يعرف ادعياء التنوير والتحرر ، نجوم الفيسبوك وصالات الفنادق ان عقدا من الشحن العنصري لشريحة ضد شريحة وتجييش للفقراء والعاطلين ضد الميسورين والأغنياء وتأليب لمقاطعات ضد مقاطعة بعينها بل واعتبارها كوكبا آخر ، لن يفضي سوى للهلاك و الشر ، لن يشفع ما يظهرون من شفقة علي البؤساء ، فهم لا يفعلون ما يفعلون الا طمعا ولكن اعمتهم انانيتهم و حبهم المرضي للطرق السهلة .
عقد ونيف كاف تماما لتبدأ نتائج (عمل الشيطان) والبيئة مواتية تماما فقد كبر جيل كامل علي مبرر مريح لتكاسله وبطره وجهله ، مبرر جاهز هو شريحة من الطغاة الظلمة العنصريين كل ما يملكونه هو حق شرعي يجب استرداده بأي طريقة .
شعب كامل نصفه يحتقر المهن ويزدري الزراعة و يزاحم علي المناصب دون اعتبار لعلم ولا معرفة ولا جاه : قوم بهت ، يتم تحريضه ليل نهار علي اغنياءه و اطبائها وضباطه وعلمائه ووصفهم دون استثناء بانهم سراق ثروة بلد ، دون ادني اشارة لعامل النجاح و الإجتهاد بل ان الامر اصبح اكثر منهجية عبر تحديد احياء بعينها ولم تبق سوى مفردة :هاجموهم ؛ لطالما استغل المثقفون الجماهير من اجل انتزاع المنافع.
ان من يظن ان كل هذا لن يقود الي الخراب فهو واهم ومن يظن انه بهدف رفع الظلم فهو واهم ومن يظن ان لا جهة وراءه فهو غير منطقي .
ان وجبة نار الفتن المفضلة عبر التاريخ كانت وستظل الفقراء والمستضعفين ، ان من يتآمرون الآن علي عهد الاصلاح هذا في وضع مريح للغاية فبقليل من الارز و الزيت وكثير من الخبث وكتيبة من عمالقة التحريض المحترفين ، يسعون لإحتواء الغوغاء ضمن فوضى محددة كرس لاهلها عقد كامل واشربوا في قلوبهم عقلية القطيع وزعيم القطيع و بكل ما تحمله من تناقض مع سلطة الإمام العادل و دولة المؤسسات ، والتي لن يترك لها عمالقة التحريض ولا الفوضى ( الحية ) التي ورثتها ادني فرصة لإقناع الشعب بجديتها في انقاذ الامة فبأي منطق تحاور قطيع من الأفالو ينحدر عبر طريق ضيق من قمة جبل الحقد الشاهق هذا.