لقد اتسم رئيسنا وحكومتنا وسلطاتنا الصحية بالحزم والحكمة والتفاني في كلما يؤدي السلامة من تفشي الداء والسعي في حدود الممكن إلى تأمين مستوى للمعيشة متوازن جنب البلد تدهورا مهولا في نمط الحياة وخصوصا للفئات الأضعف و الأكثر قابلية للتأثر بالأوضاع الجديدة. فلم تألوّ سلطاتنا جهدا يساعد على الحفاظ على السلامة من الوباء إلا بذلته ضمن ظروف أقل مايقال عنها أنها جد معقدة حيث لايتوفر الوعي الكافي لدى المواطنين ولا الشروط المناسبة لفعالية الإجرآت ورغم كل ذلك ظهرت جدوائية إجرآتنا وكان مستوى تفشي الداء بفضل الله محدودا بالمقارنة بما عليه الحالة في الإقليم والجوار وفي العالم جميعه مماسمح لنا بالتفكير بخطوات لتخفيف الإغلاق رغم الحذر الذي تؤكد عليه وزارة الصحة وتيار واسع من المواطنين ورغم ثقل إجرآت الإغلاق على فئات واسعة من التجار والحرفين وأنواع من العمال ..الكثير من هؤلاء المتضررين من الإغلاق يفضلون إنهاء الإغلاق مهما كان الثمن لأنهم ينظرون لمتطلبات حياتهم المباشرة فقط! !
وهذا يشبه ماعليه الوضع في كل دول العالم.. تتواجه الحالتان متطلبات السلامة بالإغلاق وفرض التباعد من جهة وتسهيل الحياة وتنشيط الإنتاج من جهة أخرى إن الضرورة تطلبت وجود الأمرين معا الانفتاح والإغلاق ..إنهما أمران متناقضان ويشكل التوازن بينهما معضلة المعضلات لكل العالم لكن اعتماد أحدهما دون الآخر شديد الضرر!
إننا برغم تأييدنا المطلق للسياسات التي تقررها سلطتنا انطلاقا من شمول معلوماتها حول الوضع الداخلي ومعلوماتها حول الوضع الدولي ورأي منظمة الصحة الدولية..برغم كل ذلك نرى ضرورة لفت النظر إلى بعض الأمور...
أولا: كيف نستطيع سدثغرات كثيرة في إجرآتنا المتخذة ؟ إننا لم نوفر شروطا صحية في المساجد من حيث القيام بنزع الفرش فكثير من المساجد لم تنزع فرشها و الكثير من المساجد لم تعرف التعقيم وكثير من التجمهر والتجمعات يجري كما لوكان أهله مأذونون!
ثانيا: لم ندرك حقيقة مايجري في الحدود إن حدودنا مع مالي والسينغال لايمكن ضبطها لأن أعدادا هائلة من المواطنين المنمين يعيشون في الدولتين واعدادا كبيرة من التجار هذه الأعداد تجعلنا مشتركين مع مالي والسينغال في الظروف التي هم فيها فليس الأمر معهم مسألة متسللين فقط فالتفكير السائد حول الموضوع مضلل ولاأساس له .إذا كنا نستطيع تحديد إجرآت مع حدود المغرب والجزائر فليس الأمر كذلك في الحدود الجنوبية فالأمور في الجنوب جد معقدة وتحتاج أمورا كثيرة لم توجد بعد! ٠
ثالثا: هناك خروقات كثيرة في هذ الإغلاق الجاري حيث يذهب البعض إلى مختلف الانحاء ويجيؤون بلاضابط ودخل كثيرون في سيارات نقل البضائع دون ان يتعرضو للمنع أمورا كثيرة جعلت الإجرآت غير كاملة..
رابعا: الذي يبدو انه جدير بدراسة سلطاتنا هو عدم إغلاق لا يفي بالحاجة بينما يصعب الحياة على الضعفاء.. الذين يتطلب وضعهم تسهيلا ل اتعقيدا .
وربما يكون الحل الأمثل وضع سياسة لاتغلق غلقا تاما و لاتفتح فتحا تاما المزاوجة بين انفتاح تراعى فيه الكثير من إجرآت الوقاية و تكون سياستنا في الفترة المقبلة مبنية على معايشتنا لخطر الوباء بدوام الحذر وبمسطرة تعليمات للتوقي ونمارس حياتنا دون توقف أوإضرار بنسق الحياة ومتطلباتها من تعليم وعبادات ونشاطات مثمرة نسأل الله عونه وحفظ بلادنا....