذا وبعد انفراط عقد دولة المرابطين بدأت نواة الهوية تتشكل متخذة من الإسلام الركيزة الاساسية والعمود الفقري الذى تقوم عليه ؛وهكذا ومع بداية اقول نجم المرابطين فى الشمال على يد الموحدين كانت البلاد عرضة لهجرة اتباع المرابطين خاصة النخبة العالمة التى ستؤسس الحواضر العلمية فى موريتانيا (شنقيط ووادان وتيشيت )والتى ستكون البداية لخلق ثقافة عالمة فى الربع القصى من بلاد الإسلام ٠

ومع بداية القرن 13م كان المجال أمام هجرات معقلية وافدة  من الشمال استقرت فى البلاد بعد مسيرة حبلى من الصراعات والحروب  أدت فى ما بعد  إلى ميلاد كيانات سياسية استطعات  توحيد المجتمع فقد اعتبرت اكثر استقرارا ومركزية من نظام القبيلة المهمين منذو فترة طويلة ٠

وقد شكل النظام   الاميرى ثورة  على جميع الأصعدة سياسيا وثقافيا واقتصاديا  واجتماعيا وهكذا مع سيطرة المعاقلة بدأت اللغة تتحكم  شيئا فشيئا حيث استطاعوا تعريب المنطقة بعد أن كانت اللغة الازيرية اللغة السائدة   منذو أيام صنهاجة ,

  ولعل الوجود الأوروبى فى المنطقة  فى مابعد الذى بدأ  منذو القرن الخامس عشر كان له دوره فى رسم معالم هوية جديدة حين ضم موريتانيا الى مستعمرات غرب أفريقيا الفرنسية  بعد تمرير مشروع اكزافى كبلانى و'رغم أن البلاد كانت على صلة بأهل هذه البلاد (. أفريقيا الغربية ) بحكم الروابط التاريخية والجغرافية والدينية 'فقد عمل  على استئصال اللغة العربية غير أن المحظرة ظلت صمام امان فى وجه الاستلاب الثقافى غير أنه استطاع خلق نخبة مثقفة باللغة الفرنسية سيشكل عائق اللغة فى مابعد  إحدى عوائق الهوية لاسيما أن هناك نخبة اخرى تلقت تكوينا عربيا داخل المحاظر وقد بدأت الهوة تتسع بعد استقلال البلاد فى ظل إصلاحات المنظومة التعليمية 

المتذبذبة بين ازدواجية التعريب  والتفرنس مما سيعزز من التثصادم   بين النخبتين المتصادمتين لغويا اصلا٠

فى خضم هذا التناقض ظلت الهوية الموريتانية تتأرجح بين الانتماءين العربى والافرقى إلا أن الإسلام مثل القاسم المشترك بين مكونات هذا المجتمع الذى تشكل من فسيفساء معقدة ٠

وبالنظر إلى الابعاد والمحددات التى تحكم الهوية الموريتانية   البعد الإسلامى والعربى  و والافرقى) يلاحظ أن هذه الأبعاد  لم تستطع الى حد الساعة حسم الهوية  الا فى بعدها الدينى مما يطرح عديد الأسئلة التى تعترض كل باحث فى إشكالية هوية البلد 'حتى وان غضضنا الطرف عن تلك التساؤلات والاستفسارات التى يطرحها البعض لايمكن أن نغض الطرف عن بعض المواقف التى تظهر من فترة وأخرى من لدن بعض السياسيين والمثقفين والتى قد تنعت البلاد باوصاف والقاب وهويات قد تضر بسمعتها داخليا وخارجيا  فإن هذه الأخيرة لايمكن أن نغض الطرف عنها ٠

ولتجفيف منابع تلك المواقف لابد من خلق بيئة تصلاحية بين مكونات هذا المجتمع الواحد فلنقض على الغبن والتهميش واثار العبودية ونخلق تكافؤا فى الفرص لكل مكونات المجتمع ولتكن البداية  اولا من التعليم خاصة فى الأوساط الريفية التى ظلت العملية التربوية فيها  هشة إلى درجة أنه يمكن وصفها بالمعدومة وفى نظرى أن مؤسسات الامتياز التى أنشأتها الدولة خلال العشرية المنصرمة ساهمت هى الأخرى فى اتساع الهوة بين النخبة المتعلمة مما وسع هوة الشرخ  على المستوى الثقافي فالاحسن القضاء عليها وخلق فضاء علمى متكافئ ولن يتاتى ذلك إلا بالمدرسة الجمهورية التى أعلن عنها رئيس الجمهورية مع بداية تسلمه لمهامه رئيسا للدوله٠

ثانيا ننطلق من الاقتصاد وذلك بانشاء مؤسسة لمساعدة الطبقات الفقيرة من أجل الحد من الهوة القائمة بين الأغنياء والفقراء لأنه فى اعتقادى أن التمايز ليس إلا على أساس اقتصادى فالاقتصاد عامل أساسي فى تعزيز الشرخ بين مكونات المجتمع ٠

وثالثا اعتماد الشفافية فى التشغيل والتوظيف خاصة فى المسابقات والتعيين ورابعا السعي من أجل القضاء على اثار العبودية خاصة فى الأوساط التى كانت تشكل بؤرة هذه الظاهرة فى مرحلة تاريخية مرت من تاريخ البلد ٠

ولا يفوتنى أن اشيد بالمكاسب ا الكبيرة التى  تحققت فى ظل قيادة البلد الجديدة خاصة مايتعلق بانشاء وكالة تازر غير أننا نطمح للمزيد من الإنجازات  التى تعزز لحمتنا الاجتماعية وتحافظ على هويتنا وموروثنا الحضارى الضارب فى جذور التاريخ ٠

 

 

11. مايو 2020 - 1:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا