الأخلاق، هي أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وخوفهم من المال وعدالتهم وحبهم لرعيتهم، وحب الرعية لهم ،وأمنهم من الرعية وأمن الرعية منهم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه متواضعا بسيطا، ليس له تاج ولا صولجان، كان خلقه القرآن الكريم ...حكمت، فعدلت، فنمت...كما أن قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع المرأة والصبية الجياع درسا من دروس الحكم ...والتراث الإسلامي مليء بالحكم والتجارب والدروس في الأخلاق والعدالة الإجتماعية..
وفي عصر النهضة تعلمون جميعا ماقاله الشيخ محمد عبده عن أخلاق الغرب والشرق...جئت الى الغرب فوجدت أخلاق المسلمين، الصدق،والعدالة واللطف ،وجئت الى الشرق فوجدت أخلاق الغرب، السفور والهوى والمحرمات بمافيها أكل المال العام وعدم العدالة الإجتماعية ...
لو سادت الأخلاق، لعم العدل، لذا فتطبيق الدساتير وفق ما هو مطلوب يعتبر امتثالا للأخلاق، طالما أن القوانين لا تتعارض والأخلاق، أو هي كذلك، والدول التي تحترم منظوماتها التشريعية تسود فيها العدالة أكثر من الأنظمة الشمولية، فأتركوا الحديث عن الأخلاق، فكيف يكون موظفا بسيطا براتب 300ألف أوقية يمتلك قصر كسرى ويركب سيارة من آخر موديل، نجد هذه الحالة الأغرب من كوفيد 19 تتكرر في سالف الحكومات المتعاقبة....
أملنا أن تنقرض هذه الظاهرة الغريبة، وأملنا أن يصب دكاترتنا أقلامهم نحو إنارة الرأي العام...فالأخطر على الشعب، ليس الأمي الذي لايقرأ ولا يكتب، بل الأخطر على الشعب الموريتاني خاصة هو المثقف" الأمي " الذي يعرف الحقائق ويقلبها، فكل من يتولى مسؤولية عمومية أمي إذا لم يعمل بالقانون العام ويعدل بين الناس، لذا كل من أستجوبوا من قبل لحنة التحقيق البرلمانية وكل من أثبتت تقارير محكمة الحسابات والمفتشيات الوطنية تورطهم في عمليات فساد في فترات الحكومات المتعاقبة يعتبروا أميون...اتركوا الحديث عن الأخلاق، طالما أن بلدنا غني بالثروات، والثروات تنهب بشكل جنوني والشعب حاله كأحوال الشعوب التي تعاني من حروب أهلية، كالصومال واليمن والسودان ومالي،لو تحلى مسؤولونا بالأخلاق لماكان فينا فقير، ولعدنا منذ فترة طويلة في مراتب الدول المتقدمة...