نقابة الصحافة والسباق العنيف / سيدي عيلال

النجاح ثمرة النضال والمثابرة والجد ومتعته تكمن في شرف تحقيقه ونبل أساليبه وجدارة كسبه بالحق وبالأحقية ، والاحتفاء به يزداد غبطة كلما اتسعت قاعدة تشاركه مع ألآخرين وقمة إيثاره حينما يحتفي الأخ والزميل بنجاح أخيه وزميله وسيظل إخوة الحرف الأقدر على تجسيد حب الخير وتثمين الجهد لبعضهم البعض فهم شركاء خندق واحد يحاول كل جنوده فرض احترامه ورفض ردمه مهما كانت المغريات ومهما كانت لهفة الحاجة فالحياة بشرف الحرف أهم بكثير وأعظم من إشباع غرائز والتمتع بشعار سعادة إن غصت في أعماقها حاصرك الندم وعذاب الضمير ٠
إننا نواجه تحديات لا طاقة لنابها ونحن جمع متحد فما بالك بنا ونحن شتات متنافر متصارع تسوده الظنون وتفتك به الريبة المتبادلة وتعصف بجهده الأطماع والشهوات فهلا أظهرنا مزيدا من تكاتف الجهود وحسن النوايا لنواجه التحديات ونصقل الصورة فمختبر تحليل الصور يزداد اكتظاظا وإنارته قوية الجهد عالية الجودة يصعب على البسطاء منا التعامل معه بحرفية ومهنية تحقق الغاية وتوصل الرسالة وتؤدي الأمانة وتستوفي حق المساهمة في تحصين وتحسين خدمة الوطن وتنوير الشعب وإخطار أصحاب القرار فجدية المهنة خيط رفيع إن شددته انقطع وإن تركته ارتهن للهوان ،وسيظل ثمن ارتقائنا باهظ التكلفة ناقص التأثير ما لم  نعتز بدورنا ونطهر قلاعنا من كل الأدعياء ونحتضن أولوا العزم ونشد على أولوا الحزم والعزم حتى نجتاز معا بقضنا وقضيضنا مدارك الطمع ونحط على مدارج التطور ومواكبة الركب الحضاري فالنجاح الحق هو ما كان تلبية لنداء الضمير المتحرر من أسر الشبهات والشهوات واحتفاء الأخ بنجاح أخيه أولى من مزاحمته عليه وكما أسلفت فنجاح الفريق أكثر فائدة من نجاح فرد واحد من أفراده ٠
لقدحان وقت التغيير وقد أينعت تجربتنا وعلينا أن نحصن ما تحقق ونسموا بهمتنا صوب ما ينبغي ان يتحقق فالشراكة مهما كانت ضرورية لن تشفع للذين يقتاتون على ريع الحرف ولا الذين يشوهون صورته وصوته ويتحينون الفرصة لرفقاء الدرب فالقاعدة السليمة هي تلك التي تقول بالصديق وقت الضيق ونحن بحاجة ماسة إلى العمل بها حتى يتحسن مناخ الثقة المتبادلة الضروري والملح لكل عمل وطني شريف مهما عسر ولا اظن  ان تنابزنا بالألقاب على شاشات العرض سيكون اضافة نوعية  في سيرنا الذاتية بل لعله سيكون دليل ضعف ينطق بألم واقع تعجز فيه المعرفة عن اضافة  سحنة اخلاق على محيا فارس من فرسان الحرف المتحرر من مخلفات الجهل والاستبداد وتعظيم النفس امام  الملأ .

ان استمرار التمسك بالامتيازات جائز لكن بآدابه وبضوابطه وبمبرراته وحينما لا نستطيع اعتبار كل هذه العوامل فإننا حتما نغرد خارج السرب وأظن ان الذين لا يملكون صوتا شجي احسن لهم ان يغردوا داخل السرب مهما كانت مزاحمته ومهما كانت قوة طموحه فالفريق اضمن لاستمرار النتائج من جهد احد افراده و الحياة  تفرض تحديثها بما يتوافق ومراعاة اذواق الحضور دون استثناء  و الحكمة تقتضي  قبول التناوب وأفضل  انواع التناوب هو ما يتم بمباركة الجميع وباحترام طموحهم المشروع في المشاركة والتغيير فالتنافس لا يؤدي الى الصراع ان كان وفق قواعد العرض الافضل  والأجدر بكسب ثقة  المعنيين

16. مايو 2020 - 15:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا